الأخبار

نقص المغذيات الدقيقة…. مخاطر صحية

تقرير- نوال شنان

النقص في المغذيات الدقيقة ومنها (اليود، فيتامين أ ،الكالسيوم.الحديد) مشكلة مؤرقة ومزعجة ومقلقة هكذا قالت وزارتا الصحة الاتحادية وبالخرطوم علاوة على المنظمات الدولية والوطنية، لجهة تأثيرات هذا النقص السالبة على الصحة خاصة لدى الأطفال في ظل الأوضاع الاقتصادية وارتفاع الفقر إلى ما يفوق 46٪ .
وللدلالة على هذه التأثيرات على الصحة فالمسوحات أثبتت أن 36٪ نسبة التقزم بالسودان ،كما يسبب نقص اليود تضخم الغدة الدرقية والتبلد الذهني والتخلف العقلي وموت الأجنة، ونقص فيتامين (أ) يسبب العديد من الأمراض وعلى رأسها العمى الليلي ،في حين نقص الكالسيوم يؤدي إلى إنخفاض كتلة العظام (هشاشة العظام)،وتسوس الأسنان،تشنجات عضلية وإرتعاش العضلات وغيرها.
ولمعالجة كل هذه الإضرار الصحية اطلقت الوزارتان مع المنظمات وبنك التنمية الافريقي مناصرة التدعيم المنزلي بالمغذيات الدقيقة ،على ان تكون نقطة البداية من محليتي امبدة وكرري بإعتبارهما الأكثر تضرراً ،تمهيداً لتنفيذه ببقية محليات الخرطوم .
*ارتفاع حدة الفقر*
وأكد المدير العام لوزارة الصحة بالخرطوم د. محمود القائم في ورشة مناصرة التدعيم المنزلي بالمغذيات الدقيقة بقاعة د.عبدالرحمن العشا بالوزارة امس الأربعاء، الحاجة لتدعيم الغذاء بالمغذيات الدقيقة خاصة للظروف التي يعيشها السودان من نقص الغذاء وارتفاع حدة الفقر وفقاً لقياسات وزارة المالية، مناشداً الشركاء بتعميم تجربة التدعيم المنزلي بالمغذيات الدقيقة على بقية المحليات بإعتبار أن كل المحليات في حاجة لذلك.
وأضافت مديرة إدارة التغذية بالوزارة هناء حاكم، إن مؤشرات المسح التغذوي 2018م أكدت تدني المغذيات (الحديد. الكالسيوم، فيتامين أ) منوهة إلى ان محليات امبدة،كرري،بحري وجبل اولياء اكثر المحليات تعاني من ذلك خاصة التقزم في الأطفال.
*دعم من بنك التنمية الافريقي*
فيما مديرة البرنامج القومي للتغذية بالصحة الاتحادية د.نهى صالحين، إلى أن نتائج المسوحات مهمة من اجل تحديد التدخلات المطلوبة والواجب تنفيذها مشيرة إلى توفر الخطط والاستيراتيجيات مقرة بان الوضع يحتاج لدحر نقص المغذيات الدقيقة بالسودان معلنة دعم من بنك التنمية الافريقي بتوفير (فيتامينو) لتوزعه الوزارة الاتحادية على 4 ولايات وذلك لأول مرة.

وكشفت رانيا احمد من برنامج التغذية القومي،أن العالم يعاني من النقص في المغذيات الدقيقة،وليس السودان وحده خاصة وسط الطبقات(الهشة وبصفة أكثر خصوصية بين الأطفال اقل من عمر خمس سنوات)والذي يعتبر مؤشراً يعكس وضع الدولة ،فهذا النقص أخطر من المجاعة وينتج عنه سوء التغذية المزمن ممايستوجب الإنتباه من وقت مبكر.
*السلوك الغذائي يؤدي لكارثة*
في حين نوهت د.الهام بله من الصحة الاتحادية إلى ان السلوك الغذائي يمكن ان يؤدي إلى كارثة كبيرة ،وأردفت الوضع في السودان مقلق يحتاج لتضافر الجهود للخروج منه ،إلى ولفتت 50 ٪ من الأطفال يعانون من نقص الحديد فيما اشارت إلى 3 استيراتيجيات اعتمدتها الوزارة وتنفذ بالولايات بمافيها الخرطوم وتشمل التنوع الغذائي، التغطية بفيتامين (أ) والفيفول مقرة بضعف التغطية رغم مجانيته ،وثالث الإستيراتيجيات التدعيم الغذائي بإضافة المغذيات الدقيقة للطعام مبينة ان مشروع دعم الطعام بالمغذيات بدأ 2018م بدعم من الشركاء الدوليين ولكن جائحة كورونا أثرت كثيراً على مواصلة المشروع.
*تعهدات من المنظمات*
وقال ممثل منظمة اليونسيف د.خالد طاهر، إن إحدى اسباب التقزم نقص فيتامين(أ) وكذلك يسبب العمى الليلي وجفاف العيون وغيرها مؤكداً التزام المنظمة بدعم صحة الخرطوم ،فيما وصف ممثل الصحة العالمية د.محمد أبومنقة الوضع بالمقلق جدا ومخيف ويحتاج علاجه لمزيد من الجهود لافتاً إلى اهمية التقصي التغذوي بإعتباره يسهم في إتخاذ القرارات وفي وقتها.
واستعرض ممثل صندوق إعانة المرضى الكويتي عبدالله يونس ،تجربتهم في دعم ولايات الشرق الثلاث ودارفور مشيراً إلى وجود 120 مركزاً يعمل في مجال التغذية واعداً بمزيد من العمل مع الصحة لمعالجة المشكلة.
*الاعلام شريك أصيل*
وعزا مدير الإدارة العامة لتعزيز الصحة بصحة الخرطوم د. صلاح حسن ،ظهور الإشكالات في التغذية بالولاية نتيجة للهجرات معترفاً بوجوب وضع خطة استيراتيجية للسنوات الخمس القادمة لمعالجة هذه الاشكالات في التغذية مع قيام القطاع الخاص بمسؤوليته الإجتماعية والمشاركة مع الصحة لافتا إلى تفاهمات مع دال الغذائية ومنظومة الصناعات الدفاعية في هذا الصدد منوهاً إلى مراجعة القوانين والسياسات علاوة على وضع خطة اعلامية لجهة ان اجهزة الاعلام شريك اصيل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى