الصين وإفريقيا تتقدمان معًا نحو التحديث

هارد برنينق

نظرًا لأن الصين وإفريقيا تمثلان حوالي ثلث سكان العالم، فإنه “بدون التحديث، لن يكون هناك تحديث عالمي”، قال الرئيس شي جين بينغ في كلمته الافتتاحية في القمة التي انعقدت في بكين هذا الشهر حول التعاون الصيني الإفريقي. وقد شدد في خطابه على أن العلاقة بين الصين وإفريقيا تتجاوز الزمان والمكان، وتربطها جبال شاهقة ومحيطات شاسعة، وتمر عبر أجيال متعددة.

إن العلاقات بين الصين وإفريقيا تعود إلى ما قبل القرن الخامس عشر، وقد كانت العلاقات التجارية بين القارتين قديمة. على عكس الدول الأوروبية، لم تستعمر الصين أو تغزو أي بلد إفريقي. على مدار السنوات الاستعمارية الأوروبية في إفريقيا، والتي بدأت في أواخر القرن التاسع عشر بظهور “هجمة إفريقيا” في سياق الثورة الصناعية الثانية في أوروبا، وقبلها منحت الولايات المتحدة الحبشة (إثيوبيا) استقلالها، ومنحتها سيادة على جزء من إيطاليا الفاشية.

بعد استقلال جمهورية الصين الشعبية في عام 1949، ودعمها النشط للنضال الإفريقي من أجل الاستقلال من الإمبريالية الأوروبية، قويت العلاقات بين الصين وإفريقيا. واحدة من أبرز اللحظات في هذه العلاقة كان دعم الصين لبناء مشروع “تيزانرا” للسكك الحديدية بين تنزانيا وزامبيا، والذي تم بواسطة عمال صينيين وأفارقة بين عامي 1970 و 1975. هذا المشروع كان رمزًا للتضامن بين الصين وإفريقيا.

في خطابه، أكد الرئيس شي على أن روح الأمة الصينية تدعم إفريقيا حتى يومنا هذا، مشيرًا إلى أن عام 2000 كان معلما تاريخيا للعلاقات الصينية الإفريقية مع إنشاء منتدى التعاون الصيني الإفريقي (FOCAC). وأكد شي على أن التعاون بين الجانبين هو اليوم في أفضل حالاته على الإطلاق.

وشمل المنتدى لهذا العام علاقات جديدة بين الصين والدول الإفريقية التي تتحدث اللغة البرتغالية، بما في ذلك غينيا بيساو، وموزمبيق، وساو تومي، وأنغولا وغيرها. كما أشار المنتدى إلى أن هذه الدول الإفريقية تتشارك في علاقات تجارية قوية مع الصين، وتستمر في تعزيز التعاون المشترك في مجالات مختلفة مثل التجارة والبنية التحتية.

تعتبر أنغولا اليوم واحدة من أهم الشركاء التجاريين للصين في إفريقيا، ويلعب التعاون الصيني الإفريقي دورًا أساسيًا في تعزيز التنمية المستدامة في إفريقيا، وخلق فرص جديدة للاستثمار والتجارة.

فيما يتعلق بالعلاقات الثقافية، أوضح المقال أن الصين وإفريقيا تشتركان في العديد من القيم الفلسفية، بما في ذلك مفهوم العلاقات الإنسانية والانسجام المجتمعي، وهو مفهوم مركزي في الثقافتين.

تختتم المقالة بتأكيد أهمية الاستمرار في تعزيز التعاون بين الصين وإفريقيا لبناء مستقبل مشترك يعتمد على التحديث والازدهار المتبادل.

Exit mobile version