▪︎لا تنتطح عنزان في أن دولة السودان، كانت وما زالت، نهماً لأطماع العديد من قوى البغي والاستكبار، ومن ورائهم بعض الأذيال الرخيصة من دويلات جوار السودان الكبير، يساعدهم في ذلك من يحملون جينات الخيانة والعمالة والارتزاق في دمائهم من السودانيين !
▪︎تتكشف عمالة بعض الرؤساء الأفارقة، أو “دُمى الإيقاد”، في هذا الموقف غير الأخلاقي الذي اتخذوه من الحرب في السودان وانحيازهم المخزي لجانب قوة متمردة على الدولة السودانية، وهم بذلك يعطون الشرعية لأي فصيل من الجيوش الأفريقية في التمرد على الدولة، بدءً بدولهم التي فقدت عذرية سيادتها حين دخل عليها شواذ الغرب وزناة العرب، وصاروا كمومسات في سوق البغاء السياسي!
▪︎حدثني من أثق في كلامه، بحكم منصبه السابق في جهاز حساس بالدولة، بأن حقائب الدولارات كانت تخرج من القصر الجمهوري في الخرطوم وتحط الرحال في عدد من العواصم الأفريقية، ولهذا لم يكن يتجرأ رؤساء بعض تلك الدول على المساس بسيادة الدولة السودانية أو أن تراود بعض أشواقهم حلم التعدي على السودان وأهله!
▪︎طلب مني أحد الأصدقاء، وهو شخصية ذات نفوذ معين من قارتنا السمراء، إيصال رسالة إلى الجهات السيادية العليا في الدولة، لتمويل الحملة الانتخابية الرئاسية لصديق له أعرفه من إحدى دول أفريقيا! وصلت الرسالة بطريقة ما ولكن الجهات السيادية العليا لم تكن متحمسة للأمر، ولكنني أدركت حينها كيف كان عشم الساسة الأفارقة في السودان وكيف كانت له في بعض الأحيان اليد الطولى في ترتيب بعض البيوت الأفريقية!
▪︎دار الزمان وأصبحت بعض دُمى أفريقيا تعبث بمحتويات البيت السوداني العريق وهي لا تدري أنها ترمي بنفسها في عرين الأسد الذي طعنه أصحابه غدراً، ولكن جسده القوي سيتعافى قريباً وعندها فلا فكاك لهم من بين براثنه!
▪︎لن تكون “الإيقاد” جزءاً من الحل السوداني طالما ظل قادتها الأقزام يعربدون في ملكوت أسيادهم الهوام، وسوف لن يقبل الشعب بحلٍ ملطخ بنجاستها!
▪︎يتحدث الكثيرون عن دور محوري قام به “الإسلاميون” في إشعال نار الحرب وإدارة المعركة بعد ذلك، وهو دورٌ يعطي صاحبه مكانة وهيبة وسلطة، فإن كان الأمر كذلك، فهذا يعني أن جماعة “الإسلاميين”، مثل بقية الشعب السوداني، لن تقبل بنوايا “دُمى الإيقاد” الخبيثة وستقاومها بشراسة!
▪︎في ظل التقوقع الذي يعيشه السودان خلال هذه الفترة والعزلة السياسية المضروبة عليه، لن يكون لديه فرص كثيرة للوصول بالأزمة إلى نهايات مرضية، ولكن بشيء من الحكمة والدبلوماسية والدهاء، يمكنه أن يتخطى هذه العقبات عبر التعلق بقشة “منبر جدة”، فما يمكن أن تقوم به المملكة العربية السعودية هو أكبر مما قامت به حتى الآن، وهي تملك من الأدوات ما يجعلها قادرة على وقف نزيف الدم في السودان، إن رغبت بعد تمنع!!!
▪︎أما الولايات المتحدة الأمريكية فهي في مأزق حقيقي بسبب هذه الحرب وعجزها التام عن التعاطي معها، وكأن حجمها ونفوذها يتضاءل أمام كبر وتعقيد الملف السوداني!
▪︎يعلم الأمريكان تماماً، والغرب بصورة عامة، أن ما يحدث في السودان من تجاهل للحقائق هو خرقٌ سافر لكل المواثيق والأعراف الدولية وأن التعامل مع الشأن السوداني يتم عبر انتهاك صارخ لكل القيم والأخلاق وأن سياسة الكيل بمكيالين وازدواجية المعايير هي وصمة عار في جبين المجتمع الدولي ولن ينساها السودان وستظل محفورة في ذاكرته لتهتدي بها الأجيال القادمة وهي تقود السودان نحو آفاق أرحب وترتقي به إلى مصاف الدول العظمى!
▪︎على الجهات العليا في الدولة أن تراجع دفتر السياسة الخارجية، وعليها بعد أن تضع الحرب أوزارها، أن تعهد بملفات دول ضد السودان إلى جهاز المخابرات العامة لتتم إدارتها بعقلية مختلفة عن الدبلوماسية وأضواء الكاميرات وزخم المؤتمرات الصحفية، وهكذا تفعل الكثير من الدول ذات الوزن العالي!
بقلم : م.م.م