تقارير

واشنطن تطلق مبادرة لإنهاء حرب السودان.. ما مدى نجاح الخطوة الأمريكية؟ (الأحداث) تستنطق خبراء وسياسيين

الشعبي: المبادرة ربما تحدث بعض الاختراق الإيجابي دونما إسراف في التفاؤل

الشيوعي: المبادرة ليست وليدة وتهدف لتسوية الوضع السياسي ما بعد الحرب

مدير مركز العاصمة للدراسات السياسية والاستراتيجية: نتوقع أن تقدم واشنطن إغراءات للسودان من أجل عدم الدخول في حلف مع روسيا

خبير في العلاقات الدولية: المبادرة الأمريكية نقطة تحول في موقعها تجاه الأزمة السودانية

تمضي تطورات الأحداث في السودان بخطى متسارعة يوماً بعد الآخر خصوصاً فيما يلي التحركات الخارجية لأجل نزع فتيل أزمة البلاد، فما بعد زيارة رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد برزت عدد من الأحداث أبرزها الاتصال الذي جمع بين رئيس مجلس السيادة قائد الجيش الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان ورئيس دولة الإمارات العربية المتحدة محمد بن زايد، هذه الخطوة التي تلاها اتجاه الولايات المتحدة الأمريكية لإطلاق مبادرة لإنهاء الحرب بالبلاد، فما مدى نجاح خطوة واشنطن الجديدة؟ وهل يمكن أن تحدث إختراقاً في الأزمة السودانية؟، (الأحداث) استنطقت خبراء وسياسيين وخرجت بالحصيلة التالية.

الأحداث – آية إبراهيم

تفاصيل خطوة
وبحسب مجلة، فورين بوليسي الأمريكية تعتزم الإدارة الأمريكية إطلاق مبادرة جديدة لإنهاء الحرب في السودان من خلال محادثات سلام تنطلق منتصف أغسطس القادم، بعد أشهر من المفاوضات خلف الكواليس، وفقاً لخمسة مسؤولين حاليين وسابقين مطلعين على الأمر.
وقالت المجلة إن سويسرا والمملكة العربية السعودية ستستضيفان المحادثات رفيعة المستوى، وسيترأس المباحثات المرتقبة حال موافقة الأطراف كل من وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن وسفيرة أمريكا لدى الأمم المتحدة ليندا توماس.

تمهيد ترتيب
القيادي بالحزب الشيوعي كمال كرار قال إن المبادرة الأمريكية ليست وليدة اليوم بل إن تعيين مبعوث خاص للسودان وانخراط أميركا في منبر جدة، واللقاءات الكثيرة التي جرت خلال الأشهر الماضية داخل عواصم إقليمية كانت تمهيداً لترتيبات إجتماع سويسرا الذي أعلن عنه.
وأضاف كرار لـ(الأحداث): “بالنظر للموقف فالمضي نحو التفاوض لا مناص منه، وحلفاء الطرفين الإقليميين هم أيضاً خاضعون للقرار الأمريكي”، ولفت إلى أن المبادرة لا ترمي لإيقاف الحرب فقط، بل تهدف لتسوية الوضع السياسي ما بعد الحرب، لضمان بقاء مصالح أمريكا وحلفائها بالسودان، وعليه فإن نجحت أميركا في تثبيت وقف لإطلاق النار فإن قضايا الصراع السياسي ستظل حاضرة، وقوى الثورة الحية لن تُسلم بأي سلطة معادية للثورة سيجري تنصيبها من القوى الخارجية.

إطلاع الكونغرس
وكشفت مجلة فورين بوليسي أنه سيتم دعوة قوى ومؤسسات إقليمية أخرى لها مصالح في الصراع بما في ذلك الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي ومصر والإمارات العربية المتحدة لمراقبة المباحثات.
ومن المقرر أن يطلع المبعوث الأمريكي الخاص للسودان توم بيرييلو، الكونغرس الأسبوع الجاري بخطط المفاوضات حيث سيشارك بيرييلو في إقناع كبار المفاوضين من كلا جانبي الصراع بحضور المحادثات.

