منذر عثمان/ محرر الذكاء الاصطناعى
1. الموقع الجغرافي والرمزية العسكرية
•بارا تقع في شمال كردفان، على بعد نحو 60 كم شمال شرق مدينة الأبيض، وتُعد بوابة استراتيجية بين العاصمة الخرطوم وعمق كردفان ودارفور.
•السيطرة عليها تمنح القوات المسلحة السودانية قدرة أكبر على تأمين خطوط الإمداد، وتعيد التوازن العسكري في واحدة من أهم مناطق العمليات.
•بارا تاريخيًا مدينة لها قيمة معنوية واقتصادية، ما يجعل تحريرها انتصارًا رمزيًا يعزز معنويات الجيش والمجتمع المحلي على حد سواء.
2. تأمين العمق الاستراتيجي للخرطوم والأبيض
•بتحرير بارا، أصبح الطريق الممتد غرب الخرطوم بطول يفوق 500 كم أكثر أمانًا. هذا يعني تقليص احتمالية تسلل المليشيات أو استهدافها المباشر للعاصمة.
•الأهم هو أن السيطرة على بارا تعني تأمين الأبيض، عاصمة ولاية شمال كردفان، التي تعد مركزًا إداريًا واقتصاديًا وعقدة مواصلات بين الشرق والغرب.
3. إعادة تشغيل القاعدة الجوية في الأبيض
•مدينة الأبيض تضم قاعدة عسكرية جوية محورية، كانت أهميتها قد تراجعت نسبيًا بفعل تهديدات المليشيا في محيط بارا.
•بتحرير بارا، يمكن للجيش إعادة تشغيل هذه القاعدة بفعالية، ما يمنحه قدرة أكبر على شن غارات جوية عميقة نحو غرب كردفان ودارفور.
•القاعدة ستصبح نقطة انطلاق رئيسية لعمليات واسعة النطاق، وتقلص الاعتماد على قواعد بعيدة مثل وادي سيدنا أو مروي.
4. التحول في ميزان العمليات غربًا
•بارا تمثل بداية الممر العسكري نحو غرب كردفان ودارفور. السيطرة عليها تتيح للجيش الانتقال من مرحلة الدفاع إلى الهجوم الواسع.
•عمليًا، هذا يعني أن خطة المليشيا لجعل كردفان “منطقة عازلة” انهارت، وأن الخطوط اللوجستية للجيش من أم درمان إلى كردفان باتت مفتوحة.
•من الآن، ستشهد دارفور ضغوطًا متزايدة، خصوصًا مع الحديث عن التقاء جيوش في محاور محددة لتنسيق الهجوم على المدن الكبرى مثل الفاشر والجنينة.
5. الأبعاد السياسية والمعنوية
•تصريحات حاكم إقليم دارفور، مني أركو مناوي، تعكس أن الانتصار لا يُنظر إليه عسكريًا فقط، بل باعتباره بشارة لتحرير دارفور بأكملها.
•تحرير بارا يعزز تلاحم الجيش والمقاومة الشعبية، ويؤكد أن المعركة لم تعد مقتصرة على الجيش النظامي، بل أصبحت حربًا وطنية جامعة.
•كذلك، قد يفتح الانتصار الباب أمام زيارة مرتقبة للقائد العام عبد الفتاح البرهان للمنطقة، وهو ما سيمنح الانتصار ثقلًا سياسيًا ورسالة واضحة للحلفاء والخصوم.
6. التداعيات المحتملة على الميدان
•استمرار القصف الجوي المكثف، كما ورد في تقارير عن استهداف خمسة مواقع مختلفة بكردفان الكبرى، يشير إلى أن الجيش يسعى لتهيئة الأرضية لعمليات برية أوسع.
•فتح خط الإمداد المباشر من أم درمان إلى كردفان سيجعل تدفق المتحركات العسكرية أكثر سلاسة، مما يمنح الجيش مرونة في تعزيز قواته وتوسيع الهجمات.
•على المستوى الأوسع، تحرير بارا يسرّع من سيناريو التقاء الجيوش، وهو ما قد يكون نقطة الانطلاق نحو تحرير كامل دارفور، بما في ذلك الفاشر، التي ما زالت تُوصف بأنها “ستالينغراد السودان”.
الخلاصة
تحرير بارا ليس مجرد نصر ميداني، بل هو تحول استراتيجي يغير معادلة الحرب في السودان.
•أمنيًا: يضمن حماية الخرطوم والأبيض.
•عسكريًا: يفتح الطريق للزحف غربًا مع إعادة تشغيل القاعدة الجوية في الأبيض.
•سياسيًا: يعزز ثقة المواطنين ويكسر فكرة “المناطق العازلة”.
•استراتيجيًا: يضع الجيش في وضع هجومي يمهّد لتحرير دارفور، حيث ستكون الفاشر المحطة الحاسمة في مسار الحرب.
