لجنة رئاسية أفريقية للتواصل مع البرهان وحميدتي.. (الأحداث) تستنطق سياسيين وخبراء

مُختص في الشأن الأفريقي: إذا تم ضبط إيقاع الحراك الذي يدور سيذهب البرهان للتفاوض

محلل سياسي: نجاح الخطوة الأفريقية ضعيف والمسعى نحو منبر جدة

الاتحادي الديمقراطي: نتطلع لدور حقيقي للمنظمات الأفريقية يضع الجيش في جانب الحقيقة والمليشيات في قائمة الاتهام

بعد ساعات من زيارة رسمية قام بها رئيس الوزراء الأثيوبي آبي أحمد للسودان تحرك مجلس السلم والأمن الأفريقي لفتح باب التواصل مع رئيس مجلس السيادة قائد الجيش الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان وقائد المليشيا محمد حمدان دقلو بهدف وقف القتال فوراً دون شروط فما مدى نجاح الخطوة الأفريقية المتجددة في ظل التطورات التي تشهدها الساحة السودانية؟.. (الأحداث) استنطقت سياسيين وخرجت بالحصيلة التالية..

الأحداث – آية إبراهيم

وضع كارثي
كشف رئيس مجلس السلم والأمن الأفريقي، منقويل ميمبي، في كلمة خلال الجلسة الافتتاحية، للمداولات الأولية للعملية السياسية السودانية في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، تحت رعاية الاتحاد الأفريقي عن “تكوين لجنة مخصصة من رؤساء الحكومات للتعامل مع طرفي النزاع “البرهان وحميدتي” للوقف الفوري للقتال دون شروط، تبدأ عملها الأسبوع المقبل”.
وقال ميمبي إن الاتحاد الأفريقي” قرر عقد قمة أفريقية استثنائية بشأن السودان خلال الأشهر المقبلة”، ووصف الوضع في السودان بالكارثي، مؤكداً أن الاجتماع الأخير للمجلس على مستوى الرؤساء اتفق على أن يتعامل مجلس السلم والأمن الأفريقي مع وقف القتال كأولوية قصوى.

نقطة واحدة
ويستبعد المحلل السياسي راشد التجاني نجاح الخطوة الأفريقية تجاه الأزمة السودانية، ويصفها بأنها ضعيفة، ويُبرر ذلك بأنها تدور حول نقطة واحدة وهي اللقاء بين البرهان وحميدتي، مشيراً إلى أن هذه الخطوة تم اللجوء إليها في وقتِ سابق وفشلت.
ولفت التجاني في حديث لـ(الأحداث) إلى أن التشكيك في وجود حميدتي لايزال موجود وآخرها ماصرح به مستشاره السياسي المقال يوسف عزت وقوله إن أدوار حميدتي يقوم بها نائبه عبدالرحيم دقلو.
وأكد التجاني أن المسعى نحو الأزمة السودانية يمضي تجاه منبر جدة وأن حديث الجيش يسير نحو ذلك مع تنفيذ ماتم الاتفاق عليه في وقتِ سابق.

كُتل مُشاركة
وشارك في العملية السياسية السودانية بأديس أبابا نحو 20 كتلة سياسية سودانية، أبرزها “العودة لمنصة التأسيس”، “الكتلة الديمقراطية”، “قوى الحراك الوطني”، “تحالف السودان من أجل العدالة”، “مجموعة التراضي الوطني”، “ممثلو المرأة”، “بعض ممثلي الإدارة الأهلية”، و”حزب المؤتمر الشعبي”، فيما غاب عن المشاركة تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية “تقدم”، وحركتا تحرير السودان بقيادة عبدالواحد نور والحركة الشعبية- شمال بقيادة عبد العزيز الحلو، والحزب الشيوعي، وحزب البعث العربي الاشتراكي.

كرت ضغط
ويربط المختص في الشأن الأفريقي مكي المغربي نجاح الخطوة الأفريقية على المشاورات التحضيرية والوفود التي تقوم بالتفاوض في أديس أبابا إضافة لترقب التفاوض بين الجيش والدعم السريع في جنيف بشأن الأوضاع الإنسانية ومؤتمر القاهرة، وأضاف “إذا تم ضبط كل ذلك بإيقاع متناغم فإن البرهان سيذهب إلى المفاوضات وظهره قوي بالشعب السوداني الموحد خلف الصف الوطني”.
وقال “على السودانيين أن يركزوا على وحدتهم خلف الجيش وعلى الجيش أن يركز على الإستعانة بالصف الوطني وجعله الأولوية وليس المساومة بالصف الوطني واعتباره كرت ضغط كي يحصل على تفاوض جيد مع قحت والمليشيا”.

