تقارير

أسر سودانية تلاحق مصير أبنائها بسجون المليشيا

الأحداث – وكالات 

يعاني الأسرى السودانيون، سواء كانوا مدنيين أو عسكريين، من ظروف مأساوية في مراكز الاحتجاز التابعة لمليشيا الدعم السريع، وسط تقارير عن حالات اختفاء قسري ووفيات ناجمة عن الأوضاع غير الإنسانية.

حالة نفسية سيئة

تأتي هذه المعاناة في ظل التطورات العسكرية الأخيرة، حيث تمكن الجيش السوداني من استعادة السيطرة على أجزاء واسعة من العاصمة الخرطوم، بما في ذلك منطقة جبل أولياء الواقعة جنوب المدينة.

وتداول ناشطون وجنود في الجيش السوداني مقاطع فيديو أظهرت الأسرى المحرَّرين في حالة جسدية ونفسية سيئة، مما يدلّ على المعاملة القاسية التي تعرضوا لها أثناء الاحتجاز.

وتشير شهادات من مصادر محلية إلى العثور على جثث داخل بعض مراكز الاحتجاز، في مشهد يعكس حجم الانتهاكات.

وفاة أسرى

ووفقًا لما أوردته وسائل إعلام محلية، احتجزت مليشيا الدعم السريع مئات الأشخاص في ظروف وُصفت بـ”المزرية” بمناطق مثل الرياض وسوبا داخل الخرطوم منذ اندلاع الحرب في 15 أبريل 2023.

وشملت قائمة المعتقلين جنودا متقاعدين، مدرسين، أطباء، وأئمة مساجد، تعرضوا للتعذيب والحرمان من الغذاء والرعاية الصحية، مما أدى إلى وفاة العديد منهم.

وأفادت تقارير بأن مليشيا الدعم السريع قامت بنقل الأسرى من سجن سوبا ومراكز احتجاز أخرى إلى منطقة جبل أولياء، في إطار خطة لترحيلهم إلى أم درمان، ثم إلى إقليم دارفور غربي السودان. غير أن هذه الخطة لم تُنفَّذ بسبب التقدم العسكري السريع الذي أحرزه الجيش السوداني على الأرض.

في الوقت ذاته، تتواصل معاناة عائلات المختفين قسرا، حيث تستمر جهود الأسر السودانية للعثور على ذويها الذين لم يُعثر عليهم حتى الآن. لجأ الأهالي إلى إنشاء صفحات على وسائل التواصل الاجتماعي لنشر صور وأسماء المفقودين، على أمل الحصول على أي معلومات تفيد بمصيرهم، سواء كانوا أحياءً أو موتى.

اعتقال تعسفي

وفي تقرير صادر عن المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، وُجهت اتهامات لمليشيا الدعم السريع بممارسة الاعتقال التعسفي وسوء معاملة المعتقلين في الخرطوم، خلال الفترة الممتدة من أبريل 2023 وحتى يونيو 2024.

وأشار التقرير إلى أن عشرات الآلاف من الأشخاص، بمن فيهم النساء والأطفال، احتُجزوا دون توجيه تهم لهم، مع انعدام أي اتصال بذويهم.

وفقًا لشهادات أدلى بها مُعتقلون سابقون، تعرضوا لضرب مبرح ومتكرر في ظروف احتجاز قاسية تفتقر إلى التهوية وخدمات الصرف الصحي، وسط نقص حاد في الطعام والماء. كما أكدوا وفاة عدد كبير من المحتجزين بسبب غياب الرعاية الطبية في تلك المراكز.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى