دارفور .. تفشي الكوليرا يفاقم معاناة النازحين

مع تطاول أمد الحرب في السودان وتصاعد معدلات اللجوء والنزوح، وغياب الحل السلمي، اشتدت المعاناة الإنسانية خاصة في مخيمات النزوح بسبب نقص الغذاء والدواء وتدمير المستشفيات والمرافق الصحية.
ويشهد تفشي الكوليرا في دارفور، وخاصةً في مخيمات طويلة، وجبل مرة، ونيالا، وزالنجي، ومحلية شعيرية بمنطقة خزان جديد، ارتفاعًا مُقلقًا في عدد الحالات اليومية المُسجلة في مراكز النزوح.
وتقول النازحة، حياة عبد الله، لـ”مواطنون” إن مراكز العزل في نيالا تشهد نقصاً كبيراً في الأدوية والمحاليل الوريدية. وأضافت: “المرضى يفترشون الأرض، بسبب نقص الأسرة والأغطية. المعاناة كبيرة في ظل انتشار الكوليرا”.
وحسب بيان صادر عن منسقية النازحين واللاجئين في دارفور، اطلعت عليه “مواطنون”، فإنه في منطقة طويلة، تتركز معظم الحالات في المخيمات، بينما تتركز البقية في منطقة مارتال جنوب طويلة ومنطقة طبرة.
وبلغ العدد التراكمي اليومي للحالات منذ تفشي المرض 4,592 حالة، بما في ذلك 75 حالة وفاة، ويوجد حاليًا 76 حالة في مراكز العزل، مع تسجيل 55 حالة جديدة.
وحسب النازح اسحق هارون، فإن منطقة طويلة التي استقبلت آلاف النازحين من مدينة الفاشر، تعاني ازدحاماً بسبب المرضى الذين أنهكتهم الكوليرا وحمى الضنك.
وأوضح هارون في حديثه لـ”مواطنون”، أن منطقة طويلة التي تخضع تحت سيطرة عبد الواحد محمد نور، تحتاج إلى تدخل المنظمات الإنسانية للإيفاء باحتياجات النازحين الذين يعانون الجوع والمرض.
و امتدّ الوباء أيضًا بحسب بيان التنسيقية، إلى منطقة طبرة، حيث بلغ العدد التراكمي اليومي للحالات 178 حالة، كما امتدّ الوباء إلى منطقتي روبيا وتبسة، حيث بلغ العدد التراكمي اليومي للحالات منذ تفشي المرض 209 حالات، بما في ذلك 13 حالة وفاة، مع تسجيل 15 حالة جديدة.
وحسب التنسيقية، فإن الوباء انتشر إلى مناطق أخرى في جبل مرة، بما في ذلك قولو، حيث بلغ العدد التراكمي اليومي للحالات 1172 حالة، بما في ذلك 51 حالة وفاة؛ وجلدو، حيث بلغ العدد التراكمي اليومي للحالات 80 حالة، بما في ذلك تسع وفيات.
وفي نيرتيتي، بلغ العدد التراكمي اليومي للحالات منذ تفشي المرض 41 حالة، بما في ذلك أربع وفيات. وفي روكيرو، بلغ العدد التراكمي اليومي للحالات منذ تفشي المرض 111 حالة، بما في ذلك سبع وفيات.
وفي فنقا، بلغ العدد التراكمي اليومي للحالات 60 حالة، بما في ذلك ثلاث وفيات. وفي دربات، شرق جبل مرة، بلغ العدد التراكمي اليومي للحالات منذ تفشي المرض 149 حالة، بما في ذلك تسع وفيات، ويوجد حاليًا 47 حالة في مراكز العزل. وفي منطقة فينا، تم تأكيد حالتي كوليرا.
كما انتشر الوباء إلى مخيم سورتوني، حيث بلغ العدد التراكمي اليومي للحالات 57 حالة، بما في ذلك ست وفيات.
