أخبار رئيسيةالأخبار

إسبانيا توقف 10 سفن إماراتية… ومحتويات عسكرية داخلها كانت تُنقل من ليبيا إلى السودان

الأحداث – متابعات
في خطوة غير مسبوقة على مستوى مراقبة الملاحة في البحر المتوسط، كشفت وسائل إعلام إسبانية عن قيام السلطات البحرية في مدريد باعتراض عشر سفن عسكرية إماراتية أثناء محاولتها التوجه إلى شرق ليبيا، وتحديداً نحو المناطق الخاضعة لسيطرة قوات المشير خليفة حفتر في بنغازي. وتُعد العملية أكبر كشف أوروبي لشبكة تهريب عبر المتوسط تربط بين الخليج وليبيا، مع دلائل على أن بعض محتويات الشحنات كانت معدّة للعبور لاحقاً نحو السودان.
ضغط أوروبي… ورسالة سياسية واضحة
الصحفي المتخصص في الشأن الليبي عبدالستار حتيتة أوضح في مقابلة مع برنامج النبض المغاربي أن التحرك الإسباني جاء نتيجة ضغط من الاتحاد الأوروبي والمجتمع الدولي، في ظل تصاعد المخاوف من تدفق أسلحة غير مشروعة إلى شرق ليبيا خارج الأطر الدولية المعترف بها.
وأشار إلى أن دول الغرب تعتبر أي محاولة لتعزيز القدرات العسكرية لقوات حفتر “خرقاً مباشراً لقرارات مجلس الأمن” التي تفرض حظراً على السلاح منذ عام 2011.
معدات تحمل رموز لواء طارق بن زياد… وشحنات مزدوجة الوجهة
تقارير صحفية مثل إلفوغليو أوردت أن السفن المضبوطة كانت تحمل معدات عليها رموز لواء طارق بن زياد التابع لحفتر، مع مؤشرات على أن بعضها يُستخدم في عمليات تهجير المهاجرين عبر المتوسط.
غير أن التحقيقات الأولية – وفق مصادر أوروبية – كشفت عن شحنات أخرى داخل السفن قابلة للاستخدام العسكري البري، يُشتبه أنها كانت جزءاً من شبكة نقل تمتد من الإمارات إلى ليبيا، ومنها إلى قوات الدعم السريع في السودان التي تتلقى إمدادات من شبكات تهريب عابرة للحدود.
دور إماراتي مزدوج… وشبكات تتحرك خارج الدولة
حتيتة قال إن المسألة لا تتعلق فقط بالدولة الإماراتية، بل بشبكات سماسرة وتجار سلاح تتحرك تحت غطاء غير معلن، وتملك مسارات عمل تمتد بين ليبيا والساحل والسودان.
وأشار إلى أن حادثة سفينة “الخمسين سيارة” التي ضبطتها الأمم المتحدة سابقاً – وقيل إن مصدرها الإمارات – تعكس نمطاً من التحركات التي لا تصدر بالضرورة عن القنوات الرسمية، بل عن جهات موازية تعمل باستقلالية ومصلحة خاصة.
خيارات الرد لدى حفتر… واستهداف محتمل للمصالح الإسبانية
وفي ما يخص ردة فعل الشرق الليبي، استبعد حتيتة صدور موقف رسمي من حكومة طبرق، لكنه توقع ردوداً غير مباشرة من قبل قوات حفتر، أبرزها:
•التضييق على الشركات النفطية الإسبانية العاملة في ليبيا
•تعطيل شحنات النفط المتجهة إلى إسبانيا
•ممارسات انتقامية مشابهة لحادثة اعتراض أحد أبناء حفتر سابقاً في مدريد
خلاصة
يمثل اعتراض السفن العشر ضربة قوية لشبكات تهريب السلاح العابرة للمتوسط، ويفتح ملفاً حساساً حول ارتباط المسارات الليبية بالسودانية، خصوصاً في ظل تقارير متزايدة عن تدفق الإمدادات العسكرية نحو السودان عبر شرق ليبيا.
العملية الإسبانية قد تتحول إلى منعطف سياسي وأمني داخل أوروبا وشمال أفريقيا، مع تداعيات تمتد من بنغازي إلى الخرطوم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى