الدرامي أحمد رضا دهيب: نحن من اكتوينا بالحرب والسياسي يصرخ من الخارج

الدرامي الممثل الكاتب والمخرج أحمد رضا دهيب يطل على جمهوره بقفشات وتسجيلات على صفحته بالفيس بوك مقدما الطرفه اللاذعة، لم يقعده المرض وظل مرابطا بداره حتى توفاه الاجل صباح الخميس، (الأحداث) تعيد معه حوار الحرب والفقد.
حوار – ماجدة حسن
* كيف تري حركة الفنون في الولايات؟
كانت الخرطوم العاصمة الفنية من ناحية الدراما والغناء او هي عاصمة الفنون السودانية كانت الإشعاع والتقابة، حتى انك تجد الفنانين من كل الولايات متواجدين بالعاصمة لإيصال فنونهم للناس من خلال العاصمة القومية للفن ولم نكن نظن أو نعتقد بعد مأساة توقف الفنون قبل الحرب
* هل ترى أن حركة الفنون كانت متوقفة اصلا قبل الحرب؟
نعم.. كانت متضأئله على مر العهود خاصة في سنتين العهد المدني وماتلاه من مشاكل معقدة لايوجد اهتمام بالفنون او المسرح وعود كثيرة بأن ينصلح حال المسرح كبنيه من العهد السابق إلى اللاحق، المياه تدخل بدروم مبني المسرح القومي والمسرح مهدد تأتي لجنة تنظر في الأمر وتعمل مخطط وينتهي الأمر علي ذلك.
* ولكن كانت هناك كثيرا من الأعمال حتى في الفترة التي ذكرت؟
الناس كانت تقدم عروضها الفنية بمجهودها الفردي رمضان السابق الذي حدثت فيه الحرب اللعينة كان فيه حركة ضخمة من الشباب في الدراما حتى قدمت اكثر من ثمانية مسلسلات على الميديا وعلى الشاشات بمجهودات فردية.
* وعلى مستوي المسرح؟
العمل المسرحي مكلف وصعب ويحتاج إلى اعلان كثير، الجهود فيه أقل كنا نشعر بالمأساة لان المرحلة الانتقالية ليست لديها نظرة للفنون، كنا نسمع في السابق أن الجهود المالية كلها تتجه إلى دارفور ومناطق الحروب لكن حتى بعد اتفاقية السلام لايوجد ميزانية للمسرح القومي ولا للتلفزيون.
* كانت لديك أعمال جديدة أيضا؟
بمجهود كبير استطعت تقديم مسلسلين في هذه الفترة (زينب معين لاينضب) من تأليفي وإخراجي وشاركت في البطولة كنا نشعر بأننا في مأساة ولكن جاءت المأساة الكبري في 15 ابريل
لو كانت يوم واحد ابريل لقلنا انها كذبة ظننا انها ستتوقف وان العقل سيعمل
ولكن لم تتوقف وصبرنا ولما ضاق الصبر ونفدت المؤن المعيشية لأغلب المبدعين ذهبوا للولايات الآمنه، كان شيطان الفن بداخلهم يتململ وحركوا الولايات وقدموا أعمال فكانت عطبره عاصمة للفنون وكذلك مدني د. علي سعيد قدم مهرجان المسرح دي قوة وصلابة الدراميين السودانيين.
* كيف تري الفنون في هذه المرحلة
من محاسن الكارثة أن جمعت المبدعين في مراكز الإيواء مع بعضهم الرشيد احمد عيسى وعبدالواحد عبدالله وعزالدين كوجاك أمير الدراميين بمدني وغيرهم مدني قدمت موقف مشرف إيواء وتسهيلات وكان الفن الدرامي يبث الطمأنينة بأن مأساة الخرطوم ستزول
من محاسن الكارثة انتقلت العاصمة الإبداعية إلى الولايات لأول مرة انتفض الإبداع وتزينت الأندية والمدارس والمسرح والمنتزهات كنا نشعر بنوع من الارتياح النسبي أصعب شئ على الفنان ان يهجر مهنته.
* هل النزوح يولد الإبداع؟
زخم الحزن أشعل ثورة الإبداع الإضافية وقدموا مايستطيعون تقديمه وهناك من يكتب، انا كتبت بعد أن اقعدني المرض كما أن النزوح ضد تركيبتي فبقيت وحاولت ان ابدع في صفحتي وادخل الابتسامه في نفوس أصدقائي
* نشاطك في الميديا متواصل؟
اللجوء إلى الميديا أسهل واجمل، تخيل ثمانية ايام بلا كهرباء ولا ماء والعلاقة بالعالم انقطاع تام وأصوات الدانات تهز الارجاء حزن ومعاناة وضيق في العيش وقسوة مستمرة، حتى من قدموا عروض ليس هناك من يدفع لهم جرح لن يندمل سيكون نازفا حتى بعد وقف الحرب
* من أو ماذا افقدتك الحرب؟
من ناحية الفقد فقدنا بعضنا اولا ومازال الحال حتى الآن فقدنا انسنا وتفاكرنا ، الدرامي السوداني اثبت انه قوي وصاحب عزيمة عمل في الداخل والخارج فقدناهم لكنهم يعملون متفرقين لكن مجتمعين مع الجمهور
فقد الأرواح فقدنا الاستاذ ماجد سليمان وهو صديق كل الدراميين زوج زميلتنا هند زمراوي، فقدنا كابوس بطل(سكة ضياع) محبوب الشباب، فقدنا زوجة الاستاذ الرشيد أحمد عيسى فقدنا عباس عوض جبريل فنان درامي مات متفجرا بدانه.
فقدنا من ذهبوا إلى الخارج، الكندي الامين، غادر إلى قطر
* هل كانت حرب الخرطوم ضمن توقعاتك؟
لم نتخيل أن تقوم حرب في الخرطوم فهي مجتمع مترابط ومتصالح لكن رب ضارة نافعه اعتقد هناك أفكار وأساليب جديدة قاتل الله السياسة التي كشفت عن وجهها القبيح، لم تقدم السياسة لنا الكثير والحروب في السودان كانت بعيدة عن العاصمة وتذوقنا مرارتها الان أهل العاصمة شعروا بكل تلك المآسي لأول مره أشعر بالخوف الحقيقي في هذه الحرب ليس خوف الموت ولكن خوف الفقد الرعب يلف روحي رغم التماسك اخاف أن اسمع خبر الحرب خضناها نحن هم يصرخون ويصرخون من الخارج ونحن من اكتوينا بها.