الأزمة الإنسانية .. كادوقلي ..الدلنج.. الفاشر

قبل المغيب

عبدالملك النعيم أحمد

بعد حصار الفاشر الذي مازال مستمرا في ظل أزمة إنسانية خانقة ظل يدفع ثمنها المواطن البسيط داخل المدينة وسط صمت غريب مما يسمى بالمجتمع الدولي ومنظمات الأمم المتحدة التي عجزت تماما عن توصيل الإغاثة للمواطنين داخل الفاشر والانتهاكات المتعددة لمليشيا التمرد بخرق الهدنة والاعتداء على قوافل الإغاثة حتى داخل افريقيا الوسطى .. بعد كل ذلك تمددت الأزمة الانسانية لتطال مدنا أخرى في جنوب كردفان كمدينتي كادوقلي والدلنج.

تصريحات والي جنوب كردفان بعد لقائه بوزير المالية الاتحادي بشأن الأزمة الإنسانية القاتلة لمواطني عدد من مدن الولاية يرفع الراية الحمراء لخطورة تمدد المليشيا المتمردة والتي وجدت الدعم والمساندة من حركة عبد العزيز الحلو بعد أن صار نائبا للمجلس الرئاسي في الحكومة المزعومة لجماعة التأسيس.

إن قطع الطرق المؤدية لتلك المدن والتعدي على كل القوافل وحتى عربات نقل المدنيين التي تنقل المؤن والاحتياجات الأخرى أصبح يشكل هاجسا كبيرا لولاية جنوب كردفان التي ظل جزء كبير منها يعاني الأمرين بسبب سيطرة الحلو من جانب وبعض مليشيا الدعم السريع التي تماهت معه من الجانب الآخر.

لم تتوقف المليشيات عند العمل العسكري فقط في ولايات دارفور وبعض أجزاء كردفان الكبرى وانما استهدفت المواطن المغلوب على أمره حتى في معسكرات النزوح التي تعرضت للحرق والدمار.. فالقصد هو الضغط على المواطن لكي يستسلم ويصبح جزءا من داعمي ما يسمى بحكومة التأسيس…وما معسكرات التدريب التي كشفت عنها صحيفة لاسيلا قاسيا الكولومبية بالأمس في مناطق جنوب وغرب نيالا إلا عملا منظما لتكوين مايسمى بجيش حكومة التأسيس المزعومة.

تلك الاعتداءات المتكررة على المواطنين في مدن وقرى جنوب كردفان ومحاولة قطع الطرق المؤدية لها وحصار الفاشر وقبله وبعده مايحدث في الأبيض ومحاولة عزلها واحتلال كل ولايات دارفور…كل ذلك يؤكد بوضوح أن المليشيا ومن يدعموها بعد عجزهم عن الانتصار العسكري اتجهوا لاستخدام سلاح الظروف الانسانية البحتة بالتضييق على المواطن بعدم توفر ليس الماء والكهرباء والدواء فحسب بل حتى المواد الغذائية في أدنى مستوياتها.

في تقديري ان دورا كبيرا يقع الآن على المكونات الإجتماعية في تلك المناطق ممن لهم تأثير على المليشيا من جانب وعلى حركة عبدالعزيز الحلو من جانب آخر بأن يعملوا سويا مع متحركات الجيش لانقاذ اهلهم ومواطنيهم بعد أن عجزت منظمات الأمم المتحدة عن القيام بدورها الإنساني تجاه المواطن في تلك المناطق…وبالمقابل التعويل الآن أكبر على الجيش الوطني بمتحركاته المختلفة بأن يفك حصار تلك المدن ويطهر أرض كردفان ودارفور من دنس تلك المليشيات التي أضحت تستخدم المواطن وقودا لحرب دمرت ولم تستبق شيئا

Exit mobile version