احذروا القوى السياسية التي تعبث بالأمن

د.حسن محمد صالح
*قوى سياسية وناشطون علي السوشيل ميديا لا يكفون عن التلاعب بأمن هذه البلاد وأمن شعبها وخاصة من يسمون أنفسهم الاخوان الجمهوريون وغيرهم من مجموعات الحرية والتغيير التي تشظت إلى مجموعات كلها على نهج الخيانة والغدر والعمالة للأجانب على حساب الوطن واستقراره وأمنه وسلامة إنسانه بعد انقسام (تقدم) إلى (صمود) وغيرها يدفعهم من وراء المساس بالأمن والأجهزة الأمنية الوطنية سهوة السلطة ولو على سنابك خيول الغزاة والمرتزقة القادمين من وراء البحار ومن تحت الشمس كأنهم ياجوج وماجوج من شدة فسادهم في الأرض وطغيانهم على الناس وصولتهم على أبناء هذه الأمة الصابرة المحتسبة التي كما يقول الشاعر:
همي اشوفك عالي ومتقدم طوالي
وما بخطر على
بالي غير رفعة شأنك
وتقدم إنسانك
بحبك من ما قمت
بحبك يا سودان
بحبك رغم الكان
*لم يكتفي المتربصون بالأجهزة الأمنية من جيش وشرطة وجهاز أمن وطني باستهداف هذه الأجهزة بحلها تحت مسمى الديمقراطية والحرية كما حدث مع جهاز الأمن القومي عقب الانتفاضة في 6 ابريل 1985م, ولا التأمرعلى الأجهزة الأمنية عقب ثورة ديسمبر 2019م والشعارات المرفوعة ضد الشرطة بقصد تحقيرها والحط من دورها
كنداكة جات بوليس جرا
بوليس بحب الجرجرة
معليش معليش ما عندنا جيش
* وتم تريد هذا الشعار أمام رئيس الوزراء الدكتور عبد الله حمدوك في الذكرى الاولى للثورة وهو يتبسم لجوقة العابثين.
*أما جهاز الأمن الوطني والمخابرات فقد تم تجريده عقب الثورة من صلاحياته وصارت مهمته جمع المعلومات وتحليلها ورفعها للمسئولين وعندما قام الجهاز برفع المعلومات لا احد يأبه لها حتي تسللت عناصر داعش الي داخل الخرطوم ودفع جهاز الامن والمخابرات ثمنا غاليا في التصدي لها واستشهد أكثر الضباط ذكاءا افضلهم تدريبا في المواجهات مع الإرهابيين داخل الخرطوم التي تمكنوا من الوصول إليها, من غير حياء يتحدث كل من الامين العام للمؤتمر السوداني خالد عمر يوسف والقيادية بحزب الامة مريم الصادق المهدي داعين المجتمع الدولي للتدخل في السودان حماية لنفسه من هذه الرقعة الواسعة ودافعهم الحقيقي هو تعطيل تحرك القوات المسلحة صوب دارفور وكردفان للقضاء علي مليشيا ال دقلو الإرهابية التي يتحالفون معها عبر ميثاق سياسي يمكنهم من تشكيل حكومة موازية في مناطق سيطرة الدعم السريع المزعومة.
*بعد اندلاع الحرب التي اشعلوها تحت نير الاتفاق الاطاري والتدخل الدولي والرباعية الدولية والاتحاد الافريقي وما قامت به مليشيا الدعم السريع من احتلال لمنازل المواطنين والانتشار في المدن السودانية وتهديد الولايات الآمنة وعلي رأسها نهر النيل والشمالية.
*أمام كل هذه المخاطر والتهديدات وأعلان القائد العام للقوات المسلحة رئيس المجلس السيادي الاستنفار العام خرجت المقاومة الشعبية المسلحة لدعم القوات المسلحة عندها ظهر سحرة فرعون من مكونات قحط الذين تحدثوا عن تجييش الشعب وكتائب إسناد القوات المسلحة مثل لواء البراء ابن مالك بانهم كيزان وإرهابيين.
