في الذكرى الأولى لاندلاع حرب السودان.. تفاصيل الوضع الميداني والإنساني

الأحداث – آية إبراهيم

يصادف اليوم 15 أبريل مرور عام على تمرد مليشيا الدعم السريع على القوات المسلحة السودانية، حيث يسترجع فيه المواطن السوداني ذاكرة آلامه بفعل الانتهاكات التي مارستها ولازالت تمارسها مليشيا الدعم السريع على مختلف الأصعدة منذ إطلاق الرصاصة الأولى، ماخلّف أوضاعاً إنسانية صعبة، بالمقابل بدأ التفاؤل واضحاً لدى السودانيين نتيجة للتقدم الكبير الذي يحرزه الجيش في عدد من المحاور بميدان المعركة ما يبشر بنصر قريب على المليشيا.

نزوح الملايين:
كشف أحدث تقرير للمنظمة الدولية للهجرة عن نزوح نحو 10.7 ملايين شخص بسبب النزاع في السودان منهم 9 ملايين داخل البلاد بينما فرَّ 1.7 ملايين إلى دول الجوار منذ بداية الحرب، فيما قتل أكثر من 13 ألف شخص وجرح 8 آلاف آخرين.

أوضاع مأساوية
بالمقابل أفصح المتحدث الرسمي بإسم المنسقية العامة للنازحين واللاجئين بإقليم دارفور آدم رجال عن وفاة 443 طفل بمعسكر كلمة منذ بدء الحرب وحتى مارس الماضي بسبب سوء التغذية الحاد بالإضافة لوفاة الحوامل والمرضعات بسبب المضاعفات والإجهاض، وقال “قمنا بإجراء مسح بالمعسكر وجدنا أن من بين عشرة أسر ثمانية يتناولون وجبة واحدة مع ذلك لا توجد بها عناصر غذائية وأن هنالك وفاة طفلين كل 12 ساعة وأن مراكز سوء التغذية الحاد تستقبل يومياً مابين 14 إلى 18 طفل”
وأشار رجال لـ(الأحداث) إلى أن هنالك انهيار تام للأوضاع الإنسانية بمعسكرات النزوح بإقليم دارفور وأن الوضع يكاد يخرج عن السيطرة، لافتاً إلى محاولة المنظمات الدولية بما فيها برنامج الغذاء العالمي سحب موظفيها الدوليين خارج السودان والتي يعتمد عليها إنسان دارفور لأنها تسد النقص بجانب الزراعة والأعمال الهامشية التي توقفت بسبب الأوضاع الأمنية ما دعا لعملية انهيار وشبح مجاعة وانعدام الأمن الغذائي والأدوية.
وبشأن الوضع الصحي أشار المتحدث الرسمي بإسم المنسقية العامة للنازحين واللاجئين بإقليم دارفور إلى انعدام الأدوية المنقذة للحياة إلى جانب ظهور أمراض كثيرة، وقال إن هنالك أمراض لم يتم تشخيصها من الأطباء لعدم توفر الأطباء، ودعا لضرورة إجراء تدخلات عاجلة وتقديم إعانات وناشد طرفي الصراع لوقف إطلاق النار والعودة للغة العقل وفتح المسارات الإنسانية لإيصالها بشكل فوري، كما ناشد المانحين في العالم للمساهمة لإنقاذ حياة الملايين من السودانيين من الموت.

تقدم الجيش:
ميدانياً حققت القوات المسلحة السودانية انتصارات واسعة على المليشيا في عدد من المحاور بالعاصمة الخرطوم وولايات أخرى آخرها في أم درمان حيث استطاعت استعادة السيطرة على مقر الإذاعة والتلفزيون وعدد من الأحياء ولايزال الجيش يزحف فيها من أجل طرد ما تبقى من التمرد، كما شن الجيش حملة عسكرية كبيرة في الخرطوم بحري منذ مارس الماضي وحقق تقدماً في شمال المدينة ويتجه جنوباً نحو المناطق الأخرى لتحريرها.
وقال مصدر عسكري فضل حجب هويته لـ(الأحداث) إن الجيش يسيطر على مناطق واسعة في محور الخرطوم منها الشجرة والحماداب وأجزاء من يثرب وجبرة واللاماب، وعزز حديثه بتقدم القوات المسلحة في ولاية الخرطوم بتوسع دائرة الأمن بها والعودة العكسية للمواطنين إلى منازلهم من الولايات الآمنة ودول مجاورة.
وفي الولايات يواصل الجيش زحفه نحو مدني لتحريرها من التمرد بعد انتصاراته المتتالية وصده لهجمات المليشيا بالفاو بولاية القضارف وبابنوسة بغرب كردفان واتجاه مصنع سكر سنار.

تحسن موقف
ويرى الخبير العسكري عمر أرباب أن دائرة الحرب تتسع مع دخول مناطق جديدة إلى دائرتها مايعني أن الحرب لم تبلغ ذروتها بعد، وقال إن فتح جبهات جديدة مازال وارد في المشهد.
وأشار أرباب لـ(الأحداث) إلى تحسن الموقف الميداني للجيش من خلال سيطرته على مؤسسات الدولة، ولفت إلى أن مليشيا الدعم السريع فقدت كثير من داعميها بسبب الجرائم التي ارتكبتها.
وقال إن الجيش يتعامل بسياسة النفس الطويل لإرهاق المليشيا، في المقابل فإن المليشيا تعاني بصورة كبيرة من خلال الضغوط التي تفرض عليها دولياً والضغط الداخلي وهو يفقدها القبول لدى الشعب السوداني، ولفت إلى أن المليشيا لايمكنها تسويق نفسها لأي دور مستقبلي سياسياً في المرحلة المقبلة إلا عبر واجهات لكن من الصعب أن تتقدم كأشخاص أو كقوات إلا بسياسة الأمر الواقع وإلا أن تقوم بفرض هذه الإرادة على الجيش والشارع بقوة السلاح إلا أنه عاد وقال المليشيا تحاول الوصول لاتفاق يضمن لها ماتبقى من ماء وجه.

إعاقة تمرد
ويؤكد مراقبون أن تحسن الأوضاع الإنسانية مرتبط بتقدم القوات المسلحة ميدانياً أكثر وأكثر ودحر التمرد الذي يعرقل وصول المساعدات الإنسانية في مناطق سيطرته، ويدللون على ذلك بإعاقة المليشيا من قبل لمساعدات إنسانية كانت في طريقها إلى إقليم دارفور بعد استهداف الجيش رتلاً من قوات المليشيا في أطراف مدينة مليط بولاية شمال دارفور، في أعقاب محاولتها منع مركبات تحمل مواد إغاثية من الوصول إلى مدينة الفاشر، كما يشيرون إلى أن الأوضاع الإنسانية ستتحسن فور خروج المليشيا من منازل المواطنين والأعيان المدنية والالتزام بتنفيذ اتفاقية جدة.

Exit mobile version