الأحداث – ماجدة حسن
يعد كتاب “الثقافة الشعبية السودانية (نماذج متفرقة)” للكاتب عبدالملك الطاهر المهل توثيقا حيا للتراث غير المادي للسودان.
ويجمع المؤلف فيه نماذج متنوعة من الممارسات اليومية والمعرفية الشعبية التي تشكل نسيج الهوية السودانية، ولا يكتفي الكتاب بالوصف، بل يحلل دلالات هذه المظاهر كـذاكرة جمعية تواجه خطر الاندثار بفعل العولمة والتحضر.
وأبرز محاور الثقافة الشعبية التي يستكشفها الكتاب
الألعاب الشعبية: أدوات تنشئة ورمزية مجتمعية – يحلل ألعابًا مثل “الدريجة” (لعبة الطاولة الشعبية) و”سيجة” (القفز بالحبل) كوسائل لتعليم الأطفال التعاون والمنافسة الشريفة. – يكشف عن الرموز الخفية في ألعاب الفتيات كـ”أم سلمى” التي تُعدّ تمرينًا على إدارة شؤون المنزل المستقبلية.
العادات المنزلية: حكمة التوارث – يوثق طقوس “الخراريف” (الحكايات المسائية) كأداة لنقل القيم عبر حكايات الجن والعفاريت. – يشرح نظام “الجبرة” (تخزين الحبوب في أوعية طينية) كتعبير عن ثقافة التخطيط لمواسم الجفاف. الطب الشعبي: علم متوارث – يُفكك أساليب العلاج التقليدية مثل “الكيّ” و”الحجامة” وخلطات الأعشاب (السعدان، الحنة، الحِرضَفة) وارتباطها بالبيئة المحلية. –
ويحذر من انقراض هذه المعارف مع هجرة كبار الحكماء إلى المدن.
كما يتناول الأزياء والحلي: لغة الهوية – يربط بين “الطاقية السودانية” (رمز الرجولة) و”التوب” (الرداء النسائي) وبين الانتماءات الجغرافية والقبلية. – يحلل دلالات الحلي مثل “الدهب الحجازي” (للعرائس) و”خلخال الرجل” في غرب السودان كعلامات مكانة اجتماعية.
يختتم الكتاب بالدعوة إلى توثيق التراث الشفهي عبر أرشيف وطني قبل فوات الأوان. ودمج الموروث الشعبي في المناهج التعليمية.
