الحرب في السودان… غزو خارجي لنهب الموارد وتهجير الشعب

د/اميرة كمال مصطفى

يعيش السودان وجعٌ عميقٌ في صدور أبنائه وجعٌ لم يأتِ من داخلنا وحده، بل هو نتيجة لتآمرٍ وخطةٍ محكمة تستهدف ثرواتنا وأمن شعبنا ووجودنا على هذه الأرض المباركة. ليست هذه مجرد حرب داخلية بل محاولة منظّمة لغزوٍ يُراد له أن يُسلبنا مواردنا ويهجرنا عن مدننا وقرانا ويطوي تاريخ أجيالنا. والمؤسف ان يأتيه الغدر من دول بناها واسسها بعقول ابنائه
من سرق تاريخ السودان لا يتورّع عن استباحة أرواح أبنائه؛ ومن يريد السيطرة على ثرواتنا لا يهمّه كم سيقع من دماء بشر طالما أن أهدافه الاقتصادية والسياسية تتحقق. هذه حقيقة قاسية يجب أن تُقال بصوتٍ عالٍ: ما يحدث في بلدنا ليس نزاعًا عاديًا إنه مخططٌ يمتد خطوطه إلى الخارج، وتستغله قوى تسعى لإضعافنا وتقسيمنا لنهب خيراتنا.
لكنّ الردّ من أبناء السودان يجب أن يكون أعظم: ردٌّ مبني على العزيمة والوحدة والكرامة. الدفاع عن الأرض والعرض والمكتسبات ليس فقط واجبًا أخلاقيًا، بل هو شرط البقاء كأمة حرة كريمة. وكيف ندافع؟ بالإيمان بأننا شعبٌ واحد، وجيش واحد وبالانضباط والوعي، وبتوحيد الصفوف بين المدنيين، والمقاومة الشعبية السلمية، والمؤسسات الوطنية والقوى الوطنيه السياسيه والوحدات التي تحمي الوطن وفق القانون والنظام.
دعوة للوحدة والضمّ
يا شعب السودان: لن يكسرنا التمزق الداخلي ولا المؤامرات الخارجية إذا تجمّعنا. الوحدة ليست شعارًا بل منهج عمل: توحيد الفصائل الوطنية، تحييد المدنيين، وحماية المؤسسات الصحية والتعليمية والاقتصادية من أن تكون ساحةً للصراع أو أداةً لنهب الموارد.
الدفاع عن الأرض بما نستطيع
الدفاع المشرف عن الوطن يتخذ أشكالًا عدّة: تماسك المجتمع، تنظيم اللجان المحلية للدعم الإنساني، حماية المرافق الحيوية وتقديم الدعم اللوجستي والتمويني او المادى والنفسى للمتضررين. يجب على الجميع أن يسهم بما يملك،
بدمه أو بماله أو بوقته لكن بما لا يُخالف القانون الدولي والإنساني.
المقاومة الشعبية: عزيمة بلا كراهية
المقاومة الحقيقية ليست كراهيةً ولا انتقامًا بلا حدود؛ إنها صمودٌ وإبداع. وثّقوا الانتهاكات رصدوا الجرائم، أبلغوا المنظمات الإنسانية والحقوقية، واصنعوا سردًا عالميًا لحقيقتنا يُفشل روايات المعتدين. التضامن المدني والدولي يمكن أن يكون سلاحًا أقوى من السلاح المادي حين يُستخدم بحكمة.
حماية المكتسبات وحفظ الكرامة
حماية ثرواتنا ومؤسساتنا يعني الحفاظ على المستقبل: الأرض، النفط، الموارد الطبيعية، التراث الثقافي، والحقوق المدنية. لا نسمح للتحالفات الخارجية أن تتحكم في ثرواتنا أو تعيد تشكيلنا .
الكرامة تقودنا لأن نطالب بالعدالة والمساءلة عبر القنوات الدولية والمحاكم المختصة، ولا نقبل أن يصبح وطننا سوقًا لنهبٍ لا يرحم.
نداء إلى الشباب والنساء والمثقفين والقوات الوطنية
يا شباب السودان.. يا نساء السودان.. يا مثقفيه.. يا جيشه الوطني: عليكم دور تاريخي ومقدّس. الشباب حامل الطاقه والعزيمه الحقيقية والنساء هن قلب المجتمع والحافظة للهوية. والمثقفون مطالبون بصياغة خطاب عقلاني وقوي يواكب الغضب ويصونه والقوات الوطنية سندنا وتاج راسنا وهم قادتنا
الى طريق النصر: وعلينا جميعا التضامن داخلي وللضغط الدولي.
الطريق ليس سهلاً، لكنه ممكن: توثيق الجرائم، تعبئة المجتمع المدني الضغط على الحكومات والهيئات الدولية واستثمار كل قناة دبلوماسية لإنهاء التدخلات الخارجية. لن ندع العالم ينسى معاناتنا؛ سنجعل صوت السودان أعلى، وسنطالب بالتحقيق والمحاسبة ومنع نهب مواردنا.
خلاصة: السودان أولًا و الكرامة قبل كل شيء
هذا الوطن قضى عمرًا يبني حضارته ويصون إنسانيته. لن نسمح لأحد أن ينقص من حقنا في العيش الكريم. الدفاع عن الأرض والعرض والمكتسبات قد يأخذ أشكالًا متعددة لكن جوهره واحد: الوحدة، الحزم، الكرامة، والالتزام بالطرق المشروعة لحماية شعبنا ومستقبل أطفالنا. فلننهض جميعًا، صفًا واحدًا، لنحمِ السودان ونصنع غدًا تفتخر به الأجيال القادمة.
حفظكم الله ورعاكم

Exit mobile version