المليشيا تجهز أسطول طائرات انتحارية في نيالا بدعم خارجي

الأحداث – وكالات
كشف تقرير صادر عن “معمل البحوث الإنسانية” بجامعة ييل الأمريكية عن استعدادات غير مسبوقة لمليشيا الدعم السريع في مدينة نيالا بجنوب دارفور، حيث رُصد أسطول ضخم من الطائرات المسيّرة الانتحارية ومنصات الإطلاق في محيط مطار المدينة.
ووفقًا للتقرير، الذي استند إلى صور أقمار صناعية حديثة التقطت صباح الاثنين، أظهر 43 طائرة مسيّرة لم تكن موجودة قبل ثلاثة أيام فقط، إلى جانب 36 منصة إطلاق، أي بزيادة 20 منصة عن العدد الموثق في 26 سبتمبر. ويعتبر هذا التصعيد الأكبر من نوعه منذ بدء الحرب في السودان في أبريل 2023.
ومن بين هذه الطائرات، حدّد خبراء ييل وجود 23 طائرة من طراز شاهد-136 أو ما يماثلها، تُعرف بالمسيرات الانتحارية أو “الكاميكاز”. يبلغ مدى هذه الطائرات بين 1500 و2500 كيلومتر، ما يجعل كامل الأراضي السودانية في مرمى ضرباتها، بل ويتيح لها نظريا الوصول إلى دول الجوار. وتتميّز بقدرتها على الاصطدام المباشر بالأهداف أو إسقاط ذخائر بوزن يتراوح بين 20 و50 كيلوجراما.
أما العشرون الأخرى، فهي أصغر حجما (1.5 × 2 متر) وظهرت بجوار منصات الإطلاق، لكن لم يُحدد نوعها بدقة بسبب محدودية وضوح الصور الفضائية.
وأشار التقرير إلى أدلة على تورط خارجي في دعم هذه الترسانة. ونقل عن ضابط استخبارات تابع للدعم السريع قوله لسكاي نيوز في 26 سبتمبر إن “الإمارات هي الداعم الرئيسي” للمليشيا، وأن العديد من الطائرات التي تهبط في نيالا تحمل أسلحة مصدرها الإمارات، بعضها يمر عبر مطار أمجرس في تشاد.
وأشار التقرير إلى أن شركة ADASI الإماراتية، التابعة لمجموعة “إيدج”، وقّعت في 2024 اتفاقًا مع شركة صينية لترخيص إنتاج طائرات انتحارية من طراز Sunflower-200، وهي نسخة مشابهة لطائرات شاهد الإيرانية.
ورأى التقرير أن الحشد الحالي من الطائرات الانتحارية يمثل تهديدًا مباشرا للمدنيين والبنية التحتية والمساعدات الإنسانية.
يذكر بأن الدعم السريع سبق أن استخدم هذه الطائرات في مايو الماضي لاستهداف بورتسودان، على بُعد 1600 كيلومتر من نيالا، كما شن مؤخرا هجوما على مسجد في الفاشر أسفر عن مقتل أكثر من 75 مدنيًا.
وخلص التقرير إلى أن قوات الدعم السريع تسعى إلى توسيع نطاق الحرب عبر إدخال السودان في مرحلة جديدة من النزاع المسلح باستخدام التكنولوجيا المتقدمة، مما يعمّق الكارثة الإنسانية المستمرة. وأكد أن ما يحدث ليس تطورا عسكريا فحسب، بل يمثل أيضا دليلاً على استمرار تدفق الدعم الخارجي، في إشارة مباشرة إلى الدور الإماراتي.


