المعونة الامريكية بين الشارع وتقدم

 

د.عبدالعظيم عوض

*لا أدري كيف حال ما يعرف بتنسيقية القوى الديمقراطية والمعروفة اختصارا ب (تقدم)، في هذا الحين الذي تأتيها فيه الضربات من كل اتجاه.

*فالمؤكد أن الهزائم المتلاحقة التي جعلت من ظهيرها العسكري مليشيا آل دقلو تترنح تحت الضربات الموجعة لجيشنا الباسل وأسود المشتركة والمستنفرين، هذه الهزائم قد دخلت عليهم ب( الساحق والماحق) وجعلتهم في تخبط من أمرهم ظهر أخيرا من خلال أنباء الانشقاقات والخلافات داخل بنية التنظيم الهشة اصلا .

*ثم أخيرا تاتيهم الضربة في العصب التمويلي الذي ياتيهم من عدة منظمات أهمها الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية التي قرر الرئيس ترامب فجأةً أمس الأول تعليق خدماتها لحين النظر في وضعها ومستقبلها .

*الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية المعروفة

باسمها الأشهر

USAID

تابعة لحكومة الولايات المتحدة الفيدرالية، ومسؤولة عن إدارة المساعدات الخارجية ، وكانت قد تاسست في العام 1961م في عهد الرئيس جون كينيدي.

*وعلى الرغم من أن هذه الوكالة مستقلة من الناحية الفنية ، إلا أنها تخضع لتوجيهات السياسة الخارجية لرئيس الولايات المتحدة الأمريكية ووزير خارجيته ومجلس الأمن القومي

وعلى طريقة الرئيس ترامب الصارخة أو المتهورة، قال للصحفيين أمس الأول حسب

CNN

حين سُئل عن مستقبل الوكالة :(لقد تمت إدارتها من قبل مجموعة من المجانين الراديكاليين وسنخرجهم ثم نتخذ قرارا).

*إذن الوكالة الأمريكية التي قامت من بين مطلوبات اخرى ،تحت فكرة تعزيز بناء الديمقراطية وتطويرها من خلال دعم المنظمات غير الحكومية ووسائل الإعلام المستقلة باتت الآن في كف العفريت ترامب الذي أقال اثنين من كبار مسؤوليها ومنح العشرات من موظفيها إجازات إجبارية.

*مع ذلك فهناك وجه خفي للوكالة يعلمه ترامب بالتأكيد ، وهو أختراق أنظمة الحكم في الدول الفقيرة بالتنسيق مع المخابرات الأمريكية بما يتسق مع المصالح الأمريكية في المنطقة ، لذلك فقد قوبل قرار ترامب بمنح اثنين من كبار المسؤولين الأمنيين في الوكالة إجازة إدارية قوبل بدهشة من جانب المراقبين ، ولم يجدوا له تفسيرا علي ضوء شعاره المعلن أمريكا أولاً

*وبالنسبة لنا في السودان بدأت معرفتنا بالمعونة الأمريكية، وهو اسم الدلع للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية على أيام الفريق عبود حين تبرعت بإنشاء شارع الضواحي والذي أطلق عليه شارع الشهيد طيار عبدالقادر الكدرو ، لكن كعادة السودانيين في إختيار الأسماء علي مزاجهم فقد أسموه شارع المعونة في إشارة للمنظمة المنشئة ، عوضا الاسم الحكومي المشار إليه وتلك خصلة سودانية متأصلة تقوم على النفور من كل ماهو حكومي ، خاصة أن قوى اليسار التي كان لها صيتٌ في تلك الأيام من ستينات القرن الماضي كانت رافضة لتدخل الامريكان في بناء الشارع وقادوا إثر ذلك حملاتٍ ضارية ضد نظام عبود واطلقوا إشاعة مفادها أن إنشاء الشارع ليس مجانيا كما يتراءي للناس ، بل هو نظير قيام أمريكا( الامبريالية ) بدفن نفايات كيميائية في الأراضي السودانية.

*وأتى علينا زمان نجد فيه أن احفاد وأبناء ذات القوى اليسارية المتدثرة بلحاف تقدم ،صارت تلهف وتلغف بلا هوادة من ذات المعونة الامريكية وهذه المرة( بالكاش كمان) عداً نقداً ولا شوارع ولا يحزنون .. لكن ترامب الصعب ، من الواضح انه تنبه لهذه الحيل فقرر الاطاحة بالوكالة التي ربما شعر بحسه التجاري انها مجرد مأكلة لعطالى السودان وغيره من الدول المقهورة فقرر ما قرر أخيرا.

*خلاصة الأمر أن القحاتة او جماعة تقدم ، باتوا الان في وضعٍ لا يحسدون عليه ، فالبرهان من خلفهم ، وترمب من أمامهم ، واللهم لا شماتة.

نقلا عن “أصداء سودانية”

Exit mobile version