حتى لا تتكرر الحلقة المفرغة، ، احذروا الأفاعي العشر  (1-2)

احترازات ما بعد الحرب

احترازات ما بعد الحرب

حتى لا تتكرر الحلقة المفرغة، ، احذروا الأفاعي العشر  (1-2)

السفير  كرار التهامي

اسئلة عديدة ومعقدة  تطرح نفسها وتدق بعنف على بوابة المستقبل السياسي للسودان الذي يواجه استحقاقات ما بعد الحرب يقول الكاتب الفرنسي استيفن هاسبل ” الذين ينسون التاريخ مكتوب عليه ان يعيشونه من جديد” إذا تناسي السودانيون ماحدث  سيعيشون حروبا جديدة ترهق جسد الوطن العليل و تزهق روحه و الاسئلة التي تواجهنا جميعا بمختلف أعراقنا وأطيافنا السياسية هي:-
– ماهو النظام الأمثل لمواجهة تحديات البعث resurrection  والعودة من جديد والخروج من نفق اثار الحرب ؟
– هل تستطيع النخب السياسية المتنازعة المتشاكسة الضعيفة ان تقود دفة الحياة السياسة ؟
– هل النظام البرلماني ام الرئاسي  ام الهجين بين صلاحيات الرئاسة وصلاحيات البرلمان ؟
– هل يستمر الجيش في السلطة ،وماهي الية توظيفه بالصورة السليمة  على خلفية رؤية خوان لينز  ” ان لا يحكم ولا يبتعد عن الحكم ” او ماذكره استيفن كوك في كتابه
‏Ruling but not Governing
” فدور الجيوش في تأسيس الديمقراطية و ترشيدها راكز  في التاريخ المعاصر  فقط يحتاج للمأسسة والتوافق concordance مع  النخب السياسية ؟
هل التجارب الحزبية شرعية بصورة مطلقة ام هنالك معامل سياسي  متغير ومحددات توصّف  هذه الشرعية defining legitimacy ؟
– هل يمكن إصلاح الاحزاب وفرض شروط تداول السلطة داخلها ام تظل  تحت دعاوي الاستقلالية على حالتها الأبوية والبترومونالية والزبائنية الوراثيةالضعيفة التي أقعدتها اكثر من ستين عام وأضرت بالبلاد  و أوردتها المهالك؟
قطعاً ستنتهي الحرب و سينتصر الجيش حتى لو استمرت الحرب سنين عددا ، بيد ان الجهاد الأكبر  هو جهاد ما بعد الحرب ضد جرثومة الفشل  التي ستنبت بين الدمن وتعيق حركة التاريخ  فالمعركة القادمة ستكون  ضد الأفاعي التي ستخرج من أجحارها لتعض مرة  اخرى جسد الوطن وتبث فيه سموم الفرقة والصراع وكثيرة هذه الأفاعي التي  قد تكون افعال او مواقف او موسسات سياسية وعسكرية وتتمظهر في الأشكال الاتية :-
١- التنمر القبلي فالقبائل التي تدعي المنعة والقوة والعصبية  وتحاول ان تفرض سطوتها على المجتمع لانها  مسلحة بالضرورة ان تعلم بالاحسان او الردع    انه ليس هنالك  قبيلة فوق الدولة
٢- الحركات المسلحة وهي اداة الصراع والاحتراب الرئيسة وعليها ان تتحور فورا إلى موسسات سياسية  ناضجة او تندمج في احزاب تحمل شعارات مقاربة لشعاراتها  ويتم تسريح  المجندين بتعويضات مالية ولا يتحمل الجيش الوطني وزر دمجهم لانه كما يقول ماركوس ديقو في كتابه Out of the Barracks  التسويات في الجيوش على اساس اثني تخلق ولاءات متعددة داخلها كما أطلق عليها عبد العزيز بلقزيز ” خوصصة العنف وتزرر الجيوش مع تزرر المجتمع الاهلي ”
