استطلاع: غالبية الأمريكيين يرفضون سياسات نتنياهو والعمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة

وكالات – الأحداث
سجلت نتائج استطلاع رأي جديد أجرته مؤسسة “غالوب” تراجعا غير مسبوق في شعبية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لدى الرأي العام الأمريكي، بالتوازي مع انخفاض قياسي في تأييد العمليات العسكرية التي تنفذها إسرائيل في قطاع غزة.
ووفقا لنتائج الاستطلاع، الذي نُفذ خلال الفترة من 7 إلى 21 يوليو الجاري وشمل عينة تمثيلية من 1,002 بالغ أمريكي، عبّر 52% من المشاركين عن رأي سلبي تجاه نتنياهو، مقابل 29% فقط أعربوا عن رأي إيجابي، بينما امتنع 19% عن إبداء موقف. وتعد هذه النسبة الأعلى من السلبية التي تُسجَّل ضد نتنياهو منذ بدء قياس توجهات الرأي العام الأمريكي تجاهه عام 1997.
تراجع حاد في التأييد داخل القواعد الديمقراطية والشبابية
أظهرت النتائج انقسامًا حادًا في المواقف بحسب الانتماء الحزبي والفئات العمرية. فقد تراجعت نسبة التأييد لنتنياهو إلى 9% فقط بين الديمقراطيين، و18% بين المستقلين، في حين حافظ على دعم قوي بين الجمهوريين بنسبة بلغت 67%، مدفوعًا بعلاقته الوثيقة مع الرئيس السابق دونالد ترامب.
كما كشفت البيانات عن فجوة عمرية لافتة، حيث عبّر 47% من الأمريكيين فوق سن 55 عامًا عن رأي إيجابي تجاه نتنياهو، مقارنة بنسبة 6% فقط لدى الفئة العمرية بين 18 و34 عامًا، ما يعكس تحولًا ملموسًا في توجهات الجيل الشاب.
رفض متصاعد للعملية العسكرية في غزة
وفيما يتعلق بالعملية العسكرية الإسرائيلية المستمرة في قطاع غزة منذ أكتوبر 2023، أبدى 60% من الأمريكيين معارضتهم للعمليات الجارية، بزيادة 12 نقطة مئوية عن استطلاع مماثل أُجري في سبتمبر 2024. بينما أيد 32% فقط الأداء العسكري الإسرائيلي، مقارنة بـ42% في العام الماضي.
وسُجّل التراجع الأكبر في التأييد بين صفوف الديمقراطيين، حيث لم تتجاوز نسبة الدعم 8% فقط، فيما أيد العمليات 25% من المستقلين، مقابل 71% من الجمهوريين الذين عبروا عن تأييدهم للإجراءات الإسرائيلية.
أزمة إنسانية في غزة تحرّك الرأي العام
يتزامن هذا التحول في المواقف مع تصاعد التحذيرات الأممية من تفاقم الوضع الإنساني في قطاع غزة، حيث أعلنت منظمات دولية أن نصف سكان القطاع مهددون بالمجاعة نتيجة القيود المفروضة على دخول المساعدات. وكان منسق الإغاثة الطارئة في الأمم المتحدة، توم فليتشر، قد وصف الأوضاع بأنها “كارثة إنسانية”، محذرًا من أن “الطعام ينفد، ومن يسعى إليه قد يُطلق عليه الرصاص”.
الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب انضم إلى الأصوات المحذرة من المجاعة، ودعا علنًا إلى السماح بدخول “كل قطرة طعام” إلى غزة، في خطوة عُدّت نادرة بالنظر إلى دعمه التقليدي لإسرائيل.
تداعيات سياسية متوقعة
ويرى مراقبون أن هذا التحول في الرأي العام الأمريكي يمثل تحديًا متزايدًا للقيادة الإسرائيلية، ويضع صناع القرار في واشنطن أمام خيارات أكثر تعقيدًا في ما يتعلق بسياسة الدعم غير المشروط لإسرائيل، خصوصًا في ظل تعاظم الأصوات المطالبة بإعادة النظر في العلاقة الاستراتيجية بين البلدين.
واختتم تقرير مؤسسة “غالوب” بالقول إن “الانقسام المتصاعد في الرأي العام الأمريكي يشكل معضلة أمام صانعي السياسات في الولايات المتحدة وإسرائيل، وقد ينعكس على مسار العلاقات الثنائية في المرحلة المقبلة”.



