رأي

ضد الجيش .. ضد المدنيين أكثر!

إبراهيم عثمان

*هناك ثلاث حقائق لا تقبل الجدل: منذ بداية التمرد لم يدعم جماعة “تقدم” الجيش بأي شكل. وأدانوا دعم غيرهم له. ودافعوا عن الميليشيا وداعميها في قضايا كثيرة. نستطيع ــ انطلاقاً من هذه الحقائق ــ أن نجزم بأنه منذ بداية التمرد ما من شيء إيجابي واحد تحقق لنا ــ نحن المدنيين ــ وخلصنا من شر من شرور الميليشيا إلا وكان في مواجهة اعتراض ما من “تقدم”، وبجهد امتنعت عن دعمه، وأدانت داعميه. ولا يوجد شيء سلبي واحد ارتكبته الميليشيا إلا وخالط موقف “تقدم” منه إما دفاع، أو لا مبالاة، أو تبرير، أو تهوين، أو صمت، أو احتجاج على شكوانا منه!*

هذه بعض الأدلة وليس كلها:
* *أي تحرير للمنازل حدث، حتى الآن، كان في مقابله دفاع وتبريرات من قادة “تقدم”، تطعن في الاتفاق الموقع، وترهن التحرير بتحقيق اشتراطات لصالح الميليشيا، وحدث التحرير بعملٍ لم تدعمه “تقدم”، ولو بشطر كلمة، ولم تمتنع عن كيل الاتهامات لداعميه!*
* *أي منطقة ننعم فيها الآن بالأمان، ولم تتمكن الميليشيا من استباحتها، جرى تأمينها بجهدٍ امتنعت “تقدم” تماماً عن دعمه، ولم تكفّ عن إدانة الداعمين!*
* *أي تخليص من الاستباحة حدث لنا، حتى الآن، في أي منطقة محررة، تم بجهدٍ رفضت “تقدم” دعمه، ولم يسلم داعموه من إداناتها!*
* *كل ما تم، حتى الآن، من تنظيفٍ لمناطقنا من سلاح الحرب علينا، نحن المدنيين، الذي تقدمه الدولة المعتدية، كان يقابله “لا مبالاة” من “تقدم”: (حمدوك: نحن لم نناقش، نحن فصيل مدني ما عندنا علاقة بالسلاح يجي من وين او يقدموا مين). وتم التنظيف بجهد لم تدعمه “تقدم”، ولم تكف عن إدانة داعميه!*
* *أي إنهاء تم، في أي منطقة، لاعتداءات (المرتزقة والمتعاونين) علينا، كان يقابله صمت “تقدم” عن المرتزقة والمتعاونين، وتم الإنهاء بعملٍ لم تدعمه “تقدم”، ولم تمتنع عن إدانة داعميه!*
* *أي تخليص لنا من استمرار النهب/ الشفشفة، كان في مقابله احتجاج خالد عمر، بدعوى/ذريعة حدوث الأكثر منه سابقاً، وحدث التخليص بجهد لم تساهم فيه “تقدم”، ولم تكف عن ذم المساهمين!*
* *عندما كان تحرير مدني من الاستباحة هو شغلنا الشاغل، كان بابكر فيصل مشغولاً، في وقت الاستباحة، بالمكسب التفاوضي للميليشيا، وما حدث من تحرير لها جاء بجهد لم تسهم فيه “تقدم” ولم تمتنع عن إدانة مساهمات غيرها!*
* *أي جهد يُبذَل الآن من أجل إعادة إعمار ما دمرته الميليشيا، وتسهيل عودتنا إلى بيوتنا، يقابله احتجاج حمدوك الذي يرهن الإعمار بالاتفاق مع الميليشيا. ولا تساهم “تقدم” في هذا الجهد ولو بالكلام، ولا تكف عن تقريع المساهمين!*
* *أي تأمين وإصلاح حدث لمحطات الكهرباء، وتوفيرٍ للكهرباء لنا، هو عمل يتم ضد عذر محمد عبد الحكم لمُسَيَّرات الميليشيا ضد مُسَيَّرات الجيش!*
* *أي عبء أخلاقي على الميليشيا ناتج من مواقفنا ضدها وغضبنا وغبائننا تجاهها، يحدث بشيءٍ يرفضه خالد عمر (اسمع كلام “الببكيك”)، ويهددنا جعفر حسن بالمحاكمة بسببه (الخطاب السيء)!*
* *وبالجملة: أي فرح، أي احتفال، بشيء إيجابي حدث لنا، نحن المدنيين، منذ بداية التمرد، لم تشاركنا فيه “تقدم” مشاركة المساهم فيه، ولا مشاركة المقر بدور المساهمين. وأي حزن سببته لنا الميليشيا كانت “تقدم” أما تلزم الصمت، أو تذرف دموع التماسيح، ثم تستثمره لتطبيع وجود جلادينا!*

*كما رأينا أصبحت تقدم سيفاً مسلطاً على رقابنا نحن المدنيين، ودرعاً واقياً لجلادينا، ولساناً ناطقاً باسمهم: تحول معاناتنا إلى فرص سياسية، وأوراق تفاوضية، وتقف ضدنا أكثر من وقوفها ضد الجيش، وأصبح شعار “لا للحرب” عندها أداة وليس مبدأً: تستخدمه لعرقلة حمايتنا وتحريرنا، ولتعطيل التعمير، ولتأجيل عودتنا، ولرهنهما برضا الميليشيا، ولإسكاتنا، ومناصرة جلادينا، ثم للادعاء ــ بكل براءة ــ بأنها ثمثلنا، وتصدر عن موقفنا وإرادتنا!*

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى