الأحداث – وكالات
مدينة النهود بولاية غرب كردفان الواقعة على الطريق القومي الخرطوم – كوستي – الأبيض – النهود – الفاشر نيالا – كأس – زالنجي – الجنينة، والواقعة ايضا على الطريق القومي(طريق الصادرات) أم درمان- بارا – الأبيض -النهود- الفاشر – نيالا كأس – زالنجي – الجنينة لها بعد استراتيجي متعدد الأبعاد بالإضافة لموقعها المهم بولاية غرب كردفان فهي مدينة تمثل واحدة من أهم المدن السودانية في الاقتصاد التقليدي إذ بها سوق محاصيل كبير للصمغ العربي والفول السوداني والسمسم بالإضافة إلى أن بها أكبر محجر بيطري بالبلاد بعد الكدرو، إذ تتوسط أكبر أسواق المواشي خاصة (الضأن الحمري) في (الخوي) و(غبيش) المعروفة عند عامة المواطنين باسم تاريخي هو(جيربان) إذ تمثل أسواق الماشية الثلاثة بالنهود والخوي وغبيش الرافد الأهم لتغطية الأسواق المحلية في أنحاء السودان المختلفة وتمثل الرافد الأهم لأسواق الصادر الخارجية علاوة على هذه الأسواق ترفد المملكة العربية السعودية في موسم الحج ب(الهدي)حتى يتمكن حجاج بيت الله الحرام من تأدية مناسك الحج على النحو المقرر شرعا.
ومدينة النهود تعتبر واحدة من كبريات مدن كردفان الكبرى فهي تلي الأبيض والتي تبعد عنها بحوالي 204 كليو متر وتبعد من مدينة الخوي 102 كيلومتر من حيث الكثافة السكانية والنشاط الاقتصادي, كما تعتبر المقر الرئيسي لنظارة قبيلة الحمر العربية التي تعود أصولها إلى الجزيرة العربية والمغرب العربي خاصة تونس.
ومدينة النهود هي أكبر مدينة بولاية غرب كردفان تقع التخوم الشمالية للولاية ولولا المعايير القانونية لتسمية العواصم الولائية لكانت هي عاصمة ولاية غرب كردفان والتي حظيت بها مدينة الفولة والتي تتوسط الولاية.
السؤال المهم:
ماذا تعني النهود لمليشيا ال دقلو المتمردة؟,هذا السؤال المهم لاتحتاج لكبير عناء, فعلاوة على الأهمية الاستراتيجية لمدينة النهود فهناك جملة من الأسباب تجعل للنهود أهمية كبرى عند مليشيا آل دقلو المتمردة ويتمثل ذلك في الآتي:
-منذ تولي قائد المليشيا منصب رئيس المجلس السيادي عقب ثورة ديسمبر 2018م وأبريل2019م ظل يقدم إغراءات للرموز المجتمعية ورجالات الإدارة الأهلية لاستمالتهم لجانبه وعسكرة أبنائهم في منظومة الدعم وتحفيزهم للذهاب لعاصفة الحزم.
إلا أن هذه المحاولات فشلت مع قبيلة الحمر بقيادة الناظر (الأمير) عبدالقادر منعم منصور, والذي رفض بكل شموخ كل هذه الاغراءات.
-النهود هي واحدة من المدن السودانية التي عرفت العلم والاستنارة, فكانت إحدى المناطق الكردفانية التي شهدت ندوات لصالح مؤتمر الخريجين والأنشطة الثقافية والفكرة بشكل واضح, ولعل أكبر دليل على ذلك أن نادي السلام الثقافي الاجتماعي قد تأسس في العام 1918م.
-مدينة النهود بها بنيات تحتية للمرافق الحكومية خاصة التعليمية والصحية وقد تأسست بها جامعات غرب كردفان وكانت من الجامعات الولائية التي أسهمت في تطور مشيرة التعليم العالي بالبلاد.
-مدينة النهود تمثل حاضرة للمدن الشمالية لولاية غرب كردفان (الخوي الدم جمد, غبيش, ودبندة ) وكلها مناطق حيوية وتمثل من حيث موقعها بعدا مهما في العلاقات بين كردفان ودار فور, إذ ربط بينها الطريق القومي (الصادرات).
-مدينة النهود واحدة من المدن السودانية التي أجادت قبول الآخر واستوعبت في أحيائها كل المجموعات السكانية من شمال وجنوب السودان وشرقه, ويحن لها كل أهل كردفان الكبرى واستودعت مجموعات كبيرة منهم في داخلها.
الرموز الوطنية:
مدينة النهود أنجبت الكثير من الرموز الوطنية منها على سبيل المثال لاحصر مولانا محمد أحمد ابو رنات أول رئيس قضاء في السودان, وهو من سودن وظيفة القضاء من الإنجليز وهو من قبيلة الشايقية لكنه ولد بمدينة النهود وبحي ابو رنات.
كما أنجبت مدينة النهود الدكتور إبراهيم منعم منصور الذي تولى وزارة المالية والاقتصاد الوطني ومن الذين أرخوا لتاريخ مدينة النهود, وهو ابن الناظر منعم منصور أحد أبرز رجالات الإدارة الأهلية على أيام الاستعمار, وشقيقه الناظر الحالي لقبيلة حمر الأمير عبد القادر منعم منصور.
وايضا مدينة النهود هي موطن الدكتور بشير آدم رحمة والي ولاية غرب دارفور والقيادي بحزب المؤتمر الشعبي وهو أستاذ جامعي متخصص في الطب البيطري.
وايضا من رموز مدينة النهود اللواء حقوقي متقاعد الحسين الحسن المدير الأسبق لفرع القضاء العسكري بالقيادة العامة لقوات الشعب المسلحة والشاعر المعروف.
وايضا من رموز مدينة النهود الشاعر تاج السر الحسن, شاعر القصيدة الأشهر التي غناها الفنان عبد الكريم الكابلي بمناسبة مؤتمر بادندونق (قصيدة أسيا وأفريقيا).
وبرغم ما حدث تظل النهود مدينة لا تعرف إلا قيم التضحية والجسارة والفداء لأنها تمثل بموقعها ومكوناتها المعادل الأهم لنهاية مليشيا آل دقلو الإرهابية, وما تقوم به الآن في مدينة النهود من حملات إنتقامية ضد رموزها إلا إشارة واضحة إنها قد أدركت أن نهايتها أصبحت قاب قوسين أو أدنى.
نقلا عن موقع “أصداء سودانية”
