د.عبدالعظيم عوض
*انفتاح واسع تشهده العلاقات الثنائية بين الإمارات ودولة جنوب السودان، تُوجت مؤخرا بزيارة الرئيس سلفاكير لأبو ظبي مؤخرا، وانتهت بالتوقيع على العديد من الاتفاقيات بين البلدين شملت مختلف المجالات وبخاصة مجالات الاقتصاد والاستثمار والنفط.
*الزيارة اعقبها مباشرةً تعديلات مهمة في حكومة سلفاكير أصبح بموجبها رجل الأعمال بول ميل نائبا لرئيس الجمهورية للشؤون الاقتصادية (حتة واحدة) ، والسيد بول يدير أعماله الاستثمارية من مقر إقامته بدولة الإمارات ، لذلك يُنظر إليه باعتباره رجل الإمارات في جوبا، ويعتقد بأنه هوالذي رتب لزيارة كير.
*اتفق الجانبان الإماراتي والجنوب سوداني على التعاون في مجالات الاستثمار الزراعي والنفطي والأخيرة تبدوغريبة، وربما كانت مدخلا لكسب الود وفتح الباب للاحتياجات الحقيقية للامارات خاصة في حقل الزراعة والغابات، وكانت الإمارات في إطار توسع استثماراتها في أفريقيا قد إشترت مؤخرا وفقا للنيويورك تايمز آلاف الكيلومترات من غابات ليبريا، وقطعا عينها على غابات الجنوب الغنية وأراضيه البكر.
*مانود التأكيد عليه إزاء هذا التقارب الإماراتي الجنوب سوداني، هو أن من حق الأخيرة أن تعقد ما شاء لها من الاتفاقيات مع من تشاء وذلك من أولويات سيادتها على أراضيها واستقلال قرارها، لكن من المهم ألا يكون من شأن هذه الاتفاقيات ما يمكن أن يلحق الضرر بالسودان ودولة الجنوب ذاتها، وما يمسُّ الجنوب يمسّنا دون شك.
*لأنه بات من المعلوم في الآونة الأخيرة أن النظام الإماراتي باطواره الغريبة ما أن وطأت اقدامه أرض دولة يكون متأبطاً السم في يد والدسم في اليد الأخرى، ويتعامل بنظرية ماكرة وهي أينما وُجدت الفوضى توجد الفرص، ودونكم حرب السودان الحالية التي بات الداني والبعيد يعلم يقيناً الدور الإماراتي فيها بشهادة تقارير المنظمات والاعلام الدولي، ونشير هنا الي ما تردد من دور إماراتي خبيث في أحداث جوبا الأخيرة التي أطاحت بمدير المخابرات على خلفية اخبار عن محاولته قلب نظام الحكم هناك، ثم الزيارة الاعتذارية التي قام بها طحنون بن زايد مستشار الامن بعد تلك الحادثة بثلاثة ايام، وكانت أصابع مخابرات الإمارات غير مخفية فيها.
*وفي إطار التوسع الإماراتي في أفريقيا مؤخرا وما يصحبه من زعزعة ، أن دعت أبوظبي لاجتماع على هامش اجتماعات الاتحاد الافريقي لمناقشة المسألة السودانية ، أي والله الافريقي وليس الخليجي او حني العربي .. والإمارات كما تعلم قارئي الكريم شديدة الحرص علي أن تكون طرفا في أية مفاوضات سلام سودانية، علي طريقة المثل القائل( دُق الأضينة واعتذرلو) ولما كان السودان ليس ( اضينة) رفض الذهاب لما سُمي بمفاوضات جنيف التي رتبت لها أمريكا بحضور حليفتها الإمارات.
*ثم إن من فعائل الإمارات الغريبة الاخيرة هي دعوتها لوقف إطلاق النار في السودان في رمضان، ورمضان للعلم ليس من الأشهر الحرم، ولا يعلم بن زايد أن غزوة بدر التي شهدت أعظم انتصارات المسلمين كانت في منتصف رمضان ، ثم والأهم، لماذا هذا الطلب في هذا التوقيت الحاسم ولماذا من الإمارات ؟.
*أخيرا، أعود من حيث بدأت متسائلاً، هل يكون النائب الجديد للرئيس سلفاكير الإماراتي الهوى هو رئيس دولة الجنوب القادم في وجود زعيم النوير القوي رياك مشار في القصر الرئاسي ؟.
نقلا عن “أصداء سودانية”