رأي

الإمارات نمر الورق

 

راشد عبد الرحيم

كل الذي تعتمد عليه الإمارات و تعول عليه في حربها علي الدول و الشعوب هو أموالها .

هي تدرك أنها تقوم على ثروة ناضبة و محدودة بعشرات قليلة من السنوات لذا تحاول التوسع العاجل خاصة و أنها تقوم على مساحة صغيرة من الأرض و قوة بشرية قليلة.

لتحقيق مطامعها بالحصول على ثروات الغير فإنها تنتهك حقوق الشعوب .

تَحفُظ الإمارات علي المادة التاسعة من اتفاقية منع الإبادة الجماعية التي تجرم مرتكب الإبادة الجماعية يبين بوضوح أنها عازمة و ماضية في إرتكاب هذا الجرم و تخشي الإدانة التي ستحد من تمددها الخارجي .

كما أن التحفظ يوضح أنها لا تحرص على حقوق شعبها إذ أن تحفظها علي مادة الإبادة يعني أنها لن تستطيع أن تتهم بها من يوقع هذه الجناية علي شعبها و يعني أنه لن يستطيع الحصول على تعويضات بسبب الإعتداء عليه .

قبح أفعال و فظائع الإمارات يجعلها تعول على الضجيج و الإعلام الذي يبعد عنها الدخول في أعمال عسكرية مع مَن تعتدي عليه.

هجماتها علي بورتسودان تستهدف بها المواقع التي تحقق ضجيجاً إعلامياً لذا هاجمت مستودعات المواد المشتعلة لتهيئ لها دخاناً يفيد في الإعلام و لا أثر عسكري له.

التطور الجديد في هجمات بورتسودان تكمن أهميته في تأكيد أنها هي من قامت به مباشرة و ليست بواسطة حليفها مليشيا دقلو الإرهابية التي لا تملك العقول التي تخطط بها و تنفذ مثل هذه الأفعال .

إمداد الإمارات للمليشيا بالعتاد الفتاك و السلاح المستخدم دون فعل بشري مباشر يؤكد أنها ترمي إلي إرهاب من تستهدفه و هي تستمر في مددها له كلما تجاوزت أفعاله القيم و العدالة الإنسانية لتخويف الشعوب من مليشيتها و دفعها للخضوع لها كلما هاجمت منطقة حتي تتوسع و تسيطر .

هدف الإمارات من تمكين التمرد يشير بوضوح إلى سعيها لإيجاد حكومة منه تستبيح بها أرض السودان و ثرواته.

إذا لم يتمكن التمرد من الإستيلاء علي الحكم فإنها تريد منه أن يضعف الحكومة بهجماته و أفعاله لتتمكن من الفساد و الإفساد لتقيم مشروعاتها لنهب ثرواتنا .

نحن أمام دولة تخشى الإعلام لأنه يكشفها أمام العالم و أمام شعبها.

إنها لا تخشي الحرب لأنها تظن أنها محمية بإتفاقية الدفاع بين دول الخليج و تعول علي حمايتها عسكريا من قبل المجلس كما حدث مع البحرين .

كما أنها علي علاقة مع دول كبرى تمنيها بإستثمارات ضخمة تخضع بها لإبتزازها المالي مثلما يحدث مع الولايات المتحدة و دول كبرى تؤثر عليها بمال شعبها الذي تبدده في مغامرات أكبر منها .

الإمارات تخشى أن يؤدي الإعلام إلى دفع شعبها للمطالبة بمنحه الحرية التي يختار بها نظام حكمه المتسق مع القيم الدولية و بما يؤدي إلى قيام إنتخابات حرة لن تكون نتائجها حكم فرد و عائلة و قبيلة.

نقلا عن موقع “المحقق”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى