رأي

خوفي من الذكاء الاصطناعي

الرفيع بشير الشفيع

[١] أدهشني جدا المستوى الذي وصل له الذكاء الاصطناعي عندما احتجت لعمل عروض لعلم الجيمولجي قبل اسبوعين ، وانا الإبن العاق الذي ترك تواصله في علم صناعة مواقع الإنترنت منذ عشرات السنين وقد بدأتها في ١٩٩٧م.

وما أدهشني هو تمكن الذكاء الإصطناعي الآن في تسهيل عملية العروض بالبوربوينت بشكل مدهش وغاية في السرعة والدقة في عمل الشرائح ورؤوس مواضيع علم الجيمولوجي وكل العلوم.

من المؤكد أن الذكاء الإصناعي سيغير عالم الحقيقة والواقع، لنسخة تانية من ممارسة الحياة وسيغير العدسة الطبيعية للرؤية الإنسانية من الحقيقة الى الخيال، و(سيدرفس) منظومة الرؤية الطبيعية للأشياء وسيغير مصادقية الأشياء عبر التزييف والمحاكاة للواقع ، وتغيير ذائقة البشرية السماعية والبصرية حتى يتحكم بسراديب الزيف في توجيه العقول والمفاهيم البشرية للحياة الدنيا وربما رؤية البشرية للآخرة والمفاهيم العقيدة والإيمانية.

[٣] من ناحية اخرى سيؤثر الذكاء الإجتماعي في عملية التواصل البشري النمطي وفي تغيير تناول وتفاعل البشرية ، للعلوم المختلفة وسيطور عملية طرحها وتلقيها وسيؤثر في عملية الخصوصية والتخصصية والكفاءة في تقديم العلوم والمهن والصناعات ودور البشر فيها ، وبصورة فيها تعليم وموجهات الآلة وعلم اللوغاريثم وبصورة سهلة رغم تعقيد مواردها وبنيتها التحتية التقنية المتشابكة جدا في دور شبكات وقنوات التقنية.

بالطبع استفاد الانسان من علم اللوغاريثميات وعلم الآلة ولغاتها ، واستفاد اخيرا من علم الشبكات العنكبوتية الإنترنت، في سرعتها وجودتها وتمكن آليات حفظ المعلومات ومخازن البحث وسرعة استرجاع وربط المعلومة وتقديمها.

في دراستنا لعلوم الإنترنت( صناعة مواقع الإنترنت ) في ١٩٩٧م ، درسنا عملية البحث عن المعلومة داخل بحر الإنترنت، في حافظة اوامر صغيرة في برمجة المواقع تسمي ال (meta) في مقدمة صفحات الموقع ، والميتا تستخدم علم الاحتمالات في البحث ، حيث تمكن مبرمج الموقع من كتابة كلمة او جملة بكل مرادفاتها التي يمكن اظهارها في حالة تم البحث عنها بكتابتها او كتابة مترادفاتها ، مثلا كلمة السودان ، تكتب (السودان ، الخرطوم ، النيل الابيض ، النيل الأزرق ، شركات سودانية ، واي شيء يتعلق بالسودان) وعند البحث عن السودان ، تظهر له الميتا ، كل شيء متعلق بعوض الله من مخزون الإنترنت.

وهذا الرقعة من سواقات البحث ، ما تم تطويره وأطلق عليه الذكاء الاصطناعي AI artificial intelligence .

ثم تمت توسعته ليشمل علوم التصميم ودمج الصوت والصورة وقراءة النصوص ، والترجمة بين الغات وتجميع المعلومة عن الصناعات ومختلف العلوم وعلى الفن والرسم والعمليات الجراحية وعلوم الطب والفلك وغيرها.

وصناعة الريبوتات ومحاكاة الخلق وتطوير الزراعة بالتعديل الوراثي والمساعدة في اجراء عمليات جراحية ولعب الدور البشري في الصناعة والحرف والفنون والترجمة وعلوم الحروب والتواصل مع الفضاء وكل انواع الخداع.

وما نخافه هو التشويه الكامل لفطرة ودور الإنسان ومصداقيته وتدمير الأخلاق والقيم والتدين ، وتفتيت الأسر وخلق البدائل لكل شيء.

الشيء المؤسف أننا في العالم الإسلامي والعربي والافريقي اخترنا دور المتلقي والمتابع الأعمى، حتى إذا دخلوا جحر ضب دخلناه، والأكثر أسفا أننا لا نجيد حتى المتابعة واستخدام مثل هذه التطورات ونستخدمها استخدام المبهور الجاهل والمصدق المتحامل على معارف الغير ، حتى نصبح هامشيين في الحياة على الرغم من أننا من صنع (الخوارزميات بين الصفر والواحد) والتي تقوم عليها كل علوم الحاسب الآلي الذي تورطنا معه وبسببه وسبب تخلينا عن ما قدمناه.

والله غالب على أمره.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى