تقرير – أمير عبدالماجد
هناك اصرار من بعض الجهات على فرض مبادرة اللجنة الرباعية وجعلها المبادرة الوحيدة المطروحة والمتاحة وعلى الحكومة السودانية أن تقبلها دفعة واحدة دون نقاش ودون إبداء ملاحظات.. عبر مسعد بولس ودول الرباعية والمبعوثين الذين يزورون العاصمة المؤقتة بورتسودان بين الفينة والأخرى وعبر كل السبل المتاحة للضغط حتى لا يتم تجاوز الرباعية والبنود التي ادرجت فيها والتي اجتهد مبعوث امريكا لتنزيلها على الأزمة السودانية كحل وحيد ومنفذ وحيد للتفاوض وسط ترويج كبير من الأصوات والأقلام التي تساند المليشيا في اصطفاف أعاد للاذهان اصطفاف نفس الوجوه خلف الاتفاق الاطاري، ويبدو أن لقاء ترامب بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وما تمخض عنه واعلان الحكومة السودانية ترحيبها بمبادرة ولي العهد السعودي أقلق الجهات التي تضغط من أجل تمرير مقترح الرباعية وجعله الخيار الوحيد عبر ما مارسه مسعد بولس من ضغط على الحكومة السودانية.. تسارع الخطوات أدى لظهور وثيقة مجهولة المصدر دعت لتفكيك الجيش والأجهزة الأمنية واعادة بنائها من جديد مع تسلم حكم البلاد لمندوب تحدده الرباعية الدولية ويتم الاتفاق عليه والتراضي حوله بين أعضاء اللجنة وهو ما رفضته حكومة السودان قبل أن تكتشف أنها وثيقة (لقيط) لم يعترف أحد حتى الان أنها من بنات أفكاره.. مؤخراُ جرى حديث على لسان وزير الخارجية الامريكي قال فيه إن الرئيس ترامب مهتم شخصيا بقضية السودان وأن ترامب لا يرسل مندوبين للقيام بذلك وهو أمر يضع جهود مسعد بولس الذي يقدم نفسه كمبعوث عن ترامب تحت الضغط ويزيد الضغوطات على الامارات التي تنظر بريبة إلى تحركات الأمير محمد بن سلمان في الملف السوداني وهي تعلم أن محمد بن سلمان يعتبر الأمر هام لانه يمس أمن دولته هو ومصر كما أن حديث ترامب عن لعب الامير لدور كبير في قضية السودان يقلق من يدعم المليشيا.
يقول الخبير في الشؤون الافريقية البروفيسور أحمد عبد الدائم محمد حسين إن امريكا تجاوزت على ما يبدو رؤيتها السابقة لحل الأزمة والتي تعتمد على مسارين أولهما اعلان وقف لاطلاق النار والثاني عقد لقاء مباشر بين البرهان وحميدتي وهو مقترح مجاف للواقع ولن يكون مقبولاً على الأقل من قبل الحكومة السودانية ولن يحل الأزمة)، وأضاف (وجود محمد بن سلمان لربما قدم اضافات مهمة للرؤية الأمريكية واخرجها من إطارها الضيق لتستوعب الواقع وجعلها مناسبة للواقع بدلاً من محاولة “لي عنق” الواقع ليتناسب معها، وتابع (واشنطن اكتفت في وقت سابق بدعوة ممثلين عن الحكومة المدنية السابقة للنقاش حول مبادرتها وهو برأيي أمر عبر بوضوح عن قصور كبير في إدراك طبيعة الصراع وواقع القوى على الأرض)، أما بروفيسور فضل المولى النعيم الاستاذ المتخصص في العلوم السياسية فيرى أن ترامب بروغماتي جداً في التعامل مع الملفات على عكس من يرون أنه فوضوي ويلجأ إلى البلطجة السياسية لا هو برأيي يعرف أين يضع قدمه ولا يعتمد على رؤية الاخرين بل يملك رؤيته التي تحركه)، وأضاف (عندما يتحرك الملف بقيادته لن يتوقف حتى تتوقف الحرب هو يدرس الان الأمور ويحاول إيجاد ثغرات يسيطر بها على الجهات كلها بحيث يعلن عن حل وليس عن مبادرة لا أتوقع أنه سيطرح مبادرة بل حل تسبقه اتصالات هنا وهناك وتواصل مع جهات عديدة لكنه في الاستراتيجي لن يطرح مبادرة للتفاوض حولها وهو مايجب أن تدركه القيادة السودانية)، وتابع (الان هو الوقت المناسب لتكثيف العمل على كل الجبهات العسكرية والسياسية والدبلوماسية لان ما يطبخ في واشنطن حل وليس مبادرة وهو عمل يتم بمشاركة المملكة العربية السعودية عبر الامير محمد بن سلمان شخصياً وليس عبر الأجهزة فقط)، وأضاف (القيادة السودانية قريبة من الملف وتعرف تطوراته لذا يمكن قراءة ما يصاغ عبر تصريحاتها خصوصا تصريحات رئيس مجلس السيادة المنخرط في الملف والذي يعلم بالتاكيد أن الادارة الامريكية القت بثقلها لان المنطقي هنا انه يتلقي اتصالات من الجانب الامريكي والسعودي للتشاور والحصول على معلومات وهو يدرك تماماً أن مبادرات الحل وصلت إلى درجة دخول تباين أراء ومصالح الدول في مرحلة اشتباك الاطراف كلها في المسافة صفر)، وختم (انتهت مرحلة القناصة).
