ثقافة وفنون

إلى روح الدكتورة هنادي 

 

شعر : إبراهيم الدلاّل

أيا زهرةً في سموم الصحارى* يرفُ الندى فوقها يلثمُ

وتصبح عطشى بلا قطرةٍ* دموع اليتامى لها زمزمُ

تضئ دروب الزمان الكئيب* هنادي وبسمتها البلسمُ

وتزرع في الأرض معنى الحياة * ورعد المنايا فوقها يرزمُ

وكانت غزالاً تداوي الجراح* ولكنها في الوغى ضيغمُ

وكانت تقاتل مثل الرجال* وتصنع زاد الهنا الميرمُ

وكانت تداوي جراح العفاة * ويأتي لها المفلس المعدمُ

وتجبر كسر القلوب الرقاق* تداوي وطيبتها المرهمُ

ستبكي عليكي طيور الصباح* يريش الجناحَ لها الحُصرُمُ

ويبكي عليكِ اليتامى الصغار * أبوهمْ وأمهمو زمزم1

إذا قرأوا في الصباح النشيد* على سدرة المنتهى سلموا

تلوذ بجبهتها طرحةٌ * كما لاذ بالصخرة الأعصمُ

لطرحتها تنحني الساريات * وتدنو لرفعتها الأنجمُ

ويرفع فخراً لها القبعاتِ* رجالٌ على الخسف ما استسلموا

سنرفع طرحتها راية * وفتياننا تحتها زمزموا

نشيدَ البلاد وأعلامها * به في المدارس قد هينموا

عرفتِ معاني سماءِ الخلود* وأنّ الفناءَ هو السُلُمُ

وأنتِ تقولين لموتى الضمير* بأن جراح الضحايا فمُ 2

هنادي كهاجر ِعزَ الهجير * ستنبعُ من قبرها زمزمُ

وحتماً سيأتي الصباحُ الجديدُ * وينتصرُ الفاشرُ الأعظمُ

1 معسكر زمزم

2 شطر البيت الأخير لشاعر العراق الكبير محمد مهدي الجواهري

.. إبراهيم الدلال..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى