الدور الأمريكي في الحرب الأهلية بالسودان !!

منتصر إبراهيم

 

يضع الجميع رھانات كبيرة على الدور السحري لأمريكا في إيقاف الحرب الأهلية في السودان، وكأنھا تملك مفاتيح الحل ھكذا بفركة أصبع!!

تتركز الأعين بحماسة على التعليقات المبثوثة بعناية ودقة من المسؤولين الأمريكان، وھم كْثر المعنيين بالشأن السوداني (السفير  ومسؤولة إيھ كدة ماتعرف للقرن الأفريقي مولي فيلي ومن بعدھا المبعوث الخاص توم بيريلو  …إلخ)، ولكن ألم يحن الأوان بعد لتفعيل موضوع الدور الأمريكي عبر صيغة أخرى أكثر واقعية وذات صلة مباشرة بوقائع الحرب الأهلية في السودان عبر السؤال المحوري والجاد جداً؛ وھو:

ماھو أثر الانتشار الملحوظ والكبير للسلاح الأمريكي على جوانب أطراف الحرب الأهلية في السودان، على إطالة أمد الحرب ومعاناة السودانيين؟!!!

كانت الدعاية العتيقة والرنانة، قبل اندلاع الحرب، كان موضوع تلقي قوات الدعم السريع الدعم التقني والتدريب من جماعة فاغنر الروسية؛ وطبعاً ھذه القضية التي استخدمت على سبيل الدعاية السوداء، أو بغرض التلاعب بالحقائق؛ تحمل في طياتها نوعاً من إبعاد حقائق أخرى؛ بعضها الآن واضح تماماً؛ وھو أن الدعم السريع يتسلح  بطيف واسع من الأسلحة الأمريكية من الرشاشات والمدافع وليست الأسلحة الروسية الصُنع؛ وھنا نذكر الرشاش M16 الذي شكل فارقاً كبيراً في ھذھ الحرب والمنتشر على نطاق واسع وملحوظ !

كما وأن الجيش السوداني، أظھر قدرات تسلحه من الرشاشات بيد منسوبي جھاز الأمن والمخابرات وھي أسلحة أمريكية ظھرت قبل فترة  تحت دعاية “الجديد وصل”!!!

راقب وتابع المقاطع المبثوثة من الأطراف

الحركات المسلحة في دارفور،  أنظر إلى استعراضات أسلحتھا ستجد النكھة الأمريكية وذات الطرازات المتنوعة من الأسلحة لدى الأطراف الأخرى؛ فھل احتكرت شركات السلاح الأمريكية السوق في دارفور بعد قرار حظر تدفق السلاح إلى الإقليم، بكل تأكيد المنتشر الآن ھناك ھي ليست أسلحة صينية أو سودانية مصنعة بمصنع جياد؟!!!

أعتقد أن ملف سباق التسلح ومصدر تدفقات  السلاح، ومصادر تھريب أو توريد السلاح ھو المدخل المناسب للبحث عن فرص إيقاف الحرب؛ ولكن من يجرؤ ؟!!!

الآن ھو الوقت المناسب:

مع ھذھ القضية سنختبر معرفة تماماً، عن كواليس وتقاطعات مراكز القوى المسيطرة واللاعبين: ھل ھناك مجتمع مدني حقيقي؟!

ھل تجرؤ ما تسمى بالقوى المدنية وعلى رأسھا حمدوك أن يتبنوا ھذھ القضية صراحة في كل المحافل؛ ليس معاداة أمريكا أو حشد العداء ضدھا، إطلاقاً لا أعني ذلك؛ بل بإنزال سؤال التسلح والسلاح الأمريكي المنتشر في سياقھ الموضوعي!!!

أضف إلى ذلك اعتقد أنھ براغماتياً ومن حيث التوقيت فإن الرأي العام الدولي “الأحرار والمعادين للحروب”  سيتفاعل مع ھذھ القضية خصوصاً مع جرائم غزة وإخفاق إدارة بايدن !!

