الحياة في نيالا.. هنا الموت يعني مغادرة المعاناة

تقرير – الأحداث

كثير من الأخبار التي ترد من مناطق تسيطر عليها مليشيا الدعم السريع وتفرض قوانينها عليها وتتحكم فيها أخبار متضاربة يصعب البناء عليها ولا تعرف ما إذا كانت صادرة عن أشخاص حقيقيين لهم مصادرهم أم من غرف اعلام المليشيا التي تجتهد لتمرير الأخبار الكاذبة وتنفيها بعد ان يرددها الاعلام السوداني وهو امر اعتادته المليشيا واعتمدته طوال فترة الحرب اذ تخرج اخبار عن خلافات قبلية وعن اغتيال شخصية قيادية وعن دخول الجيش لمنطقة لم يدخلها كلها أمور باتت معروفة في تناول غرف اعلام المليشيا للشائعات واعادة تدويرها.. والغريب أن المليشيا لم تغير حتى الان أسلوبها في تصدير الشائعة وانتظار دورانها لنفيها وما جعل الأمر معقداً صعوبة الوصول للمعلومة في مدن مثل نيالا أو الضعين وكتم وزالنجي والجنينة والفاشر وبابنوسة الان.. هناك تقارير صدرت عن بعض المنظمات لكنها في الغالب تتحدث بصورة عامة عن الاوضاع ولا تنقل نبض يوميات الناس هناك.. اخر تقرير تحدث عن بابنوسة مثلاً أشار لاحتجاز حوالي مائة أسرة بتهم انتماء ذويهم للجيش وتعرضت ههذ الأسر وفقاً لشبكة أطباء السودان لانتهاكات وفظائع طالت النساء والأطفال مع تحقيقات مستمرة لمعرفة مكان وجود ذويهم كما أن المليشيا اعتقلت أسر أخرى من أجل الحصول على أموال مقابل اطلاق سراحهم، وكان هذا لافتاً لان المجموعات السكانية هناك في أغلبها من اثنيات حواضن المليشيا ولان الوصول والحصول على معلومات ترسم بعضاً من ملامح ما يحدث في نيالا ومحيطها وفي المدن التي سيطرت عليها المليشيا استنطقت احد المقيمين هناك عبر الميديا والمراسلات التي استمرت معها خلال العام الاخير يقول ولنطلق عليه عماد حفاظاً على سلامته وامن اسرته الموجودة هناك يقول (ساءت الأمور الان بصورة كبيرة واصبحت الحياة صعبة جدا في نيالا وفي محيطها لان الشك الان مجرد الشك يجعلك تحت نيران المليشيا) وأضاف (العام الماضي وما قبله كانت الأمور أفضل هناك شاحنات تصل من مناطق عديدة من الوسط والخرطوم تحمل كل شيء من المواد الغذائية إلى الادوات المنزلية والاجهزة الكهربائية والسيارات كل شيء يباع باسعار زهيدة في الأسواق هنا وصدق أو لا تصدق أن أسعار الطماطم كانت أغلى من غسالة فل اتوماتيك)، وتابع ( مع الوقت تغير كل شيء وأصبحت الحياة صعبة جدا اذ لاتوجد خدمات ولا موارد للسكان ولا اشغال يعتد بها توقفت المؤسسات والرواتب واصبح الجميع نهباً للسوق وبيع المنهوبات والبترول والتهريب ومن لم يجد عملاً بين ثنايا هذه الاشغال اكتفى بالهوامش ) وقال (الان حتى العساكر الذين كانوا هنا خلال السنتين اختفوا لا اعلم إلى اين ذهبوا وتم استبدالهم بعساكر من دول الجوار هم من يسيطر الان على المدينة وهم من يفرض على الناس الاتاوات ويسرقهم علناً هنا السرقة علناً في الفاشر وتحت اشراف الشرطة او ما يسمي باسمها و الخاضعة بالكامل لهؤلاء المرتزقة) وعن حكومة تأسيس قال لا اعلم اين هم واعتقد انهم يخشون على انفسهم لم نشاهدهم الا في الايام الاولى واختفوا ولا اعتقد انهم يملكون سلطة مع هؤلاء الغزاة الذين بسطوا سيطرتهم على المدينة وهناك مناطق لايسمح لاي مواطن دخولها بل لايسمح حتى لقوات تابعة للمليشيا دخولها وهي مناطق ظل الجيش يضربها باستمرار) واضاف ( كل السلع تحت ادارتهم وهم من يتحكم فيها ولا تستطيع حتى ابداء راي لان الرد سيكون بقتلك وهذا يحدث عادي وكل يوم هم ينتزعون زوجتك ويزوجونها لاحد افرادهم في اليوم نفسه ولا احد يستطيع ان يرفض او يجادل حتى ابناء نيالا المنخرطين في صفوف المليشيا لا يستطيعون ابداء الراي والا قتلوا او زج بهم في السجون) وتابع (نحن نخرج إلى القرى المجاورة بتصريح ونعود بتصريح وندفع اموال فقط لنتجنب القتل والسجن الوضع قاس جداً ومن المعتاد ان تشاهد المرتزقة من اوروبا وغيرها يتجولون بمصفحات في المدينة لا احد يستطيع ان يسألهم ولا حتى جنود وضباط المليشيا هؤلاء هم سكان المناطق التي يمنع دخولها والوصول لها) وتابع ( الان المدينة تعاني اشكالات وقود حادة لم تعانيها طوال فترة الحرب لا يوجد وقود ما جمد الحياة وصنع اشكالات في كل مناحيها اذ تعثرت الخدمات وقلت الحركة ووصل جالون البنزين مثلاً إلى مبلغ خيالي وزاد تعثر الوقود من حالة الفوضى) وعن العملات المستخدمة قال (الاموال السودانية هي الاكثر انتشاراً بالاضافة الى الدولار ) وختم (هذه سلطة الخوف والرعب هنا لا أمان لاحد .. غادرت وبقيت شهور في إحدى قرى نيالا الحال هو نفسه لا توجد خدمات لا مستشفيات ولا صحة ولا علاج ولا أمان ولا عمل هنا الموت يعني أن تغادر معاناتك).

Exit mobile version