المحبوب عبد السلام ومشروع تزوير الإسلام 1من2

د.أمين حسن عمر
إن كان الله سبحانه وتعالى قد صنع موسى عليه السلام على عينه وأعده لرسالته لبني إسرائيل والأميين من بعدهم، فإن المخابرات والمؤسسات السياسية في الولايات المتحدة الأمريكية ظلت منذ عدة قرون تصنع (مفكرين وناشطين ومخبرين ) على عينها لتحقيق مشروعها الحضاري الأكبر وهو مشروع تزوير الاسلام الذي تسميه واشنطون مشروع الإسلام المدني الديموقراطي..وقد نشرت مسودة المشروع الذي أعد أوراقه النهائية معهد راند في العاصمة واشنطون و معهد راند كما قد تعلمون هو مطبخ سياسات الدولة الأمريكية
ولربما يسأل السائل
كيف رأي معهد راند الإسلام الملائم لأمريكا والغرب والإجابة هو التقرير الذي أعلنه
• وأصدره بعنوان
Civil Democratic Islam: Partners, Resources and Strategies
والمقصود هو تقرير (الإسلام المدني الديمقراطي: الشركاء، الموارد، والاستراتيجيات) واقترحت راند أن الغرب (خصوصًا الولايات المتحدة) بحاجة إلى دعم (شركاء معتدلين) داخل المجتمعات الإسلامية: مفكرين، علماء دين (معتدلين)، مثقفين، ناشطين من تيارات (حداثية)، (نيوليبرالية، أو (عصرانية.
والهدف من ذلك معلوم و هو توفير بديل فكري ـ سياسي لـ ما وصفته راند بـ (الأصولية) أو (التطرف) أو تيار الإسلام السياسي أو الأخوان المسلمين ، بحيث تكون المجتمعات الإسلامية أكثر (انخراطًا في الديمقراطية الغربية)، و(الحداثة المعاصرة)، و(القيم الغربية المعاصرة)، مع الالتزام بشكل صوري من أشكال الدين يُعتقد أنه أقل تشددتا وخطرا على مصالح الغرب في عالم الإسلام .
وبمعنى آخر، ترى راند أن هناك (إسلامًا مدنيا) يمكن إختراعه ويكون قابلا لقبول القيم والهيمنة الغربية: يجمع بين هوية إسلامية (ويكون أقل تمسكا بالقيم التقليدية والتشدّد الإسلامي) كما يراه الغرب ،وينشيء كذلك قيما للدولة و النظام الديمقراطي،و الحقوق الفردية، وأسلوب الحياة غربي الطابع، و يقيم علاقات إيجابية مع النظام الدولي المهيمن وبحيث يصبح هذا الإسلام (المعتدل) أداة لتقليل التطرف والعداء للغرب والقبول بأمر واقع هو واقع علو القيم والمصالح الغربية وإنصياع عالم الإسلام لها، ، ويكون عاقبة هذه الإستكانة صنع الاستقرار المطلوب لترويج التجارة والمصالح الغربية ، وربما إدماج المجتمعات الإسلامية في العالم المعاصر الذي كتب الغرب نهاية التاريخ فيه على الوجه الذي يريد.
وفي المرحلة التالية (بعد 2003)، أصدرت راند تقريرا آخر Building Moderate Muslim Networks (بناء شبكات مسلمة معتدلة)، دعت فيه إلى «بناء ودعم شبكات» من هؤلاء المسلمين المعتدلين
من خلال مؤسسات مدنية، وحركات اجتماعية ومنظمات غير حكومية، و ناشطين شباب، ودعاة معتدلين، ذوي فكر ليبرالي عصراني
لكي يكون لهم حضور أوسع في المجتمعات الإسلامية.
ومعهد راند بذلك لا يرى أن الدين على الوجه الذي تصنعه مصانعهم عائقا أمام الديمقراطية أو الحداثة، ربما يغدو بشيء من التحوير والتزوير عنصرا قابلا (التعديل) أو (للتكيّف) مع متطلبات الدولة المدنية على الوجه الذي يراه الغرب وأمريكا محققا لمصالحها الحيوية في العالم الإسلامي و لكن شرط النجاح هو أن يتم تكوين و دعم تيارات معينة (ليبرالية/حداثية/إسلامية متحولة) ومحاولة إضعاف وتقليل نفوذ التيارات التي تعتبرأصولية أو إخوانية متشددة .
وربما الآن يصبح موضوع قحت وتقدم وصمود وتأسيس والمحبوب عبد السلام مفهوما فهولاء جميعا إنطبقت عليهم المواصفات لبناء مشروع معهد راند لتحوير وتزوير الإسلام وضمان إنصياعه وإذعانه وخضوعه وخنوعه، وفي ضوء المشروع الراندوي تستطيع أن تفهم حقيقة حملتهم على الإخوان والكيزان ودعاة الإسلام الحقيقي المستعصي على التأويل الغربي الذي يريد صنع إسلامه الخاص المعلب، الملائم ويريد صنعه على عينه ليكون في وفاء الكلب لسيده. أما صاحبنا المحبوب فقد حجزوا له مقعدا صغيرا متأخرا في مجلس يقعد في صفه الإمامي شحروريون وجمهوريون ومداخلة كثير ،ولسوف نناقش بإذن الله بشيء من تفصيل ممل غير مخل، مشروع المحبوب النقدي الحداثي الذي جعل أبعد همه وغاية علمه وفهمه هو مهاجمة ما يسميه بالإسلام السياسي. فما هو الإسلام السياسي وماذا يكره منه وفيه المحبوب بن عبد السلام بعد أن سلخ أربعة عقود من عمره يستظل بظله ويزدرد من ملحه وملاحه وأُكله، ثم نحاول من بعد، أن نصل العلاقة بين مشروع المحبوب وأصحابه القحتيين التقدميين التأسيسيين ومشروع الإسلام المدني الديموقراطي كما وضع ملامحه معهد راند وسارت على خطاه الكاتبة المأجورة د.شيريل بينارد حرم السفير الأفغاني المتحول عن رهطه، زلماي خليل سفير أمريكا الأسبق ومبعوثه لأفغانستان وثلة أخرى من الكتاب العرب والأفرنج الممولين بسخاء الكفلاء من ومن عجب أن الممول السخي للفكر وللإعلام وللناشطين وللحرب في عالمنا هذا، هو ذات المركز الإستخباري وأطرافه الإقليمية المعلومة لكل مستعلم إلا لمن في فيه ماء كثير.