*بعد تحرير الخرطوم علي يد القوات المسلحة الباسلة وعودة قوات الشرطة لإستكمال دورها ووجودها .. بدأت إدارة الشرطة المجتمعية في التواصل مع المجتمع وهي من الإدارات المعروفة في الشرطة قررت الانطلاق والعودة ولكن سرعان ما ظهر جماعة ( ألم اقل لكم) بأن الكيزان يريدون العودة للسلطة والدليل هو عودة الشرطة المجتمعية والشرطة المجتمعية هي نفسها الشرطة الشعبية وهي شرطة النظام السابق ونسيت عصابة الجمهوريين أسلاف القراي أن قوات الشرطة الشعبية وأصدقاء الشرطة نشأت بقانون في عهد مايو وكل ما جاءت به الإنقاذ بخصوص الشرطة الشعبية أنها فعلت القانون وظلت الشرطة الشعبية تتبع لقوات الشرطة الموحدة إلى ان جاء نظام الحرية والتغيير الذي اختطف ثورة الشباب, واستهدفت قحط مواقع بسط الأمن الشامل والشرطة الشعبية وعمت الجريمة المنظمة وسيطرت (تسعة طويلة) على الخرطوم كما سيطر الجنجويد بعد 15 أبريل 2023م على الاوضاع في السودان.
*كانت 9 طويلة عصابات إجرام منظمة لها إمكانات على رأسها الدراجات النارية والأسلحة ودقة التنظيم والانسحاب المنظم والاعتداء على رجال الشرطة أنفسهم و تصويرهم الأمر الذي يعتبر مران على حرب الشوارع والمدن التي انخرطت فيها مليشيا الدعم السريع بموجب الخطة ب بعد المحاولة الانقلابية ومن غير سابق إنذار عادت تسعه طويلة الي ولاية نهر النيل وقد تمكنت قوات المباحث من القبض على عصابة قامت بنهب مبلغ مالي وهواتف من مواطنين تحت تهديد السلاح في الأيام القليلة الماضية وهذا ما تريده جماعات الفوضى الخلاقة التي تحرك آليات الإجرام عبر هذه المجموعات قبل أن تضع الحرب أوزارها بصورة نهائية وتتسلم قوات الشرطة مقارها وتستجمع قواها وتضع خططها الأمنية والشرطية.
*الشعب السوداني قادر على إسناد ودعم قوات الشرطة وجهازالأمن والمخابرات مثلما دعم القوات المسلحة بالمستنفرين ويمكن أن يعود العسس, وكان أمير المؤمنين عمر ابن الخطاب رضى الله عنه يقوم بالعسس أو العمل الشرطي ليلا لتأمين المدينة المنورة من المجرمين وهو من الأعمال التي تكون مدعاة لدخول الجنة لقوله صلى الله عليه وسلم : عينان لا تمسهما النار يوم القيامة, عين بكت من خشية الله وعين باتت تحرس في سبيل الله.
*المرحلة القادمة من تاريخ السودان تستوجب نفرة شعبية واسعة مع قوات الشرطة لتأمين الاحياء السكنية والمنشآت وحماية مراكز البوليس نفسها.
*الاحياء السكنية عليها أن تشرع في إعادة مواقع بسط الأمن الشامل والشرطة المجتمعية والشرطة الشعبية قبل الماء والكهرباء على أن يتولى أبناء الحي عمليات الحراسة وتلقي البلاغات في المواقع وبقاء الارتكازات الحالية من المستنفرين وقدامي المحاربين وقدامي رجال الشرطة والأجهزة الأمنية والدفاع الشعبي وقوات الاحتياط.
*إذا لم يقم السودانيون بهذه المهام الأمنية مباشرين لها بأنفسهم فسوف يدفعون الثمن من جديد في شكل اغتيالات وتصفيات وتفجيرات وتدوين مدفعي ومسيرات لأن حرب الإمارات لن تنتهي بهزيمة مليشيا الجنجويد والقضاء عليها وسوف تخرج الخلايا النائمة من اجحارها ومعها غاضبون وديسمبريون بكل ما فيها من شر مستطير.
نقلا عن موقع “أصداء سودانية”