صعوبات الاختيار

ضياء الدين بلال
خلال متابعتي لأداء وزراء التكليف السابقين، لم أجد من بينهم من يضاهي الدكتور هيثم محمد إبراهيم، وزير الصحة السابق، في العطاء والحيوية.
ليست لي معرفة شخصية بالرجل، ولم ألتقه من قبل، لكنني كنت أتابع باهتمام ما يقوم به في ظل ظروف بالغة الصعوبة والتعقيد.
تعجبت حينها من الهجوم الذي تعرّض له من بعض الأقلام المحترمة المقرّبة من الجيش، واتهامه بميول “قحاتية”، فقط لأن تعيينه وكيلاً للوزارة تم في عهد الدكتور عبدالله حمدوك.
وفي إحدى المرات، استمعت إلى شهادة مهنية صادقة من شخصية أجنبية مهمة، لها صلة مباشرة بجهات الإغاثة والدعم الطبي، أثنت فيها على كفاءة الوزير ونزاهته وحرصه على المتابعة الدقيقة، إضافة إلى اطلاعه الواسع على الأوضاع والاحتياجات.
هذه الشهادة، وما لمسته من أداء، تضع مسؤولية كبرى على عاتق الأخ العزيز البروفيسور معز عمر بخيت، أحد الكفاءات الوطنية المشرّفة للسودان في الخارج. فله من الخبرات والعلاقات والمكانة العلمية ما يجعلنا نرفع سقف التوقعات، راجين أن يكون خير خلف لخير سلف.
ويبدو أن تعيين الوزراء بهذه الطريقة الجزئية يؤكد وجود صعوبات تواجه الدكتور كامل إدريس، وتعيق قدرته على اختيار وزراء للوزارات ذات المداخل المالية.
هذا التركيز على تلك الوزارات تحديداً يثير شكوكا جدية بشأن وجود مصالح غير معلنة تجعلها موضع تنافس مستمر.
صحيح أن إعلان اليوم عن تعيين ثلاثة وزراء قد يحمل مؤشراً إيجابياً إلى حد ما، لكنه لا يرقى إلى مستوى تطلعات السودانيين، ولا يلبّي حاجتهم العاجلة إلى حكومة متكاملة تنهض بواجبها في مواجهة الأزمات وتجاوزها بما يليق بتضحيات هذا الشعب وصموده.