تماضر أبو القاسم
التغيير لا يأتي من الخارج بل يبدأ من الداخل، قال الله تعالى: إن اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ ” صدق الله العظيم. فانتظار التغيير من الحكومة وحدها دون أن نُغيّر أنفسنا، ونطوّر فكرنا، وننهض بأخلاقنا وسلوكنا، هو كمن ينتظر عرقوب ان يوفي بوعده..فاغلب الحكومات في بلادنا حكومات تشريف ووعود وآمال عراض وخطب حماسية تتبخر في الهواء مع التصفيق. رجال الحكومة يعيشون غالبا في عالم سعيد يصوره لهم الملتفين حولهم و كأنهم في كرسي مسئول باحد الدول الغنية وذلك من خلال الصرف ببذخ في تأثيث المكاتب والمنازل و اسطول العربات و السفر على الدرجة الاولى لتلبية كل الدعوات وان كانت بلا هدف واغلبها
كذلك….. فالوطن ليس أرضًا فقط، بل هو مسؤولية، وعزّة، وواجب. لا يُبنى بالشكوى، ولا يرتقي بالكسل، بل بسواعد أبنائه وصدق نواياهم، فإن كنّا نريد حُكّامًا صالحين، فلابد أن نكون نحن أصلح، حتى يحس بنا المسؤولين وينزلون من ابراجهم العالية و الوعود الوردية بلا عمل وإنجاز على أرض الواقع. ولا يكونوا كمن له ٩٩ نعجة( كل موارد البلد بيدهم) ويلحوا على المواطن في اعطائهم نعجته الوحيدة( رسوم و ضرائب باهظة و و و كان المواطن لم تطله الحرب في كل ما يملك. *كما تكونوا يُولّى عليكم*
لنُبادر بالإصلاح، ولنكن قدوة في العمل، والنزاهة، والصدق، ولنغرس القيم في أبنائنا، فالبلد الذي يحترم فيه المواطن النظام، ويؤدي واجبه قبل أن يطلب حقه، هو بلد يسير نحو النهضة الحقيقية.
فلننهض بأنفسنا ونحترم القانون … لينهض وطننا. وهنا سوف يضطر اي مسئول للالتزام بالقانون و باخلاق اهل البلد الاكارم.
