(في ذكرى الرحيل) عماد… الموت فى زمان العنفوان البحث عن امرأة ما.. (3-3)

د.اليسع حسن أحمد
قال محدثي أن من يعرفه حق المعرفة(كنت إحتاج لأكثر من مائة حقنة لعلاج عارض صحي خطيروأنها بمبالغ فوق طاقتي( هل تصدق أن عماد تكفل بجزء كبير منها) وأضاف إليه صديق صالح ( والله طيلة معرفتي بعماد ماسمعته قال أدا فلان حاجة) إلا أن يفضحة فلاناً الذي أُعطي
بعد أن قررت حنان النيل أن تتغنى لعماد ذهبت برفقة صديق ( والقول لشمس) وتحمل معها بجانب حنجرة من عطر الغمام عقداً للمقابل المادي ( ياحنان يا أخيتي المقابل الأدبي دا قولوهو ولكن المادي أنا أحاسيسي ما ببيعها بقروش) . بالأمس تحاورت مع الرشيد أحمد عيسى حول علاقة عماد بالمرأة ( عماد يايسع مرتبط ارتباط عجيب بقمر القسوم – أمه – إمرأة تتزيأ بوسم أهلها يشبهها عماد لحد عجيب وهي تشبهه وسامة ولطافة وسماحة فتعلق بها ) وأظنه يا الرشيد ظل طيلة تاريخه الفني يبحث عن قمر القسوم بين النيل والأرض والصدى والصوت وبين نساء العالمين وذاك مرقى صعب أن يجد مثيلها فى كهوف روحه الوالهة.
عرفتك وكنت زي شفتك … قبل ألقاك … وزي إنك بتنبعي من فرح جواي .. تمسحي عن رؤاي الضيم … وتضحكي للزمان الجاي ..
فعماد ظل يحمل الفكرة الجوهرية للمرأة تميمة فأل يتحدى بها الزمن الوحيش فتهبه الأمل والمقدرة على الفعل الجميل فهي ليست إمرأة ( يندهها) أو يتوسل بها لتكون رفيقة ممشاه ولكنها هي كوة الضوء الذي يسعى إليه
انتن نيل ساقياه الغيمة
وعدا أصبح فيكن شيمة
ونحن النور شايلاه عزيمة
النار بتموتلو نحن نسينا
الخير بيقوت لو اتراخينا
ونرجع تانى ندور الدايرة
عديمة الفايدة عقيمة أليمة
عماد لايتوسل بهتافية ممجوجة فى رمزية الفكرة والوطن المسيخة والسائدة بل يحترم عقلنا وقراءتنا لحمل مقولاته نهاجر بها إلى مشارع تفكيك رمزيتها وقول مدلولها إن كانت دائرة ( العسكر) أو دوامة إدمان النخب للفشل أو تدسها ترياق تترنم به في وحدتك علّه يضمد جراح فقد تعاني منه.
الواطة مشتاقة وبتنادينا
الرعدة بروق بتشلع فينا
المطرة بتغسل خوفنا الفينا
الخوف بيضيع لو نحن بدينا
علاقات متشابكة عند عماد بين الأرض والسماء ووجودية الإنسان وفعله للإعمار . صحيح إحتشدت فترة السبعينيات والثمانينيات بالأغنية الجديدة والحلم بوطن معافى قبل أن تطأه سنابك التتار وعماد هناك خفيض الصوت مكلل بالحياء دائم البحث عن أم زوجة وحبيبة تجمع مابين النيل والواطة وجغرافية الغيم الوسيعة وموسيقى رعدها المستأنس
وتتفجر مسامك ضي …مع الصبح الغشانا شوي
كأني معاك كائن حي
كأنو صفاك كأنو الحل
أفارقك والعمر عندك زهيراتا غشاها الطل واحاسيسك بتتكمل
غنيواتك بتتبارك مع الأيام وتتجمل….
قلنا أن عماد يلجأ الى شاعريته مباشرة لا يتوكأ على عصا غيرها- منسأة الحرف عنده يهش بها على أفكاره فتأتيه سعياً ولا تخذله أبداً . لكن دائماً مايسدر فى مراقى صعبة للمرأة التي يبحث عنها فى مسام الضي وفى الصبح وفى قمر العشيات الحميم ولعل قمر القسوم أمه إنسربت فى مسام الروح فأضحي يبحث عنها فى الوجوه والمشارب ودفق الطمي . ولعلها ساقته ذات صباح إلى الفتى النوبي عادل إبراهيم يبحثا سويا عن أم فى مسام الحريق مابين النار والضوء والعشم.
جينا نخت ايدينا الخضرة فوقك يا أرض الطيبين
عماد آمل أن يقرأك غيري أطول باعاً وأندى كلاماً حتى يلاقى عنادك وبحثك عن مراقي الجمال
أثقلت كفنا الضراعات بأن يتولاك الرحمن برحمته يوسدك الباردة فى نعيم لايزول
ضعيف أن أطرق بابك
ولكنها المحبة ولانملك غيرها.