د. أسامة محمد عبدالرحيم
* إزالة مصادر غذاء الأرضة، ويقابله كل ما يلي عمليات قطع خطوط الإمداد والاتصال للمليشيا المتمردة في اماكن تجمعاتهم او انتشارهم او حركتهم وأماكن التحشيد والتجمع والإركاب، ولعل هذا احد اهم العناصر (قطع خطوط الامداد) الذي يؤدي اذا ما نجح فيه الجيش الى تقصير امد الحرب والتحوّل من عمليات عسكرية إلى عمليات امنية لازالة جيوب العصابات والمجرمين والمتفلتين ومخالفي القانون وبالتالي القضاء على المليشيا المتمردة.
* منع تجمع الرطوبة واصلاح اي تسريبات رطبة في محيط تواجد الأرضة، ويقابله محاصرة المليشيا المتمردة في مواقع انفتاحها ومقرات قياداتها وعزلها عن السكان المحليين ما أمكن ذلك خاصة في مواقع حواضنها الاجتماعية.
* تهوية المكان وتحسين حركة الهواء حول اماكن تواجد الأرضة، ويقابله إحكام حركة قوات الجيش ونظام إمداده واتصالاته وحركة قيادته وسيطرته، كما ان الامر قد يشمل كل النشاط الاعلامي محليا ودولياً وكذلك النشاط السياسي والدبلوماسي في كافة المحافل بما ينشر الوعي ويدعم قضية البلاد ويحاصر نشاط المليشيا المتمردة ومن خلفه الرعاة والداعمين لها في الداخل والخارج، كذلك يتضمن ترتيبات القيادة السياسية والعسكرية في ادارة الدولة وتسيير دولاب العمل بشكل صحيح و مواكب.
* الحواجز الكيمائية حول اماكن تواجد الأرضة واستخدام طعوم كيمائية باستخدام المبيدات، ويقابله كافة العمليات القتالية التي يمكن يقوم بها الجيش ضد المليشيا المتمردة من تطويق وإحاطة وتلغيم وحرب إلكترونية والسيطرة بالقوات والسلاح.
* الرش المباشر لتجمعات الأرضة بالمبيدات، ويقابله كافة الأعمال القتالية للجيش من قصف مدفعي او جوي واشتباك بالنيران وما يتبع ذلك من عمليات برية وإنزال جوي، عمليات الإبرار النهري والمناورة بالقوات ومجموعات القوات الخاصة.
* استخدام الطرق الفيزيائية والمعالجات الحرارية لقتل الأرضة، ويقابله تحسين اداء الجيش نحو كثافة النيران والقوة التدميرية الكبيرة ودقة وجودة الاصابة.
* ازالة مستعمرات وأعشاش الأرضة ، ويقابل ذلك تدمير الجيش لمقرات ومراكز القيادة ومعسكرات المليشيا المتمردة.
* استخدام العوازل الكيميائية كوضع طبقة من الرمل او المعدن او حفر الخنادق لمنع وصول الارضة الى كثير من الاماكن، ويقابله كافة الاعمال التي تمثلها العمليات الهندسية والفنية (من قبل عناصر الهندسة) من تلغيم او نزع الالغام ومن تتريس او خنادق او فتح مسارات وخلافه.
كما أن لها مضار جمة وهي الغالبة ، نجد ان للأرضة كذلك فوائد تنحصر في تحليلها لبعض المواد العضوية، وتحسين التربة بتحسينها لتهويتها وقدرتها على الإمتصاص، كما تعتبر الأرضة مصدراً لغذاء بعض الحيوانات والطيور والزواحف مما يحقق التوازن البيئي، وبالمقارنة والمشابهة كذلك نجد ان المليشيا المتمردة وبما قامت به من أعمال وأفعال قد انتجت واقعاً مفيداً في المجتمع السوداني:
* هذا الاصطفاف والسند والدعم والتلاحم الكبير والوثيق بين الجيش والشعب، وهو امر كانت قد ضيعته الممارسات السالبة التي صاحبت أحداث ثورة ديسمبر وسقوط نظام الانقاذ ومعاداة قطاع كبير من الشعب السوداني للجيش.
* تمايز الصفوف وفضح نوايا وممارسات الكثيرين من الافراد والقيادات و القطاعات السياسية المدنية والعسكرية التي اصطفت وتراكمت الى جانب المليشيا وارتمت في احضان الأجنبي وتبنت اجندته وأهدافه على حساب كرامة الشعب وسيادة وامن وسلامة واستقرار البلاد.
إن من يحلمون بدور مستقبلي للمليشيا المتمردة في حياة السودانيين، أفراداً كانوا او جماعات، و أياً كان هذا الدور المنشود سياسياً او اجتماعياً او اقتصادياً او عسكرياً او امنياً، انما هم كمن يرضى بمشاركة الأرضة له مسكنه ومتجره مزرعته ومكتبه ومعيشته وسائر نشاط حياته، لتعمل فيه إفساداً وتخريباً.
إنّ المليشيا وبما كسبت ايديها قد ذهبت بعيداً بتأشيرة خروج بلا عودة من حياة السودان الآمن والمستقر. كما ان من يحبون ان تشيع فينا أرضة المليشيا وتنتشر، هم من ماتت قلوبهم وضمائرهم وتغذت عقولهم بالمرض وضلال الفكر كما عميت بصيرتهم وأظلمت أبصارهم، هم أنفسهم من يظنون بالجيش ظن السوء، عليهم دائرة السوء.
ختاماً نقول، لعلّ السودان وأهله ليسوا استثناءً من امر الله وسننه، فابتلاهم بهذه الحرب اللعينة تمحيصاً وتقويماً، عسى أن يرجعون إليه ، ونسأله تعالى ان يكون ذلك كله اختباراً وليس عقاباً محبةً منه على طريق المغفرة والأجر عوضاً جزيلاً في الدنيا والآخرة ووعياً بأمر ديننا ودنيانا لبناء غدٍ مشرق وزاهر.