تقرير – أمير عبدالماجد
على نحو بدأ لكثيرين مناقضاً لاخر تصريحات للمبعوث الامريكي مسعد بولس وبوضوح شديد وضع وزير الخارجية الامريكي ماركو روبيو العربة أمام الحصان في مؤتمر صحافي اخرج من خلاله الهواء الامريكي الساخن عندما أكد بوضوح أن المشكلة الجوهرية التي تواجهها امريكا ليست البرهان بل المليشيا.. قال ( المشكلة الجوهرية التي نواجهها هي أن الدعم السريع يوافق على الامور لكنه لايلتزم بها أبدا ولا يستطيع تنفيذها وبالتالي نجد انفسنا اليوم أمام كارثة حقيقية)، وأضاف ( لابد من اتخاذ خطوات لوقف تدفق السلاح وايقاف الدعم الذي تتلقاه قوات الدعم السريع فيما تواصل تقدمها على الأرض منذ يوليو واغسطس ونحن نراقب ملف السودان ضمن الرباعية لان هناك دول متورطة في دعم هذه العناصر المقاتلة على الارض ونشارك كثير من المخاوف التي يعبر عنها الاخرين بشان كيف يمكن لما يحدث ان يتحول الى بؤرة لنشاط الجهاديين والارهابيين).
ادراج في لوائح الإرهاب:
وقال الوزير الامريكي (قوات الدعم السريع لا تنوي الالتزام بالهدنة رغم أنها اعلنت الموافقة عليها لذا إذا ساعد ادراج الدعم السريع على لوائح الارهاب فنحن منفتحون على ذلك ومستعدون له)، وتابع( نحن نعرف الاطراف المتورطة ولهذا السبب هي جزء من الرباعية إلى جانب دول أخرى ويمكنني أن اؤكد أنه على أعلى مستويات حكومتنا يتم طرح الملف وممارسة الضغوط على الاطراف المعنية وانا لا أرغب في توجيه اصابع الاتهام أو تسمية أي جهة خلال مؤتمرنا الصحافي لان مانريده هو الوصول إلى نتيجة جيدة .. يجب أن يتوقف هذا من الواضح انهم يتلقون دعما من الخارج). انتهي حديث الوزير الامريكي الذي تلقى سؤالا بعدها من احدى الصحافيات ممن حضرن المؤتمر الصحافي ..قالت (الامارات تزودهم بالمسيرات الصينية)، فرد نعلم ذلك ونعلم كل الاطراف التي تيسر دخول السلاح عبر أراضيها ونمارس الضغط على أعلى المستويات.
مسار الحل :
يقول بروف حاتم المادح استاذ العلاقات الدولية بالجامعات الامريكية في تدوينة له علي الـ (فيس بوك ) عقب حديث المسؤول الامريكي إن الرجل وضع اصبعه على الجرح وحدد المشاكل التي تعيق الملف وهي عدم التزام الدعم السريع بما يتعهد به وعدم قدرته غالباً على الالتزام لانها في النهاية ليست قوات نظامية بل مليشيا قبلية وحدد الدولة التي تدعمها وان لم يسمها واعتقد ان امريكا وصلت إلى خلاصات واضحة من خلال معلومات موثوقة والرجل لم يخرج من تلقاء نفسه ليتحدث بل هو رأي الادارة الامريكية بطبيعة الحال ويبدو أنها حددت الان مسار الحل وحديث الوزير رسالة واضحة للامارات التي رفعت بصلتها للنار الان)، وفيما حاول البعض الذهاب الى أن الرسالة الامريكية مجرد مناورة في هذه المرحلة بعد تلويح تركيا بالتدخل .. قال الصحافي محمد حامد جمعة نوار (التقليل من تاثيرات حديث وزير الخارجية الامريكي اما مغالطة أو انكار .. هذه تصريحات مفصلية وذات ارتدادات دبلوماسية وسياسية لايمكن انكارها).
نفد الوقت :
فيما ذهب الباحث بمعهد دول الخليج العربي بواشنطن حسين ابيش إلى أن صراعا يجري الان اقليميا بين السعودية والامارات على السودان وكانت مصادر قد تحدثت عن توترات بين السعودية والامارات بسبب الدور الاماراتي في السودان. وكشفت تقارير نشرها موقع ميدل ايست اي أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان يعتزم الطلب من الرئيس ترامب الضغط على الامارات لايقاف دعمها للدعم السريع خلال لقائهما المرتقب الاسبوع القادم بواشنطن في ظل ترقب لاجتماع منتظر يضم اطرافاً اقليمية ودولية يعقد بتركيا يناقش الاوضاع في السودان، ويبدو أن حديث وزير الخارجية الامريكي والتذمر السعودي مع تململ واضح الان من مصر وتركيا التي بدأ ان صبرها بدأ ينفد بعد توسع الامارات وسعيها لضخ مزيد من السلاح للمليشيا واصرارها على فتح منافذ جديدة لايصال الاسلحة بعد ضرب منافذ ظلت تمد من خلالها المليشيا لاعوام السلاح والمرتزقة الاجانب .. يبدو ان الوقت الاقليمي والدولي والصبر نفد مع انتشار صور وفيديوهات القتل والسحل التي ارتكبتها المليشيا).
يقول حسين ابيش ( كانما أراد وزير الخارجية روبيو الرد على طلب سعودي متوقع بالضغط على الامارات صحيح هو لم يسمها لكن الأمور باتت واضحة امريكا قالت للامارات نفد الوقت يجب أن تتوقف شحنات السلاح التي تقدمها لقوات الدعم اللسريع … هذه هي الترجمة الواضحة لخطاب وزير الخارجية الامريكي).
