ظاهرة خطيرة أثارت القلق.. تصفية الخلافات بالتشهير على صفحات الميديا

تقرير – الأحداث

على نحو متزايد انتشرت في مواقع التواصل الإجتماعي (فيس بوك) و(تيك توك) الان ظاهرة (التشهير العلني) والتي أقلقت المجتمع بظهور منشورات تتحدث عن أمور مالية وإحتيال من بعض الاشخاص في اموال وغيرها مع نشر اسم الشخص الذي يدعي هؤلاء انهم احتال عليهم ونشر اسماء أشقائه وذويه ورقم هاتفه ومكان عمله لجعل الأمر مؤثر.. كأن يكتب أحدهمأن شخصاً ما يعرفه هو ودخل معه في عمل واختفى بالمال ولا يعرف له طريق فيكتب أن الشخص هذا احتاله في المبلغ أو كشخص صاحب عقار لم يدفع له المستأجر أجرته لعدة أشهر فيخرج ليروي القصة كلها على السوشال ميديا أو يسجل مقطع على تيك توك وينشره للناس يدعي فيه أن الرجل لم يسدد له ماله وأنه سيمهله كذا يوما للسداد قبل أن يخرج على الناس بحكايات جديدة عنه وينشر صوره وصور ابناءه ورقم هاتفه.

والقصة لم تتوقف عند العنصر الرجالي فهناك ثوب نسائي ووجه نسائي لما يحدث كقصة تلك الفتاة التي خرجت تشكو اضطهاد أهل زوجها واعتداء شقيق زوجها عليها وصمت الزوج والتفاصيل التي أوردتها عنهم وعن حياتهم بالاسماء والوقائع.. وتلك المرأة التي انشأت صفحة على (فيس بوك) يصل عدد متابعيها إلى ما يفوق المائة الف متابع تخصصت في الاساءة لطليقها وأهله وأصبحت تبث لايفات لها من اوروبا حيث استقرت هناك تتحدث فيها عن أمور من الصعب الحديث عنها علناً لانها ببساطة تهزم الأسر وتضرب في صميم منظومة القيم السودانية، وهنا معظم القصص والشتائم لاشخاص أغلبهم حقيقيين وتنشر بالصور والأسماء وأسماء المناطق بل أن بعض المعلقين هنا وهناك من اسرهم ومن سكان هذه المناطق ومن أصدقائهم المقربين.. هل هي اثار الحرب؟ أم أنها أخلاقهم أصلاً وماحدث أن الحرب كشفتهم؟.. ماهي أسباب ما يحدث لو أشرنا هنا إلى أن بعض تعقيدات ما حدث ويحدث يومياً وصلت إلى حوادث إعتداء من بعض الاسر على بعضها بسبب نشر إبنهم او إبنتهم ما يرون أنها شتائم بحق الأسرة مثل حادثة الشاب الذي نشر (لايف) من القاهرة إدعى فيه أن خطيبته تخلت عنه بعدما اغدق عليها وعلى اسرتها الاموال وانها اتجهت لشاب اخر سماه بالاسم كما سمى خطيبته واسرتها بالاسم ومكان السكن والهواتف وحذره – اي الخطيب الجديد – منهم على اعتقاد انهم عصابة ستحتال عليه كما احتالته وهو ما جعل اسرة الفتاة تعتدي على اسرته المقيمة بالداخل وتدخل معها في مشاحنات وبلاغات.

تقول سماح يوسف وهي باحثة إجتماعية إن الأمر لا علاقة له بالحرب لان الحرب صحيح أحدثت تشوهات في المجتمع لكن ما يحدث هنا هو تجاوز ذاتي وإن بدأ أنها مجاميع كبيرة.. هو تجاوز ذاتي للقيم والدين بصورة واضحة والغريب في الأمر أن بعض الأسر لا ترى في هذه الممارسات الا ابنها أو ابنتها ولا تلقي بالا للقيم التي دهست ولا للدين ولا القانون.. لا أعلم هل هو تشجيع حتى تستمر هذه النوبة من العصيان للدين والقانون والقيم السودانية أم ماذا؟).

ويقول سعيد عبد الله الفادني المحامي (قانونياً الأمر محسوم بالقانون يتم القاء القبض على من اساء لسمعة الاخرين عبر الميديا ويتم تقديمه للمحاكمة هذه أمر محسوم وبعضهم يعتقد أن وجوده في دولة مثل مصر التي لجأ لها معظم السودانيين وتاتي منهم للاسف معظم البلاغات البعض يعتقد أنه لن يلاحق قانونياً وهو أمر غير صحيح)، وعن ما إذا كانت وصلته بلاغات بالخصوص قال (نعم وصلني بلاغ بخصوص سيارة اتحفظ على التفاصيل لكن اؤكد لك أن القانون حاسم هناك ادعاءات كثيرة في الميديا لا اساس لها.. صحيح بعضها صحيح لكن لا يجوز وغير منطقي أن تنشر شكواك وتتبعها بنشر اسم الشخص واسرته وارقام الهواتف هذا يعرض الناشر لاشكالات قانونية لو كانت لديه مظلمة عليه ان يتجه مباشرة إلى النيابة ويدون بلاغ في نيابة المعلوماتية لكن أن ينجر إلى لايفات اساءة وتشهير هذا أمر يدخله تحت مظلة القانون ويجعله يخسر قضيته)، وتابع (هناك تفاصيل محرج أن تتحدث بها في مجتمع صغير اصبحت تقال علناً في الميديا وبالاسماء والصور .. هذا خطير)، وهو ماسألت عنه سماح يوسف ( نعم هناك تجاوز مستمر ورفع للخط الاحمر ما كنا نراه امس منطقة خطرة لا يمكن دخولها أصبحت اليوم مستباحة وأصبح الحديث عن أعراض الناس متاحاً في السوشال ميديا للتهديد والابتزاز والانتقام ومعظم هؤلاء بالمناسبة يقيمون خارج السودان.. هناك من يقيم في الداخل لكن العدد الكبير مقيم في الخارج وهم ليسوا من المقيمين إقامة دائمة هم في الغالب من الذين غادروا السودان بسبب الحرب وأقولها لك مرة أخرى الحرب سوءاتها كثيرة وشوهت المجتمع وجعلت التكالب والخروج عن القيم بسبب تدافع البشر موجوداً لكن ما يحدث هنا هو كشف لجوهر من اختاروا تصفية خصوماتهم واشكالاتهم بالتشهير وشخصياً لا أجد لهم عذر طالما هناك محاكم وقضاء يمكن اللجوء إليه).

Exit mobile version