٣- لجان المقاومة وهي جسم لا نهائي و  غير محدد  من الناحية التنظيمية  ويفتقد للمركزية وقابل للاستنساخ وقد  ظهرت مواقفها الايجابية  في مساندة الجيش لكنها قابلة للاستغلال بواسطة مختلف الجماعات السياسية وأنه يمكن لاي مجموعة ان تستغلهأ لإطلاق شعاراتها، بيد انه  بالامكان ترشيدها وتطويرها بالقانون وتوحيد خطابها  وتحويلها الى حزب او إدماجها في احزاب حسب خلفياتها الفكرية إذا كانت يمينا او يساراً
٤- انتشار السلاح سيكون واحدا من عوامل الجريمة وبالضرورة ان يتم سن قانون جديد وصارم حول انتشار السلاح وتعمل الأجهزة العدلية والأمنية على جمع كل السلاح غير المرخص من الأفراد والجماعات في القرى والمدن
٥- انتشار الجريمة: لقد توسعت شبكات الجريمة حتى قبل الحرب ما أطلق عليه الناس عصابات( النيقرز ) و (تسعة طويلة) التي تحولت اثناء الحرب إلى رصيد وطابور خامس للتمرد ورفدته بمئات الآلاف من المجندين الذين مارسوا السرقة والقتل ضد المجتمع وبالضرورة ان تتكون لجان مناهضة الجريمة في كل الأحياء التجربة البرازيلية نموذجاً
٦- ستات الشاي وهن مصدر للأمراض لعدم استيفاء الاشتراطات الصحية وهذا هو الاهم  وبعضهن ولغ في ترويج المخدرات واصبحن مهددا أمنيا كما  اثبتت الأحداث تورط عدد ليس بالقليل منهن في دعم المتمردين وكن بمثابة المصدر  والمرشد  لهم  والمطلوب من الدولة بدائل سياحية رخيصة لاستيعاب ساعات الفراغ والترويح التي يحتاجها سكان المدن بعيدا عن هذا المنظر المؤذي والمتخلف الذي يشوه وجه المدينة.
٧- المنظمات المدنية الطوعية وهي  سلاح ذو حدين حيث تحولت إلى انفاق سرية تدخل عبرها قوافل الفتنة والتمويل السري والأجندة السوداء
وكثير من الدول ذات السيادة والشوكة تعتبر التمويل الأجنبي جريمة سياسية و في سابقة عدلية  قامت الحكومة المصرية بمحاكمة اكثر من سبعين منظمة بتهمة تلقي أموال من الخارج
وقضت محكمة جنايات القاهرة بمعاقبة 27 متهما بالسجن 5 سنوات، واغلقت جميع مقرات وأفرع بعض هذه المنظمات وصادرت أموالها.
٨-التشاؤم والحماس الوطني المفقود وذلك هو الذي جلب الينا الكارثة فالإساءة للسودان وزرع روح السخرية في نفوس الأطفال والشباب والحديث عن السودان بالسوء  في كل مجلس وثقافة النكات السالبة التي نروجها حول اوضاعنا وعدم وجود جرعة وطنية كافية في وسائل الاعلام.
٩- الفساد الإداري عبر تولي الفاشلين وقليلي الكفاءة الادارة التنفيذية او الفساد المالي وتهريب الذهب وغياب  الشفافية في المنافسات والمناقصات التي يجب  نشرها علناً في مواقع الدولة الرسميّة في مرحلة البناء.
١٠- الوجود الأجنبي الذي اثبت حجم التسيب والغفلة في ترك الأجانب دون حيطة ودون اجراءات رصد لملايين عاشوا بين السودانيين في سماح  وحرية وعندما احتاج السودانيون للمعاملة بالمثل اهينوا ولا حقتهم الغرامات وقرارت الطرد …
نواصل

Exit mobile version