انت مع الدولة أو الجيش انت كوز

سالم الامين
انت مع الدولة أو الجيش انت كوز.
انت كنت ضد الكيزان وبتعارضهم ايام عندهم السلطة والمال، الجابرك شنو واقف معاهم هسا بعد فقدوا الاتنين؟
سؤال اتكرر كتير من يوم قامت الحرب دي بتوجه لي بصيغ مختلفة.
انا بقيف مع القيم والأفعال، لو لقيت شخص بيؤمن بيها بقيف معاه في نفس الموقف، وبعارضه اول ما القاه بتكلم عنها وبمارس النقيض.
لما جات الثورة لقينا نفسنا مع أشخاص بنادوا بي نفس القيم البننادي بيها، الحرية والديمقراطية والعدالة، وقفنا مع بعض بلا حدود لحدي ما سقطت الإنقاذ. للأسف عوراتهم ظهرت اول ما استلموا السلطة فكانت أفعالهم في جهة واقوالهم في جهة مناقضة تماما. اتكلموا عن العدالة وبمارسوا الظلم، اتكلموا عن الحرية وبمارسوا الكبت، اتكلموا عن الديمقراطية وممارساتهم لا تؤدي إليها، قالو نحكم عشرة أو عشرين سنة بعدها نجي نعمل انتخابات (ومعلوم الانتخابات هي سنام الديمقراطية).
اما بالنسبة للكيزان، فنحن صحينا لقينا بنادق الجنجويد موجهة لصدورنا، ينهبوا ممتلكاتنا وينتهكوا حرماتنا ويدمروا مؤسساتنا، ويحتلوا مدنا وقرانا.
فتشتا الناس الأسقطوا معانا الكيزان، لقينا جزء منهم انضم للجنجويد شايل بندقيته أو قلمه ينفثهم في المواطن وفي اي جهة تدافع عنه،
والتاني هرب من الجنجويد وبطالب الناس تستسلم ليهم،
بحجة ان الجيش برضوا مليشيا وبتمارس نفس الشي، بالرغم من اني شايف الجنجويد عيني عينك بنهبوا وبنتهكوا والجيش بدافع عن المواطن، لكنه ما عايزنا نصدق الشايفنه ودايرنا نصدق أوهامه.
فعلا في ناس استسلموا للجنجويد زيما طلبوا منهم، الحصل شنو؟:
برضوا انتهكوا اعراضهم ونهبوا ممتلكاتهم، يعني القاوم لم يسلم ومن استسلم برضوا لم يسلم.
المواطن انتفض ووقف مع الجيش والقوات النظامية الأخرى عشان يدحر الجنجويد، لقى الكوز شايل بندقيته وكاشف صدره وبدافع عنه، كل يوم بقدموا عشرات الشهداء، شباب كل همهم يحموا المواطن ويدحروا التمرد.
لما الجنجويد وصلو ولاية سنار وحاصروا محلية سنار وكانو على بعد ١٠ كيلومترات من بيتنا وكان فيهو امي واخواتي وانا على بعد آلاف الأميال، لقينا ناس الناجي عبدالله ومعاه ثلة من شباب الكيزان الكنت بنتقدهم وبعارضهم زمان وبسئ ليهم بدافعوا عن سنار، مرة في كبري عرب ومرة في كبري مايرنو، لحدي ما انجلت المعركة.
هم والبراءون بدافعوا عن منطقتي عشان الجنجويد ما يحصلوها، عشان ما يصلو لي اخواتي وبنات أعمامي وبنات اخواني واخواتي. استشهد قائدهم قصي واستشهدوا شباب كثر منهم وساهموا في دحر الجنجويد.
وانت كنت سعيد لان الجنجويد ما قدروا يصلوا بيتكم وينتهكوا اعراضكم، لكنك ما عندك الشجاعة الكافية تعترف بأن الكلام دا تم بمساهمة جلية من الكيزان والبراؤون.
انا عندي من الشجاعة ما يكفي اقول الكلام دا.
يعني فجأة لقيت الكيزان واقفين معاي في الملحمة الوطنية ضد التمرد والجنجويد في خندق واحد مع الجيش.
انا بدافع بقلمي وحبري، وهم بدافعوا بكلاشاتهم وبدماءهم وحاملين أرواحهم على كفوفهم، ايهما أغلى؟
معركتي مع الكوز كانت سياسية وفكرية وسلطوية سلمية، الان بالنسبة لي هي اشياء ثانوية مقارنة بتهديد وجود الدولة البنتصارع فيها.
اذا ما جمدنا خلافاتنا وصراعاتنا معاهم اما فقدنا الدولة البنتصارع عليها،
او بنلقى نفسنا تحت رحمة الجنجويد وجنود حفتر والاماراتيين،
ووقتها ما بنقدر نفتح افواهنا عشان نتكلم ناهيك عن اننا ننادي بالحرية أو العدالة أو الديمقراطية، لأننا شفنا الجنجويد بيعملوا في الناس شنو، ومافي زول ما عارف الشئ الحاصل للمعارضة الإماراتية في بلدهم، *لو ما عارف اسأل عشان تعرف.*
عشان تعرف كيف كان يكون حالنا لو نجح المخطط وتم الاستيلاء على البلد.
لكن بفضل الله وبمجاهدات القوات النظامية والكيزان قدرنا ندحرهم من وسط السودان، باقي كردفان ودارفور، وان شاء الله حتتحرر منهم.
عرفت ليه انا والكوز في خندق واحد؟
كل خلافاتنا معاهم مؤجلة لحدي ما يندحر التمرد بعدها نقعد في الواطة كلنا كسودانين ونشوف كيف نديرها.
دي وجهة نظري بنيتها على معارضة طويلة للكيزان من التسعينات، ومعرفة تامة بالمعارضة برضو،
ولو خشيت الصفحة دي وبحثت فيها بتلقى مئات المقالات و البوستات البتنتقدهم وبتطالب باسقاطهم ايام كانوا في السلطة، الان كل شئ بيني وبين الكوز مجمد إلى ما بعد دحر الجنجويد،
وجهة نظري دي انا مقتنع بيها تماما ومسئول عنها وعن كل ما يترتب عليها،
وانت حر في وجهة نظرك، اتحمل مسؤوليتها.
بس بالله عليك وقف حكاية تلف وتجي تقول لي بلبوسي أو كوز،
لو بل الجنجويد ببقيني بلبوسي فأنا بلبوسي،
وإذا وقوفي مع الكوز والجيش بخليك تنعتني بكوز فلك ذلك،
لكن بتمنى انك تطور شوية من ادواتك ومن حكاية تنمط الشخص البقول حاجة إلى مناقشة الكلام المكتوب.
اتمنى تكون عرفت بأن اي مواطن بدافع عن البلد لقى نفسه في خط واحد مع الكيزان، بل لقى الكيزان قدام، وافتقدنا بعض الناس الوقفوا معانا في اسقاط الكيزان،
*وللأسف بعضهم واقف في صف الجنجويد قولا وفعلا.*