رد فعل
على الجانب الآخر توجه السودان بشكل رسمي خلال الأيام الماضية شرقاً تجاه روسيا وحلفائها الدوليين في المنطقة لاسيما طهران بعد تسلم البرهان أوراق اعتماد سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية لدى السودان، حسن شاه حسيني سفيراً ومفوضاً فوق العادة لبلاده لدى السودان وذلك بعد 8 سنوات من القطيعة لتجيء بعد ذلك خطوة المحور الغربي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها في المنطقة كرد فعل على هذا التبادل الدبلوماسي بين الخرطوم وطهران
حسب حديث مدير مركز العاصمة للدراسات السياسية والاستراتيجية د. حسن شايب دنقس الذي أكد أن حراك الولايات المتحدة الأمريكية في هذا التوقيت لإنهاء الحرب الدائرة في البلاد لا يخرج من كونه صراع المحاور تجاه البلاد، وقال إن أمريكا استشعرت خطر عدم إنهاء الحرب في السودان بعد دخول الدب الروسي حلبة الصراع بقوة إلاّ أن أمريكا ستواجه مشكلة هل ستكون هنالك إستجابة مع المبادرة بالشكل المطلوب بمعزل عن منبر جدة في ظل تصريحات عضو مجلس السيادة مساعد القائد العام للجيش الفريق أول ركن ياسر العطا بأن لا تفاوض مع المليشيا هذا يعني أن للحكومة عدة خيارات لإنهاء الحرب كما أن انعدام ثقة الحكومة السودانية في أمريكا أصبحت كبيرة لذلك من المتوقع أن تقدم واشنطن مزايا وإغراءات بالتعاون مع حلفائها في المنطقة (دول الخليج) للجانب السوداني سياسية، إقتصادية وعسكرية من أجل عدم الدخول في حلف مع روسيا.
وأضاف دنقس لـ(الأحداث) “بالضرورة يجب أن يكون العقل الاستراتيجي السوداني حاضر وأن تسقط الحكومة أي إتفاقيات ومعاهدات دولية على عناصر قوى الدولة الشاملة لتأمين الحاضر والمستقبل”.

اختراق إيجابي
بدوره يشير نائب الأمين العام للمؤتمر الشعبي د.محمد بدر الدين إلى أن الإدارة الأمريكية مواجهة بضغط من الرأى العام والكونغرس بتقاعسها في حل المشكلة السودانية وخاصة بعد تفاقم الانتهاكات ضد المدنيين والأزمة الإنسانية
والذى سوف يكون له تأثير سلبي على الإدارة الحالية في الانتخابات الوشيكة نهاية هذا العام.
وقال بدر الدين لـ(الأحداث) إن التحولات في السياسة الخارجية للحكومة السودانية وتنامي العلاقات مع روسيا وإيران له دافع كبير بالنسبة للولايات المتحدة وحلفاؤها في الإقليم للدفع والسعي لإنجاز حل للأزمة السودانية بما يتوافق مع مصالحهم في السودان وحتى لا يحدث التقارب مع المعسكر الآخر أي ضرر بتلك المصالح، وأضاف: “هذا ما يدعونا أن نقول أن هذه المبادرة ربما تحدث بعض الاختراق الإيجابي في حل الأزمة دونما إسراف في التفاؤل”.

زيارة مفاجئة
الشهر الجاري استقبل رئيس مجلس السيادة قائد الجيش الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، على نحو مفاجئ رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في زيارة تُعد الأولى لرئيس الوزراء الإثيوبي إلى السودان منذ اندلاع الحرب.
ووصف مكتب آبي أحمد الزيارة في بيان، بأنها جزء من الجهود الرامية إلى إيجاد “حلول مستدامة لاستقرار السودان”.

نقطة تحول
أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية د. راشد التجاني اعتبر الخطوة نقطة تحول في الموقف الأمريكي من الحرب في السودان، وقال إن واشنطن خلال الفترة الماضية لم تتدخل في أزمة السودان بشكل جاد وكان تدخلها مجرد بيانات وأن مبعوثها للسودان لم يقدم أي مبادرات وكان يدور حول المشكلة دون طرح حلول، وأوضح بأن دفع أمريكا بوزير خارجيتها لقيادة المبادرة يدل على جديتها.
وحول قدرة الولايات المتحدة الأمريكية في إحداث اختراق في الأزمة السودانية بمبادرتها الجديدة قال التجاني لـ(الأحداث) يمكن لأمريكا أن تحل المشكلة لقدرتها على الضغط لإيقاف الحرب خصوصاً وأنها تتجه للحوار مع الداعمين للتمرد أكثر من المتمردين وهو ما يسهم في الحل بصورة أكبر، وأكد أن أمريكا لديها مفاتيح التأثير على الفاعلين في الحرب، وأشار إلى أن التحرك الأمريكي كذلك واحد من أسبابه توجه السودان نحو روسيا وهو ما ترفضه الولايات المتحدة الأمريكية، وقال على السودان أن يكون متوازناً وأن لا يميل لطرف دون الآخر مع مراعاة مصالحه بشكل أساسي.

اتصال واتهام
قبل أيام وبعد زيارة رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد للسودان تلقى رئيس مجلس السيادة قائد الجيش الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان اتصالاً هاتفياً من رئيس دولة الإمارات محمد بن زايد أكد خلاله رغبتهم في المساعدة في وقف الحرب الدائرة بالسودان” حسب بيان مجلس السيادة.
وأشار البيان إلى أن البرهان أبلغ بن زايد أن “الإمارات متهمة من السودانيين بأدلة وشواهد كثيرة، بأنها تدعم المتمردين، وتدعم من يقتل السودانيين ويدمر بلدهم ويشردهم، وأنه على الإمارات التوقف عن ذلك”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى