يتجدد بين أحمد كوستي وإيمان الشريف، الفنان والشاعر والملحن.. أيهما صنع الآخر
يتجدد بين أحمد كوستي وإيمان الشريف..
الفنان والشاعر والملحن.. أيهما صنع الآخر
الأحداث – ماجدة حسن
صراع مكتوم بدأ في الظهور إلى العلن بين الفنانة إيمان الشريف والشاعر والملحن أحمد كوستي، وهو على ما يبدو الصراع القديم المتجدد، المرتبط بالحقوق الأدبية والمادية، ذاك الأمر يطرح تساؤلاً مفاده من صنع الآخر هل الشاعر صنع الفنان أم الفنان هو من أظهر الشاعر والملحن.
خلاف مكتوم
بدا الأمر بتغريدة يحتفي فيها الشاعر والملحن أحمد كوستي بنجاحه، وقال “النجاح ينبع من الإصرار والجهد المتواصل، فهو تحقيق للأهداف بعد مسيرة طويلة من التحديات. كل خطوة ناجحة تقربنا أكثر من تحقيق أحلامنا. يسرني أن تكون أغنية (وليد من الشكرية)، التي كتبت كلماتها ولحنتها، قد احتلت المركز رقم 35 في قائمة أفضل 50 أغنية عربية في القرن الواحد والعشرين، وهذا فرصة لأعبر عن شكري وامتناني لله”.
وجاء الرد سريعاً وحاسماً من الفنانة إيمان التي ردت عليه بقولها “إنت كتبت ولحنت حقك لكن عادل حسن له دور في التنفيذ والتوزيع شكراً له أيضاً وشكراً لإيمان الشريف الإنت بتتجاوز إسمها وشكراا للناس لولاهم لما كانت الأغنية تكون رقم ٣٥ المحترم يحترم”.
ثنائيات ناجحة
تعتبر الثنائية بين إيمان الشريف وأحمد كوستي من أنجح الثنائيات الفنية في الآونة الأخيرة، وعلى الرغم من الاختلاف، وتشابه الثنائية بين الفنانة ندى القلعة والشاعر والملحن هيثم عباس الثنائية الناجحة إلى يومنا هذا، فالمناطق الغنائية المختلفة التي تلعب عليها إيمان، والتي ساهمت بشكل واضح في وضعها في الصفوف الأمامية للنجومية، هي نفسها التي يسلك دربها كوستي، وقد يكون هذا هو السبب المباشر في نجاحهما المشترك.
ويرى البعض أن النجاح ٩٠٪ منه للفنان لأنه صاحب الجمهور المقتنع به ويستمع له مهما كان العمل بغض النظر عن الشاعر، إلى جانب أن الشاعر يتسلم حقه الأدبي والمادي في الأغنية سواء نجحت أم لا.
أسباب النجاح
الخلاف في مجمله يقود إلى السؤال أيهما أهم في صناعة الأغنية ؟ وماهي أسباب نجاح الأغنية ؟، بالضرورة الإجابة تعتمد على تفضيلات الفرد والثقافة الموسيقية. فالشاعر يجلب الكلمات والمعاني، المغني يعبر عنها بأدائه، والملحن يخلق الموسيقى التي تعزز الأغنية. بالتالي، يمكن القول بأن كل منهم يلعب دوراً مهماً في الأغنية، ولكن يمكن أن تتغير أهمية كل واحد منهم حسب السياق والأذواق الفردية، فعلى المستوى التسجيلي، يمكن لعازف الأغنية وموزعها أيضاً أن يساهم في نجاحها من خلال تقديم أداء موسيقي متقن ومؤثر يعزز جمالية الأغنية ويضيف لها قيمة فنية. وبشكل عام، يمكن القول إن عازف الأغنية وموزعها يلعب دوراً مهماً في تحقيق نجاحها عن طريق إبراز المهارات الموسيقية وإضافة لمسة فنية خاصة تجذب الاهتمام وتجعل الأغنية تبرز بين الأعمال الأخرى.
ثنائيات ومحاكم
في وقت سابق سحب الشاعر إسحق الحلنقي جميع أغنياته التي يتغنى بها الفنان الموسيقار محمد الأمين، وحرمانه من ترديدها في كافة الوسائط الإعلامية، إذ تظلم الحلنقي أن محمد الأمين ظل طوال (40) عاماً يردد هذه الأغنيات دون مراعاة لحقوقه المادية والأدبية، رغم أن الفنان محمد الأمين تجمعه ثنائية قديمة بالشاعر إسحق الحلنقي، وتغنى للحلنقي بأغنيات خالدة: (بتتعلم من الأيام)، (شال النوار) و(غربة وشوق)
وهذا النزاع حول “الحقوق المادية” يعيد للأذهان الخلاف الذي حدث سابقاً، بين الشاعر والمسرحي هاشم صديق، من جهة والفنانين محمد الأمين، وأبوعركي البخيت.
خلافات على مر العصور
وقد تلاحظ نشوب مثل هذه الخلافات وسط الملحنين والشعراء من جهة، والمغنين وظهر ذلك على سبيل المثال لا الحصر، في خروج الموسيقار عثمان النو عن مجموعة “عقد الجلاد” وإرساله إنذار قانوني بسحب أكثر من ثلاثين أغنية أنجزها للمجموعة بعد أن كون فرقة “راي الغنائية” وأيضاً الموسيقار الراحل “بشير عباس” طالب البلابل بعدم التغني بكل الأعمال التي قدمها لهن، كما صدم الوسط الفني من قبل بالخلاف بين الفنان محمد ميرغني والشاعر التجاني حاج موسى، وحتى الأجيال الجديدة من المغنين والملحنين لاحقتهم الخلافات في الحقوق المادية فيما بينهم.
من صنع الآخر
تاريخياً ظل هذا الخلاف حول “الحقوق” يتجدد مع كل جيل وأحياناً يصل للمحاكم، وأحياناً يُحل عبر الأجاويد، وقد شهدت السبعينيات خلافاً حاداً بين الراحلين محمد وردي وإسماعيل حسن، فقد صرح إسماعيل حسن في الصحف، بأنه هو الذي صنع محمد وردي وكان سبباً في نجوميته بأشعاره ثم تخاصماً، وتساجلاً عبر الصحف.