وبلغ العدد التراكمي اليومي للحالات في مخيم كلمة 435 حالة، بما في ذلك 64 حالة وفاة. وسُجلت 207 حالات، بما في ذلك 51 حالة وفاة، في مخيم عطاش. وسُجلت 117 حالة، بما في ذلك أربع وفيات، في مخيم دريج. هذا بالإضافة إلى الحالات المسجلة في مخيم السلام.
وفي شرق دارفور، في محلية شعيرية بمنطقة خزان جديد، بلغ العدد التراكمي اليومي للحالات منذ تفشي المرض 85 حالة، بما في ذلك 18 حالة وفاة.
واستمر تفشي الكوليرا في الانتشار إلى زالنجي. في معسكري الحميدية والحصاحيصا، بلغ العدد التراكمي اليومي للحالات منذ تفشي المرض 75 حالة، بما في ذلك حالتي وفاة. وفي معسكر خمسة دقيق، بلغ العدد التراكمي اليومي للحالات ثلاث حالات، بما في ذلك حالة وفاة واحدة.
وفي منطقة أزوم، غرب زالنجي، بلغ العدد التراكمي اليومي للحالات منذ تفشي المرض 109 حالات، بما في ذلك حالتي وفاة. وفي زالنجي، بلغ العدد التراكمي اليومي للحالات منذ تفشي المرض 89 حالة. وفي منطقة سد كامبو الزراعي، شرق زالنجي، بلغ العدد التراكمي اليومي للحالات حالتين، وفي أوركوم، جنوب زالنجي، بلغ العدد التراكمي اليومي للحالات منذ تفشي المرض أربع حالات.
تجاوز إجمالي الحالات اليومية منذ تفشي المرض في دارفور 7538 حالة، بما في ذلك 322 حالة وفاة.
يواصل الوباء انتشاره حسب البيان، في مناطق عديدة بدارفور، لا سيما في طويلة، وجبل مرة، وزالنجي، ونيالا، وخزان جديد بمحلية شعيرية، ومخيمات النزوح، حيث انتشر المرض بمعدلات غير مسبوقة.
ورغم نقص المستلزمات الطبية ومراكز العزل، تبذل المنظمات الإنسانية والمتطوعين المحليين وغرف الطوارئ والسلطات المحلية جهودًا جبارة لمكافحة المرض، إلا أن صعوبات وتحديات كبيرة لا تزال قائمة بسبب تزايد معدلات الإصابة، مما يهدد حياة الناس ويمثل كابوسًا وكارثة إنسانية منسية في بلد مزقته الحرب والمجاعة والمرض.
ودعا البيان منظمة الصحة العالمية والمؤسسات المعنية إلى اتخاذ تدابير فعالة وعاجلة لمنع هذه الحالة الصحية والإنسانية الطارئة التي تواجه المجتمع السوداني في مناطق النزوح حيث ينتشر الوباء.
وخلفت الحرب الدائرة في السودان منذ منتصف أبريل 2023 أكبر أزمة إنسانية على المستوى الدولي، إذ اضطر الناس إلى تناول أعلاف الحيوانات وأوراق الأشجار في دارفور، لعدم توفر الغذاء في مخيمات النزوح البالغة عددها 51 في ولايات دارفور الخمس.
وأُنشئت مخيمات اللجوء في دارفور عندما نزح السكان من القرى إلى المدن الكبيرة بحثا عن الأمان بعد اندلاع الحرب في الإقليم 2003 بين القوات الحكومية وفصائل مسلحة متمردة.
ويشهد إقليم دارفور منذ 2003 نزاعا مسلحا بين القوات الحكومية وحركات مسلحة متمردة، أودى بحياة نحو 300 ألف شخص، وشرد نحو 2.5 مليون آخرين، وفق الأمم المتحدة.
وتقول الأمم المتحدة، إن السودان الذي كان، حتى قبل الحرب، من أفقر بلدان العالم، يشهد “واحدة من أسوأ أزمات النزوح في العالم، وهو مرشح لأن يشهد قريبا أسوأ أزمة جوع في العالم



