بورتسودان محط أنظار الطاولات المتحركة.. بولس يطلب مساعدة البرهان والخارجية تفتح ملف المرتزقة الأجانب

تقرير – أمير عبدالماجد
شهدت مدينة بورتسودان خلال الساعات الماضية حراكاً دبلوماسياً كبيراً بوصول وزير خارجية مصر بدر عبدالعاطي ووكيل الامين العام للامم المتحدة للشؤون الانسانية توم فليتشر ولقائهم برئيس مجلس السيادة قائد الجيش السوداني الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان قبل انخراطهم في مباحثات ثلاثية ضمت عبدالعاطي وفليتشر إلى جانب كبار مسؤولي وزارة الخارجية والتعاون الدولي برئاسة محي الدين سالم وهي مباحثات ركزت في جانبها الانساني على الاوضاع التي استجدت بعد دخول المليشيا للفاشر وما اعقبها من حالات نزوح جماعي خوفا من أعمال القتل والاغتصاب التي انتشرت في المنطقة
ضغط على المليشيا :
كما ناقش الاجتماع بالتفصيل الاوضاع الانسانية التي يعانيها النازحين فضلا عن أوضاع المحاصرين في مدن بابنوسة وكادوقلي والدلنج وهي نقاشات كما قالت الخارجية خرجت بتطابق في وجهات النظر، وطالبت المجتمع الدولي ان ينهض بدوره ويضغط على المليشيا والدول الداعمة لها ومن اهم الملفات التي ناقشها الاجتماع ملف المرتزقة الاجانب ودورهم في حرب السودان ومعظم هؤلاء من دول غرب افريقيا وكولمبيا وجنوب السودان واثيوبيا وتشاد وافريقيا الوسطي ووصل الامر الى وجود مرتزقة ليبيين وفلسطينيين وغيرهم وهي ممارسات دعا وفد وزارة الخارجية إلى التعامل معها وفقا لنصوص القانون الدولي والقانون الدولي الانساني وبدا وزير الخارجية السوداني متفائلاً بعد الاجتماع وقال ان الزيارة لها مابعدها من الخطوات الجادة علي الارض متعهداً بان الحكومة السودانية ستقوم بما يليها لاخراج المليشيا والمرتزقة من البلاد ووصف مايجري بـ (الغزو الخارجي) وهو توصيف قال إنه حقيقي وإذا أراد المجتمع الدولي التعامل بجدية مع ما يحدث في السودان عليه أن ينظر إلى الامر بهذه الوصفة وهذا الحجم، وأضاف (الرباعية لم يصدر قرار تكوينها من مجلس الامن أو أي منظمة دولية وبالتالي لا تتعامل معها الحكومة بصفة رسمية نحن نتعامل مع الأشقاء في مصر والسعودية والأصدقاء في الولايات المتحدة الامريكية بصفات ثنائية ونجد منهم كل التفهم وننسق معهم)، وكانت تسريبات قالت إن الحكومة السودانية سلمت ردها على مقترحات سبق أن تقدمت بها اللجنة الرباعية احتوى على اربعة نقاط أساسية هي سحب المليشيا لقواتها من المناطق التي تحتلها ويتضمن ذلك كل المناطق التي احتلتها مؤخرا لضمان حماية المدنيين من الانتهاكات والابادة الجماعية التي ظلت ترتكبها المليشيا كما حدث في الفاشر وتولي الحكومة السودانية نشر قوات الشرطة في جميع المدن والمناطق التي تنسحب منها قوات الدعم السريع اضافة الى تجميع عناصر مليشيا الدعم السريع في مناطق معينة متفق عليها وقالت التسريبات إن الحكومة طالبت بانشاء آلية مراقبة دولية لمراقبة الهدنة ومنع التسليح الخارجي خلال فترة الهدنة).
مصالح وشواغل :
يقول د. سعيد سلامة مدير مركز فيجن للدراسات الاستراتيجية إن الأمر لا يتعلق فقط برد الحكومة السودانية بل بإرادة اللجنة الرباعية وقدرتها على طرح نقاط موضوعية يمكن البناء عليها لانجاز هدنة تقود إلى اتفاق تسوية للأزمة، وأضاف (المسالة لا تتعلق فقط بهدنة إنسانية لان هذا الأمر مجرب إذ سبق وانجزت هدن عاد بعدها القتال أكثر ضراوة وانفتح على مناطق جديدة الامر يحتاج إلى أكثر من التفكير في هدنة أو ايقاف مؤقت لاطلاق النار يجب أن تطرح الرباعية خطة كاملة لتسوية الأزمة تبدأ بايقاف اطلاق النار المؤقت للاحتياجات الانسانية ثم ترتيبات وقف اطلاق نار عسكرية ومفاوضات سياسية باجال ومواقيت محددة وهكذا مقترح كامل للتسوية)، وتابع (تشعرك المفاوضات الحالية أن الرباعية ليست موحدة وأن كل دولة تطرح شواغلها ومصالحها ثنائياً ما يجعل الحديث عن تسوية كاملة للأزمة حالياً أمر خيالي)، وقال (الجميع يضغط من أجل مصالحه صحيح هناك دول شواغلها متعلقة بالامن القومي ولا تستطيع التعامل في اطار المصالح الاقتصادية فقط مثل مصر والسعودية لانها دول تعلم أن سيطرة المليشيات علي السودان سيؤثر علي امنها القومي لكن في المحصلة الجميع يبحث عن مصالحه).
استرداد الفاشر :
وكان رئيس مجلس السيادة قد اكد في لقاء له مع الوزير السابق حسن اسماعيل نقله الاخير عبر تدوينة على صفحته علي فيس بوك ان المبعوث الامريكي مسعد بولس طلب منه المساعدة حتى ينجح في وساطته وانه اخبره ان الطريقة التي يتبعها لن تقوده للنجاح والافضل له ان يتبنى خارطة الطريق التي قدمتها الحكومة السودانية لتسوية الازمة)، وتابع على لسان البرهان (تخطئون لو اعتقدتم ان سقوط الفاشر سيجعلنا نضعف ونقبل الهدنة.. سنحارب لاستعادتها وسترون).



