سونا الكسيحة ملكة الأنباء البايتة

( هذي رؤاي )
عبد العزيز عبد الوهاب

يكاد السودان يغلي ، يتميّز من شدة سخونة الأحداث التي تلفه من فوقه ومن تحته . أحداث لا تكاد تهدأ شمالًا حتى تمور غربا ليس أبرد منه شرقًا ، يسمع الناس تفاصيلها من الخارج ، يهندسها وفق أجنداته بينما تبقى وكالة سونا كالأطرش في الزفة .

وسونا التي أنشأها الرئيس جعفر نميري بالعام 1970م ، أكاد أجزم بأنها لم تسجل في دفتر الحضور ما يرفع رأسها منذ نشأت .

من دون استدعاء تجارب كبريات الوكالات مثل رويترز أو فرانس برس ، لك أن تتصور أن مكتب القسم العربي لوكالة الأناضول الذي أفتتح في مصر عام 2012 يتولى وحده ( إنتاج 200 خبر و300 صورة ، فضلاً عن 90 مشهدًا تلفزيونيا حول أحداث عربية يوميا) يتم بيعها لنحو 1200مشترك بآلاف الدولارات.

لكن سونا التي تزحف كبطة عرجاء نحو الستين كانت ولا تزال كسولة في الوصول للحدث ، ممهولة في نقله ، حتى وإن وقع تحت عينيها ، لأنها تقوم على نسق ليس له في السبق والإحاطة نصيب.

وسونا التي ارتضت الهامش موقعًا والخوالف صحبة ، تخلت عن أمجد وظائفها بوصفها الناطق باسم الدولة في المنشط والمكره ، حتى بات صحافيون حذاق مثل الزميل الدكتور مزمل أبو القاسم يقوم بدور المصدر الرئيس لأخبار الحرب وقرارات السيادي فتأمل يا .. وطن !

متى يفتح الله علينا بمن نناديه : رجل سونا القوي ، ليجدد شباب الوكالة ويمنحها طلاقةً تتجاوز بها نقل الخبر إلى إحسان صياغته بما يخدم الوطن سلما وحربا ؟

والمساهمة في رسم صورة إيجابية لدى الخارج تتسم بالأخلاقية والتسامح ، وتهزم التصورات السالبة عنه بوصفه رجل أفريقيا المريض ؟ ، تلك التي يكرسها سماسرة السياسات الإعلامية بهدف إضعاف نفوذه وتبخيس ثمنه .

وقوة الرجل( أشوفك متين يا كحيل العين ؟) ليست تستمد من كوكب الزهرة ؛ وإنما بالفوز بعقد حصري يمنحه حق بيع خبر حرب الكرامة وصورتها لمدة شهر فقط .

يومها ستمطر سماء سونا ذهبا ولاكتسى مديرها الحاضر / الغائب سندسا وحريرا .

والآن ، إما أن ترفع سونا صوتها أو نرفع نحن لها الأكف لتدركها رحمة ربها ؛ أكانت فوق التراب أو .. .

Exit mobile version