اقتصاد

خبير : السودان يمتلك موارد تمكنه من تجاوز سيناريوهات حرب إسرائيل وايران

الأحداث – رحاب عبدالله

حذر مدير شركة الموارد المعدنية الاسبق د.مجاهد بلال طه من تداعيات الحرب بين إيران وإسرائيل على المنطقة بصورة عامة وعلى السودان بصورة خاصة.

وأشار إلى أنه في تطور مهم أعلنت إسرائيل وقف ضخ الغاز إلى مصر بسبب التصعيد العسكري مع ايران مما دفع القاهرة إلى تفعيل خطة طوارئ لتنظيم استهلاك الغاز وضمان استقرار إمدادات الكهرباء.

وأكد مجاهد أن ما حدث قد لا يكون سوى أول السطر في سيناريو أشد خطورة، وعزا ذلك لأن ميادين الاشتباك مرشّحة للتوسع، وأكد أن الخليج العربي مهدد بالإغلاق،  وتوقع ان يصبح البحر الأحمر منطقة غير آمنة للملاحة.

وأكد الخبير في مجال الذهب مجاهد البلال في قروب “اقتصادنا في ظل التعافي” أن توقف ضخ النفط سيشل حركة السفن ويوقف جزء مهم من التجارة الدولية.

وتوقع تعليق الطيران العابر من وإلى المنطقة مؤقتا أو لفترة قد تطول ولا يعلم أحد كيف سيكون الوضع بعدها مما ينعكس سلبا على سلاسل الإمداد العالمية.

ومن السيناريوهات المتوقعة دخول البورصات في حالة من الجمود ما يصيب الشلل بورصات الذهب فتتعطّل آلية تسعيره وتداوله عالميا.

وتوقع أن تصبح ازمة الغذاء في الإقليم وفي السودان تحديدا أقرب من أي وقت مضى.

وأكد أن نفط السودان سيكون المصدر الوحيد لتأمين الطاقة لكنه أشار إلى أن القدرة على الإنتاج والتكرير قد تتراجع مع الوقت.

وفيما يتعلق بصادرات الذهب والتي تُعد اليوم رئة الاقتصاد توقع أن تتباطأ ثم تتوقف تماما فضلا عن أن الصادرات الأخرى ستجد نفسها حبيسة حدود مغلقة وموانئ مشلولة.

ووفقا لهذه السيناريوهات الاسوأ ، رأى مجاهد أنه في مثل هكذا ظروف سيكون من المهم العمل على التخطيط الاستباقي “تخطيط يُعنى بتتبع التطورات وبلورة سيناريوهات طوارئ متعددة، تبدأ من تأمين الغذاء والدواء كأولوية ولا تنتهي عند إعادة تعريف أولويات الاقتصاد الوطني” .

مضيفا أن معظم إنتاج الذهب في السودان يُعد تقليديا أو شبه ذلك وفي حال تعثّر تصدير الإنتاج أو تأخّر العائد،  فان القطاع يحتاج إلى إعادة هيكلة العلاقة بينه (كبار المنتجين) وبين الدولة بحيث تنجح تلك الهيكلة في إدخال الذهب ضمن دورة الأمن الغذائي.

وأكد مجاهد امتلاك السودان موارد ضخمة تمكنه من تجاوز هذه السيناريوهات، وأردف “لدينا ما لا يملكه غيرنا أرض خصبة،مياه جوفية وسطحية واحتياطيات ذهب مكتشفة تعزز موقف البلاد لخمسة عشر عاما قادمة وتعمل مئات الشركات على اكتشاف المزيد”.

لكنه أكد أن ذلك لا قيمة في ظل الاضطراب العالمي المتوقع دون تكامل مؤسسات وخطط طوارئ.

وقال مجاهد “لا نتمنى أسوأ السيناريوهات .. وقد لا تحدث .. لكن إن حدثت فمن الأجدر أن نتلقاها بصبر وإيمان وتخطيط وعمل مع تطور الأحداث”، مؤكدا أن الأزمة ستكون أزمة غذاء ومن يملك القوت يملك قرار نفسه ومن يُحسن إدارة أزمته يصنع مستقبله بيديه بغض النظر عن شكل ذلك المستقبل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى