رئيس حزب “بناة المستقبل” فتح الرحمن فضيل في حوار مع (الأحداث):
نحن أمام غزو دولي بكامل العتاد الحربي
شروط الخارجية حول المبادرة المصرية “موضوعية”
القرار بالأمة القومي مختطف لصالح اليسار منذ أمد بعيد
هذا (….) رأينا في وثائق تقدم
في هذا الحوار يجيب رئيس حزب “بناة المستقبل ” د. فتح الرحمن فضيل على أسئلة (الأحداث) حول قضايا الوضع الراهن.. الحرب.. المفاوضات والمبادرات ومواقف حزبهم من وثائق تقدم والتوقيع مع الكتلة الديمقراطية.
حوار – عبدالباسط إدريس
كيف تنظر لواقع البلاد بعد أكثر من عام على الحرب؟
بلا شك واقع أليم وهو يعبر عن عجز القوى السياسية، تلك التي تسلمت البلاد عقب ذهاب الإنقاذ إذ كانت ضيقة الأفق وقليلة الحيلة وتفكر برغباتها لا بعقلها وللأسف البلاد تراجعت وتأثرت في كل المناحي أعلاها الاقتصادية والناس أمام شبح المجاعة مالم تنته هذه المليشيا اللعينة عاجلاً.
هل نحن في حالة حرب بمعناها المعروف أم في حالة غزو واحتلال؟
نحن أمام عملية غزو دولي من حيث العتاد الحربي المدعوم من عدد مقدر من الدول وهناك أدلة دامغة ولم يعد سراً وكذلك من حيث تعدد جنسيات المشاركين الذين تم أسرهم وكل العالم شاهد ذلك فهي ليست حرب محدودة وليست تمرد لفصيل كما يصورها البعض، وما الدعم السريع إلا شرارة البداية وغبي تم استخدامه لأهداف آخرين.
فى وقت مبكر من الحرب أطلقت دعوة لتوافق سوداني ما رؤيتك لذلك؟
تظل هذه الدعوة صادقة وهي تعني القوى السياسية والمدنية المتباينة في الرؤى من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار لأن الحل سياسي في المقام الأول ولو لا وجود ذراع سياسي للمليشيا لما وجدت دعما دوليا، والحوار السياسي الشامل للقوى السياسية ولا يشمل المليشيا نفسها ولكنه يشمل حتى القوى السياسية الداعمه لها حال تراجعت عن دعم التمرد.
لماذا يبدو السودان يقف وحده في هذه الحرب بلا حلفاء وأصدقاء؟
السبب لأن القوى السياسية والمدنية التي تدعم التمرد ومع قائد المليشيا كانوا يسيطرون على الدولة منذ سقوط الإنقاذ وعزلوا العساكر في المجلس عن الخارج وهذا خطأ وقع فيه المجلس العسكري الانتقالي الذي وقع الوثيقة الدستورية مع قوى سياسية دون الآخرين وسلمهم الدولة.
هل هي عزلة مقصودة أم أن السلطة القائمة عاجزة عن تحييد الجهات الخارجية؟
السلطة القائمة ليس لها ظهير سياسي يفهم تقاطعات العالم وجميعهم جدد في العمل السياسي.
ما رأيك فى منبر جدة وهل وساطة واشنطن والرياض وفقت حتى الآن في إحداث اختراق؟
حتى الآن أرى أن منبر جدة مهم وهو الأفضل ويمكن أن يحدث اختراق ولكن لسبب لا أعلمه أشعر أن القوى التي تقف خلف المنبر خصوصاً أمريكا غير جادة في الحل في الوقت الحالي لذلك لم يضغطوا المليشيا لتنفيذ اتفاق مايو ٢٠٢٣ والسبب أيضاً قلة خبرة الحكومة الحالية في عقد الصفقات مع الخارج.
يرى بعض السياسيين أن اتفاق جدة تجاوزه الواقع ولابد من مفاوضات على وثائق جديدة كيف تنظر لذلك؟
حتى لو استمرينا في منبر جده أو غيره الحل يحتاج إلى شجاعة الأطراف ويحتاج إلى حزم الحكومة في الداخل وتشكيل واقع جديد عبر توحيد الجبهة الداخلية لأن العالم مع الضعيف بعض الوقت لكنه مع القوي كل الوقت.
هناك شبه اتفاق بين بعض الكتل المدنية على فترة انتقالية تأسيسية، هل البلاد بحاجة لمرحلة تأسيسية أم عملية انتقالية تقليدية تقود لانتخابات؟
البلاد بحاجة إلى فترة انتقالية تأسيسية فعلاً ولكن لابد من وثيقة اتفاق على الحد الأدنى تضمن مشاركة أكبر قدر من القوى السياسية الوطنية وليس بالضرورة مشاركة الجميع.
مارأيك في جبهة تقدم وموقفها من الحرب؟
تقدم جسم سياسي ظهير للتمرد مهما ادعى غير ذلك ولو تمسك بأستار الكعبة ولن يفعل.
مارأيك فى دعوة أمين حسن عمر إلى حوار وطني شامل؟
الحوار الوطني الشامل ضروري جداً غض النظر عن من دعا له من أبناء الوطن وكل من ينادي بذلك فهو وطني غيور.
امتناع مؤسسات حزب الأمة عن المشاركة في مؤتمر تقدم مادلالته؟
حزب الأمة القومي شارك ببرمة ناصر والصديق الصادق والبرير، وأما مقاطعة بعض بنات الصادق المهدي فهو أمر حزبي يخصهم ولكن في نظرنا هم شاركوا.
يرى البعض أن القرار بالأمة القومي مختطف هل تتفق مع ذلك؟
اتفق وأعتقد أن القرار بحزب الأمة مختطف منذ أمد بعيد لصالح اليسار وليس الآن.
توقيع بعض أحزاب الإسلاميين على وثائق الكتلة الديمقراطية بحثاً عن حماية أم اتجاه لتحالف راسخ؟
ماتم من اتفاق في القاهرة الفترة الماضية ليس ميثاق الكتلة الديمقراطية هو ميثاق جديد الكتلة الديمقراطية جزء منه كغيرها.
كيف يمكنكم كحزب سياسي مخاطبة الأزمة الإنسانية مثلاً في جنوب كردفان بعد فشل مفاوضات كباشي والحلو؟
منذ الوهلة الأولى كنت أعلم أن اتفاق كباشي والحلو هو مضيعة وقت وعلى الجنرالات الاجتهاد في الميدان.
هل ترى أن مخرجات مؤتمر تقدم حوت جديداً أم أنها ذات نسخة الإطاري كما يرى البعض؟
تقدم ليست تحالف سياسي بالمعنى المتعارف عليه بل هي مظلة دولية وغطاء للخارج بدليل أن رئيسها ليس بسياسي ولا حزب له فهو موظف أممي تمت إعارته للسودان.
كيف تنظر لدعوة مصر القوى السياسية لمؤتمر بالقاهرة؟
دعوة جيدة ومصر مواقفها السياسية الآن مع بقاء الدولة السودانية متماسكة فقط عليها أن تترك الحوار للسودانيين وأن لا تتدخل في تحديد المشاركين كما حدث في ورشة القاهرة قبل الحرب مما أدى لفشل الورشة في نظري، ولكن مصر أنسب مكان الآن لجمع الفرقاء السودانيين.
ما عوامل نجاحه وما الأجندة التي تقود لنجاحه من طرفكم؟
كما ذكرت سلفاً عليها تسهيل “اللوجستك” ودعوة الأطراف الدولية ومساعدة الجميع بالحضور لمكان الاجتماع وترك الأجندة للسودانيين.
هل شروط الحكومة على المبادرة المصرية موضوعية أم لديك رأي مختلف؟
شروط موضوعية رغم أن البعض هاجمها ولكن أي دولة محترمة عليها أن تطالب بذلك.