رأي

التنوع الوطني الخلاق.

د. إبراهيم الأمين. 

الجزء الأول

أولا:

التنوع الوطني الخلاق يعني وجود تنوع داخل المجتمع (ديني، ثقافي، لغوي ،مناطقي)

يتم توظيفه بطريقه اليجابية تسهم في إثراء الهوية الوطنية الشاملة، لا في تمزيقها.

فهو تنوع يدار بالعقل والحكمة لا بالتمييز أوالإقصاء.

ثانيا: الأساس الفلسفي والفكري :

تقوم الفكرة على أساس أن الإختلاف أمر طبيعي وضروري لتطور المجتمعات ، ويصبح التنوع خلاقا عندما يحول إلى منبع إبداع وتكامل حيث  يضيف كل مكون خصوصياته في خدمة الوطن، عندما يعتمد على ثقافة الحوار والإعتراف المتبادل بدلا من ثقافة الهيمنة والتعالي ،

ثالثا:

البعد الوطني والسياسي :_

التنوع الوطني الخلاق يعمق الوحدة الوطنية عندما يدير المجتمع قضاياه بعدالة ومساواة ، عندها يصبح أكثر تماسكا وإستقرارا. فالنظام السياسي العادل يضمن مشاركة كل مكوناته في صنع القرار.

رابعا:

متطلبات تحقيق التنوع الخلاق :_

1_ دستور يعترف بالتنوع ويحميه.

2_ نظام تعليم وإعلام يعزز ثقافة التعدد والحوار والتسامح.

3_ توزيع عادل للثروة والفرص بين المناطق والمجتمعات.

4_ إصلاح الخطاب الديني والسياسي ليكون موحدا لا مفرقا.

خامسا:

أمثلة لتجارب بعض الشعوب :_

*جنوب إفريقيا.

جعلت جنوب إفريقيا من شعارها (الوحده في التنوع)

مبدأ لإعادة بناء الأمة بعدالفصل العنصري.

*ماليزيا

أدارت تنوعها الديني والإثني بسياسات توازن إقتصادي وإجتماعي جعلتها نموذجاً للتعايش.

سادسا :

السياق السوداني :_

في  السودان تنوع يمكن أن يكون مدخل لإعادة بناء الدولة الحديثة بعد عقود من الصراعات، عندما يتحول مصدر النزاع إلى مصدر غنى ثقافي وإجتماعي ، يمكن أن تنتقل البلاد من الإنقسام إلى النهضه الوطنية عبر…

1_ الإعتراف بكل المكونات الإثنية والثقافية

2_ تحقيق العدالة في التنمية.

3_صياغة عقد إجتماعي جديد يكرس المواطنه لا الولاءات الضيقه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى