بقلم: تشارلز هومانز – مجلة نيويورك تايمز
على مدى العامين الماضيين، كشفت استطلاعات رأي متكررة عن ظاهرة مقلقة: واحد من كل خمسة أمريكيين يرى أن العنف قد يكون وسيلة مبررة أحيانًا للدفاع عن البلاد أو حماية النظام السياسي. هذه الفكرة، التي كانت تُعتبر لعقود خارج النقاش السياسي المشروع، أصبحت اليوم جزءًا من الخطاب العام.
جذور القبول بالعنف
أظهر معهد Public Religion Research Institute أن نحو 23% من الأمريكيين يعتقدون أن “المواطنين الحقيقيين قد يضطرون لاستخدام العنف لإنقاذ البلاد”. وترتفع هذه النسبة لتصل إلى نصف المستجيبين تقريبًا بين من يعتقدون أن انتخابات 2020 قد سُرقت من الرئيس السابق دونالد ترامب.
هذا الميل يعكس أزمة ثقة متفاقمة بالمؤسسات الديمقراطية، ويكشف عن حجم الاستقطاب الذي يمزق المجتمع الأمريكي.
ليس تيارًا واحدًا
يلاحظ هومانز أن هذه الرؤية ليست حكرًا على تيار سياسي محدد. صحيح أن الخطاب اليميني المتشدد جعلها أكثر وضوحًا، لكن جزءًا من اليسار أيضًا يبرر العنف، خصوصًا في سياق الاحتجاجات المناهضة للعنصرية أو ضد عنف الشرطة.
ومع ذلك، يظل الفارق جوهريًا: عند اليمين الشعبوي، أصبح العنف مرتبطًا بشكل مباشر بشرعية الدولة والنظام الانتخابي نفسه.
دور الزعماء السياسيين
يربط المقال بين صعود هذه القناعة وخطاب بعض القيادات السياسية. فقد دأب ترامب وعدد من حلفائه على تصوير خصومهم السياسيين بوصفهم “خونة” أو “تهديدًا وجوديًا” لأمريكا. هذا النوع من الخطاب يحوّل السياسة من منافسة انتخابية إلى معركة مصيرية، ما يجعل بعض الأفراد يرون أن العنف خيار لا مفر منه.
البعد التاريخي
يشير هومانز إلى أن التاريخ الأمريكي لم يكن يومًا خاليًا من العنف السياسي: من الحرب الأهلية إلى الاغتيالات السياسية وأحداث الستينيات. لكن المختلف اليوم هو أن القبول النظري بالعنف أصبح واسع الانتشار، وأنه لم يعد مجرد حالات فردية أو استثناءات.
الخطر على الديمقراطية
يحذّر المقال من أن هذا الميل لا يقتصر على كونه رأيًا في استطلاع رأي، بل يمكن أن يتحول إلى فعل مباشر، كما حدث في هجوم الكابيتول في 6 يناير 2021. مجرد تقبّل فكرة أن العنف وسيلة مشروعة يفتح الباب لانزلاق البلاد نحو دوامة جديدة من العنف السياسي المنظم.
⸻
الخلاصة
•واحد من كل خمسة أمريكيين يرى أن العنف السياسي مبرر في بعض الظروف.
•السبب الأبرز هو تآكل الثقة في المؤسسات وتزايد الاستقطاب.
•الظاهرة موجودة لدى اليمين واليسار، لكنها أخطر عند اليمين الشعبوي الذي يشكك في شرعية الانتخابات.
•استمرار هذه النزعة يمثل تهديدًا وجوديًا للديمقراطية الأمريكية

