آلاف المعدنين يعيشون أوضاعا قاسية بالمثلث الحدودي

الأحداث – وكالات
يشهد المثلث الحدودي بين السودان وليبيا ومصر أوضاعًا إنسانية متدهورة، في أعقاب سيطرة قوات الدعم السريع عليه الأسبوع الماضي، ما أدى إلى نزوح آلاف المعدنين والأسر نحو الأراضي المصرية، وسط نقص حاد في المياه والغذاء وانعدام وسائل النقل.
وأفاد شهود عيان وعدد من الفارين من المنطقة لـ”دارفور24″، بأن الآلاف من المعدنين ما زالوا عالقين، إضافة إلى المئات من المدنيين الذين تقطعت بهم السبل وهم في طريقهم إلى ليبيا أو عائدين إلى داخل السودان، يعيشون ظروفًا مأساوية نتيجة توقف حركة المركبات تمامًا بين منطقة الخناق والمثلث، إلى جانب الانقطاع شبه الكامل في إمدادات المياه.
وقال خضر الحمري، صاحب ترحيلات بالمنطقة، إن المعدنين يضطرون للسير لمسافات تتجاوز 35 كيلومترًا داخل الحدود المصرية، حيث تقوم السلطات الأمنية المصرية بجمعهم لاحقًا وترحيلهم إلى معبر أرقين.
وأوضح الحمري لـ”دارفور24″ أن توقف وسائل النقل يعود إلى النقص الحاد في الوقود، إلى جانب مخاوف سائقي الشاحنات من التعرض للاحتجاز أو التوقيف من قبل قوات الدعم السريع.
وفي السياق ذاته، قال أحمد صالح أحمد، أحد الفارين الذين وصلوا من المثلث يوم الأحد، إن نحو 4,000 معدن ومئات الأسر لا يزالون عالقين في المنطقة، في ظل أوضاع إنسانية قاسية، خصوصا بعد أن صادرت قوات الدعم السريع أجهزة “ستارلينك” التي كانت تُستخدم في الاتصالات.
وأشار إلى أن أسعار السلع الضرورية شهدت ارتفاعا كبيرا، إذ بلغ سعر زجاجة المياه سعة 250 لترا نحو 5,000 جنيه، مقارنة بـ3,000 جنيه سابقا، في ظل إغلاق معظم المطاعم والمرافق الخدمية في المنطقة.
وأوضح أن مصير عدد من المعدنين الذين ما زالوا في المناجم المحيطة بالمثلث غير معروف حتى الآن، لا سيما بعد توقف حركة “ترلات” نقل المياه القادمة من بئر “أم الخير”، التي تبعد حوالي 70 كيلومترا عن المنطقة، بسبب مخاوف من التعرض للنهب.
في السياق، كشفت غرفة طوارئ وادي حلفا عن توجه عدد من المتطوعين إلى معبر أرقين بالضفة الغربية للمدينة، لتقديم المساعدات الإنسانية للوافدين من جمهورية مصر العربية، الذين فرّوا من منطقة المثلث الحدودي التابعة لمحلية حلفا، عقب اجتياح قوات الدعم السريع للمنطقة خلال الأيام الماضية.