الجيش والنهود

راشد عبد الرحيم
استمعت لمقطع للرجل الفاضل الدكتور الدرديري محمد أحمد و هو يتحدث بأسى نشاركه فيه جميعاً عن سقوط مدينة النهود في يد مليشيا آل دقلو المتمردة .
سرد الدكتور شيئاً من التاريخ الزاخر لدار حمر و مدينة النهود و من ضمن حديثه أشار للمعلومات المبذولة عن إستهداف التمرد للمدينة قبل عدة أيام من مهاجمتها و أشار لدخولهم المدينة من خلال أقوى نقطة فيها و هي الحامية العسكرية و طالب بإيضاحات عن سبب النفاذ من أكثر نقطة حصينة و عن تجاهل ما ورد عن الحشد و عن الخونة .
كما طالب الدكتور الدرديري باستعادة المدينة خلال أيام أو أسابيع.
هذا لعمري حشد للرأي العام يشكل ضغطاً كبيراً على القوات المسلحة من شخصية مهمة وهو ضغط الإستجابة له لا يمكن أن تكون إلا بكشف خطط وتحركات الجيش .
القوات المسلحة وكما ذكر تمكنت من إرجاع كل المناطق التي احتلها التمرد من المصفاة شمالا و إلى جبل موية و سنجة جنوبا و لم يتم ذلك بعد أيام وإنما بعد شهور وبعد أن اكتملت الخطط والتجهيزات .
في أواخر عهد حكومة مايو استدعت القيادة العامة (لاحظ القيادة العامة) محرراً و مسؤولاً في صحيفة يومية و استفسرته عن نشر خبر عن إحتفال (رقيب) و ليس قيادي في الجيش بختان أنجاله و ليس عن معركة و حذرته من نشر أي خبر عن الجيش و منسوبيه دون إذن و موافقة القوات المسلحة.
اليوم أخبار القوات المسلحة و التحركات الميدانية بل و الخطط و التجهيزات تجدها في كافة الوسائط .
منها هذا الخبر (القيادة العامة تعتمد الدبة كنقطة ارتكاز لوجستية متقدمة)، و هذا (إقامة المليشيا الإرهابية في الخوي والنهود لن تطول سيتواصل الطوفان غرباً نحو بروش وأم كدادة والكومة وصولاً إلى فاشر السلطان والأهم من ذلك أن الاستخبارات العسكرية السودانية لديها عيون داخل مؤسسة الدعم السريع نفسها من قادة برتب رفيعة من أبناء القبائل المتحالفة مع الدعم السريع باتوا يمدون الجيش بكل صغيرة وكبيرة من الصور إلى الخطط و التحركات)
(الجيش يعلم أين يبيت عبد الرحيم دقلو، ومع من يجتمع، وما يدور داخل تلك الاجتماعات من قرارات وخطط . من كل اثنين من مليشيا الدعم السريع واحد منهم على الأقل متعاون مع الجيش)
( لكن هذه ليست سوى البداية الضربة القادمة ستكون أكثر إيلامًا، وأكثر دقة)
كل هذه التعليقات بين الأقواس تمر دون التوقف عندها و توجيهها للحد من مخاطرها حتي تكون الوسائط الموالية داعمة للجيش و سنداً له خاصة و أن التمرد يستغلها و يستغل حالة السيولة هذه و يعمل للإستفادة منها بذكاء .
مع بدء الهجوم علي النهود نشر قائده المتمرد السافنا مقطعا عن حالة سيارته القتالية المصابة و عن إصابته في يده و أشار لها دون أن تبين كما تحدث بإمتعاض عن تأخر وصول الدعم لقواته .
إبتلعت الوسائط الخدعة وسرعان ما تتالت التعليقات عن هروبه و هزيمة المليشيا لنتفاجأ بها في قلب المدينة .
ذكرني هذا المقطع بما كان يفعله الهالك البيشي من نشر مقاطع عن توجهه لمناطق بينما يتجه لغيرها و فعل ذلك قبل دخوله جبل موية و سنجة و غيرها .
الثقة في القوات المسلحة تعني أن نعينها بالكتمان و الصبر و غدا تعود النهود و الخوي رغم الثقل الذي وضعناه على عاتق جنودنا و قيادتهم القادرة والحصيفة والشجاعة.
نقلا عن موقع “المحقق”