تحركات خارجية
وبرزت خلال الأيام الماضية عدد من التحركات الخارجية تجاه الأزمة السودانية بدأت بمؤتمر القوى السياسية والمدنية الذي استضافته العاصمة المصرية القاهرة مروراً بزيارة نائب وزير الخارجية السعودي، وليد بن عبد الكريم الخريجي ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد.

محاولة مفضوحة
ويضع القيادي بالحزب الاتحادي الديمقراطي خالد الفحل مساعي مجلس السلم والأمن الأفريقي تجاه الأزمة السودانية في إطار الوساطة ومضاعفة دور المنظمات الأفريقية التي ظل موقفها من الحرب في السودان لا يمثل الحد الأدنى من المسؤولية التي تقع على هذه المنظمات ومدى التزامها بالقوانين الدولية واحترام سيادة الدول.
وقال الفحل لـ(الأحداث) “لقد ظلت هذه المنظمات تنظر للحرب في السودان بأنها بين طرفين في محاولة مكشوفة ومفضوحة بأن تساوي ما بين الجيش الوطني الذي يمثل سيادة وشرعية الدولة وتأييد الشعب السوداني ومليشيا جلبت من الخارج لممارسة الانتهاكات ضد الشعب السوداني”.
وأضاف “ننظر لدور مجلس السلم والأمن الأفريقي من زاوية تعريف وتوصيف الأزمة بشكل صحيح والنظر إلى جميع الأدلة التي تضع مليشيا الدعم السريع المتمردة في خانة المنظمات الإرهابية المتطرفة وعدم الإفلات من العقاب ونتطلع لدور حقيقي للمنظمات الأفريقية يضع الدولة ومؤسساتها الشرعية التي تمثلها القوات المسلحة في جانب الحقيقة والمليشيات والدول الداعمة لهم في قائمة الاتهام”.

تطورات ميدانية
ميدانياً يواصل الجيش في تحقيق انتصاراته على المليشيا، وقالت مصادر عسكرية بحسب “سودان تربيون” إن الجيش تصدى لهجوم واسع شنته قوات الدعم السريع، الخميس، على مدينة سنار، في محاولة لبسط سيطرتها على آخر المدن في ولاية سنار.
وسطر الأبطال في محور سنار أروع الملاحم وهم يدحرون التمرد ويكبدونه خسائر في الأرواح والعتاد بإستلام (4) ثنائي و(3) دوشكا إستلام حي، وتدمير عدد (9) عربات تدمير كامل.
على الجانب الآخر كشف الكاتب والمحلل السياسي عبد الماجد عبد الحميد وفقاً لما قال إنها معلومات مؤكدة أن مليشيات التمرد بدأت في سحب متسارع لقواتها وجنودها من مدن وأحياء الخرطوم، وقال إن الانسحاب سيشمل عدداً من المرافق العامة والحيوية خاصة في مدينة بحري وشرق النيل.. وأن الانسحاب يتزامن مع خسائر عسكرية ولوجستية تواجهها مليشيا الدعم السريع.

تجمع ديكوري
نائب الأمين العام للمؤتمر الشعبي د.محمد بدر الدين يقول إن الاتحاد الأفريقي غير مؤهل على أي فعل إيجابي لحل الأزمة السودانية المستفحلة ولن يكون مقبولاً ولا مرحباُ به من القوى الديمقراطية المدنية الفاعلة والمؤثرة في المشهد السوداني.
وأضاف بدر الدين لـ(الأحداث) “نحن لا نعول على هذه المبادرة وكما جاء مؤتمر أديس أبابا بلا فاعلية (تجمع سياسي ديكوري لواجهات المؤتمر الوطني) وسوف تأتي مخرجاته مخيبة لما يتطلع إليه الشعب السوداني لوقف الحرب وإنهاء المعاناة التي استطالت”.
ولفت إلى أن دعوة الاتحاد الأفريقي لن تجد الاستجابة من طرفي النزاع وإن قُدر لها أن تتم فربما يحدث هذا عبر ضغوط من أطراف أخرى ذات تأثير على الطرفين ولن تحقق ما يرجى منها.

وكانت قد سرت معلومات عن تكليف الاتحاد الأفريقي للرئيس اليوغندي يوري موسيفيني بترتيب لقاء بين رئيس مجلس السيادة قائد الجيش السوداني الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان وقائد مليشيا الدعم السريع حميدتي، غير أن البرهان أبلغ وفداً إعلامياً إلتقاه قبيل أيام أنه لم يتلقى دعوة من موسيفيني للقاء حميدتي وإنه سمع بالأمر من وسائل الإعلام.

Exit mobile version