بقايا جيش الرب ما زالت تهدد المدنيين في دارفور

حذّرت منظمة “أطفال غير مرئيين” في تقرير جديد من استمرار التهديد الذي تشكّله بقايا جماعة جيش الرب للمقاومة بقيادة جوزيف كوني، رغم تراجع نفوذها العسكري وتقلّص أعداد مقاتليها في السنوات الأخيرة.
وأشار التقرير، الموجّه إلى شركاء المجتمع المدني وصنّاع القرار في السودان، إلى أن عناصر الجماعة ما زالوا ينشطون في المناطق الحدودية بين شمال شرق جمهورية إفريقيا الوسطى وإقليم دارفور المتاخم للسودان، معتمدين على الزراعة المعيشية وتبادل السلع في الأسواق المحلية لضمان بقائهم.
وكشف التقرير أن العنف الذي مارسه جيش الرب تراجع مقارنةً بالعقد الماضي، حيث قتل بين عامي 2010 و2014 أكثر من 3,587 مدنياً واختطف 974 شخصاً، بينما انخفضت الأرقام بشكل كبير في الفترة بين 2020 و2024 إلى مقتل مدني واحد فقط واختطاف 282 شخصاً. ومع ذلك، ما زالت الجماعة تشكّل خطراً قائماً، إذ اختطفت منذ عام 2023 ما لا يقل عن 74 طفلاً وشاباً في شمال جمهورية الكونغو الديمقراطية، ويُعتقد أنهم محتجزون في السر ويتعرّضون للأعمال الشاقة والانتهاكات الجنسية.
وأوصى التقرير بعدد من التدابير لمواجهة الخطر، من بينها:
دعم أنظمة الإنذار المبكر المجتمعية لتمكين السكان المحليين من رصد تحركات الجماعة وتبادل التحذيرات في الوقت المناسب.
توفير دعم شامل للناجين من الاختطاف والفارين، يشمل الرعاية النفسية والاجتماعية وفرص التعليم والتدريب المهني.
تعزيز المبادرات المحلية لتوثيق انتهاكات حقوق الإنسان وحفظ الذاكرة الجماعية بما يسهم في تحقيق العدالة.
العمل على تخفيف التوترات المحلية التي تستغلها الجماعات المسلحة وتؤدي إلى استمرار دوائر العنف.
وأكدت المنظمة أن بقايا جيش الرب للمقاومة، رغم ضعفها، لا تزال تشكل خطراً على المجتمعات الأكثر هشاشة وعزلة، مما يستوجب حلولاً مجتمعية تركّز على حماية المدنيين ومساندة الناجين لإعادة بناء حياتهم.