طبعاً الفھم التقليدي، في التفكير حول ھذا الأمر  يعتقد البعض أن دور المجتمع المدني ھو من يتولى إثارة ھذھ القضية _ قضية تدفقات السلاح المغذية للحرب الأھلية في السودان؛ ولكن للأسف ليس ھناك مجتمع مدني بالمعنى الذي يجب أن يكونه فعلاً، بل ھي  جماعات من أصحاب المنفعة من من تلقي لھم  شركات السلاح ووكلائھا من فتات كتمويل لأنشطتھا الزائفة أو الفارغة من أي محتوى سوى تربية مزيد من القطيع الفاسدين مستقبلاً والمحتالين الذين يسخرون كل أمنياتھم في الحصول على تمويل _ تمويل _  وھي في الواقع لا تزيد عن عائد ليلة مقامرة واحدة للوردات شركات الأسلحة في كازينو في لاس فيغاس؟!

وأظن أن ذلك واضحاً الآن، فتقدم بلا تقدم يذكر في باريس ومن خلال المؤتمر الذي انعقد ھناك لم تطرح ھذھ القضية على طاولة النقاش الدولي وكانت المناسبة تستوجب وتستحق؛ فالمنبر كان أول اهتمام دولي مباشر بعد مرور عام على الحرب الأهلية وتدخل عامھا الثاني وھي تنذر بالاتساع والاستمرار لأعوام لاحقات ھل فات عليھا حقاً أم لم تجرؤ  وھي تظن أن الناس يتقاتلون بالعكاكيز والعصي!!!

ھل ستموّل ال USAID ورشة عمل أو برنامج يبحث حول قضية الأسلحة وانتشارھا في السودان _ أنواع الأسلحة ومصدر صناعتھا وطرق دخولھا أو تھريبھا …الخ.

يو إس إيد  لأنھا أكبر  منافذ تمويل المجتمع المدني في السودان   تولت مسألة تمويل الكثير من برامج الفترة الانتقالية؛ وھنا نذكر استديو لقمان أحمد في تلفزيون السودان؛ فھل فات عليھا تمويل أنشطة تبحث عن أو تحذر من خطر انتشار السلاح في السودان بالشكل الذي ظھر الآن؛ حسناً فليتولى لقمان أحمد ذلك، بإثارة القضية في حوارات على نطاق واسع مع الفاعلين في أمريكا من السودانيين والأمريكان؛ فليكن بذات الطريقة المملة التي كان يدير بھا برنامجه الحواري قبل الحرب!!!!

بالمناسبة الملاسنات بين الفريق كباشي والإسلاميين حول قانون المقاومة الشعبية؛ تُخفي ورائها تقاطعات مصالح  حول سباق التسلُح بكل تأكيد قضية صفقات السلاح واحدة منھا حينما يرفع الكباشي اصبعه عالياً مافي سلاح خارج مظلة القوات المسلحة؛ ماذا يعني ذلك؟!!! ذلك يعني أن  منطق العرض والطلب دائر في ھذا المجال، ولا يخفى على أحد تعقد شبكات مصالح الإسلاميين داخلياً وخارجياً، وقدرتھم على الاستقلال بذاتھم وھنا ينطرح موضوع السلاح التركي؛ أو أن ھناك سمسار ما يريد الدخول في صفقة توريد مما سبب في تعكير الجو بين رفقاء السلاح في الجبھة الواحدة!!!

طبعاً ظھور روسيا الرسمية في مسرح الأحداث إلى جانب الجيش السوداني، سيظھر في شكل سباق تفوّق نوع السلاح في الميدان وھي أصل المنافسة الدولية في ظروف الحروب الأهلية، فھل تكتفي روسيا بخروج السوخوي فخر أسطولھا من سلاح الجو على مر التاريخ بسبب إسقاطھا بمضادات طيران قوات الدعم السريع؛ أم ستمد الجيش ببديل لھا!؟.

 

موضوع خطاب الكراهية  حنك ميت ما بوقف الحرب دي ولا حاجة؛ لذا يستوجب الضرب عميقاً، ھنااااك.

 

*يظھر في الصورة الدبلوماسي الأمريكي الراحل روجر ونتر الذي خدم بلادھ بتفاني  لعشرات السنوات بدعم المتمردين في جنوب السودان بالسلاح والتدريب وھو يلقي بالتوجيھات لمني مناوي في بداية ترقي سلم التمرد في جنوب السودان!!!

 

Exit mobile version