تقارير

غزو مدفوع الأجر: المرتزقة الكولومبيون وخريطة العدوان الإماراتي على السودان

مقدمة

شهد السودان، وتحديدًا إقليم دارفور ومدينة الفاشر، تحولات خطيرة في طبيعة الحرب منذ 2023. فقد دخلت أطراف جديدة إلى الميدان، أبرزها المرتزقة الكولومبيون الذين جرى استقدامهم عبر شبكات تجنيد إماراتية. هذه الظاهرة لا تعكس مجرد انخراط عناصر أجنبية، بل تمثل تحول الحرب السودانية إلى حرب بالوكالة تُدار وتموَّل من الخارج، ما يجعلها خرقًا صارخًا للقانون الدولي وتهديدًا مباشرًا لسيادة السودان.

الخلفية التاريخية
•عام 1971 شهدت الخرطوم محاكمة المرتزق الألماني رولف شتاينر، في واحدة من أوائل المحاكمات العلنية للمرتزقة بأفريقيا.
•منذ ذلك الحين، تعاقبت الجهود الدولية لتجريم الارتزاق عبر اتفاقيات منظمة الوحدة الأفريقية والبروتوكولات الإضافية لاتفاقيات جنيف (1977)، التي حرمت المرتزقة من أي حماية قانونية أو وضع أسير حرب.الفاشر: مدينة محاصرة وغزو أجنبي
•الفاشر، عاصمة شمال دارفور، تعيش تحت الحصار منذ أكثر من عام.
•ظهرت أولى الشهادات الحية على وجود المرتزقة الكولومبيين عبر تسجيلات صوتية بلغتهم الإسبانية في ساحات القتال.
•هذا التحول كشف أن الحرب في السودان لم تعد صراعًا داخليًا فقط، بل مسرحًا لحرب هجينة بتمويل إماراتي وتنفيذ أجنبي.
الأدلة على وجود المرتزقة الكولومبيين
1.الدليل اللغوي: تسجيلات تحتوي على لهجة كولومبية حضرية مميزة (بوغوتا، ميديلين).
2.الدليل التكتيكي: أنماط اشتباك منسّقة، عمليات إخلاء وتغطية نارية احترافية.
3.الدليل المرئي: خوذ متطورة، سترات واقية، أجهزة اتصال مشفّرة، وانضباط عسكري غير مألوف في المليشيات المحلية.
النتيجة: وجود قوة قتالية أجنبية محترفة، ضمن “كتيبة ذئاب الصحراء”، تعمل بأوامر وتمويل إماراتي.
شبكات التجنيد الإماراتية
•شركة GSSG الإماراتية: مقاول أمني مرتبط بمحمد بن زايد، واجهة رئيسية لتوظيف المرتزقة.
•شركة A4SI الكولومبية: تديرها زوجة العقيد المتقاعد ألفارو كيخانو، العقل المدبر لتجنيد وتسفير الجنود الكولومبيين.
•كيخانو يُلقّب بـ”عرّاب المرتزقة”، مسؤول عن نقلهم إلى الإمارات وتوزيعهم على ساحات قتال في اليمن وليبيا والسودان.
أساليب وأسواق الحرب بالوكالة
•اليمن: دعم المجلس الانتقالي الجنوبي وإنشاء أذرع أمنية خاصة.
•ليبيا: تمويل وتسليح حفتر، وتوفير غطاء جوي بالطائرات المسيّرة.
•القرن الأفريقي: دعم أقاليم انفصالية وعلاقات مشبوهة مع “أرض الصومال” و”بونتلاند”.
•السودان: تمويل وتسليح الدعم السريع، واستخدام المرتزقة الكولومبيين في الفاشر.
جرائم وانتهاكات موثقة
•استخدام الفوسفور الأبيض في مناطق مأهولة (جريمة حرب).
•تجنيد الأطفال وتدريبهم على القتال قرب نيالا والفاشر.
•الابتزاز عبر مصادرة جوازات سفر المرتزقة لمنع انسحابهم.
•التدمير الممنهج للبنية التحتية، وتهجير المدنيين.
لماذا كولومبيا؟
•خبرة قتالية طويلة ضد حركة “فارك”.
•تكلفة منخفضة مقارنة بالمرتزقة الغربيين.
•سهولة التوظيف والإنكار الدبلوماسي.
النتيجة: غزو مقنّع
•لم يعد الصراع في السودان نزاعًا داخليًا فقط، بل غزو خارجي مدفوع الأجر.
•مدينة الفاشر أصبحت مختبرًا لحروب الوكالة: تمويل خليجي، خبرة أمنية أميركية، قوة بشرية لاتينية.
•الهدف: تفكيك السودان وإعادة تشكيل النفوذ الإقليمي لصالح أبوظبي.
الخاتمة: اختبار الضمير الإنسانيما يجري في دارفور يمثل جريمة دولية مكتملة الأركان، لا يمكن الصمت عنها.
•المرتزقة الكولومبيون ليسوا مجرد منفذين، بل أداة لسياسات إماراتية توسعية.
•على المجتمع الدولي فتح تحقيقات دولية عاجلة، ومحاسبة ممولي الحرب ومخططيها قبل منفذيها.
•القضية السودانية اليوم هي اختبار لمصداقية القانون الدولي، ولامتحان ضمير العالم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى