ثقافة وفنون

من هذا الذي شذ فبذ؟!

د. الخضر هارون

والشاذ في اللغة من لا شبيه له في الناس والأشياء ويصح أن يكون لا نظير له أو لها مرادفا للكلمة في المعني. قالوا في معني اسم رئيسة وزراء باكستان بي نظير بوتو ،أي التي لا نظير لها، أغلب الظن أنهم أرادوا في الحسن والجمال . ومن مشتقات الشاذ الشذي لذلك يطلق علي المسك بسبب قوة رائحته ففيه معني الحدة والقوة وقد قالوا في ذلك إن العرب تقول شذي المسك تريد قوة رائحته ولذلك اتخذوه اسماً للنساء وتغنوا به ومن جميل غنائهم رائعة العقاد التي تغني بها الكابلي:
شذي زهر ولا زهر
فأين الظل والنهر
وأجمل ما فيها هذا التفنن في تبيان النقائض فالشذي مظنة الزهر والزهر مظنة الظل وسقياه من النهر النمير فكيف إن صدر من لا زهر وورد وماء سلسبيل ؟ ذلك يفتح آفاقاً فسيحة للخيال ليبحث عن مصدر ذلك الشذي المتفرد! وأجمل مافي الأشعار هذه الأخيلة اللا متناهية التي تحلق بك بلا سقوف من ظلمة المكان ومن جفاء الأناسي والحبان إلي عوالم أرحب وأكثر ضياء وبهاء مرات ومرات .
وحظوظ الكلمات من الصيت والسمعة والمعني الحسن ونقيض ذلك مثل حظوظ الناس فيبتلي رجل طيب أو إمراة صالحة باسم مستقبح يلازم صاحبه أو صاحبته الدهر كله حتي القبر وعكس ذلك صحيح فكلمة شاذ وشذوذ وشاذة أول ما توح به وتسترعي به الإنتباه ،هو الانحراف عن الطبيعي والسوي من السلوك المقبول إلي نقيضه مع أن الكلمة تحتمل كل معان الجمال والحسن في التفرد في الذكاء والإبداع من شتي صنوف ذلك. فكلمة العود مثلاً دالة علي اليابس من الأخشاب وذكرها نقيض البلل والخضرة وهما رحيق الحياة ومع ذلك أطلقت علي أغلي أنواع البخور المستخدم في قصور الملوك والأمراء والأثرياء ! قال لي صديق من بلاد تهتم بأفخم أنواع البخور سافر لمكان في أطراف شبه القارة الهندية يبحث عن الأجود الأفخم. قال أغلاها ثمنا يا صاحبي ما يجئ من الأشجار العطرية المهترأة بفعل التسوس ! قال ذلك وكأن حقيقة ما علم للتو محبطة تحيط بها خيبة أمل. لو قالها بلسان المقال لكانت ” يا خسارة”! لكنه قالها بلسان الحال! ويحلو للناس الدعاء علي من لمسوا من قوله أو فعله أو غمزه ولمزه رائحة الحسد :” عين الحسود فيها عود!”
وندع هذا الاستطراد وندلف علي التو للحديث عن هذا العنوان الذي أثار فضولنا فاشرأبت له أعناقنا واتسعت حدقات عيوننا وأرهفت أذاننا السمع تستجلي خبره .. من ..من يكون ؟!
إنه ليس فردا بعينه ولكنه هذا الشعب كله الواقع في البقعة التي تعددت أسماؤها عبر القرون الطوال وانتهت إلي جمهورية السودان.
فكيف شذ؟ شذ عن عالم البيضان الذي ظل منذ اندثار حضارة كوش بن حام بن نوح التي سادت شطرا مقدرا من العالم القديم.وبين كوش ونوح أب واحد هو حام فكيف ادعت الأساطير الاسرائيلية أن أباه لعنه لأنه رآه عريانا ثملا فتوشحت بشرته بالسواد منذ ذاك الوقت وأصبح السواد مظنة كل قبيح تعافه النفوس وتتوجس خيفة منه . وحقائق التاريخ تقول بغير ذلك إذ كيف تمكن نجل حام ذلك الأكحل الفاحم وهو كوش أن يبتدر أول حضارة عرفتها الإنسانية أجتاحت جميع هذه الأنحاء حتي سواحل الهند؟ كيف يقيم الحفيد الملعون أول حضارة تبني المعابد والأهرامات وتصهر الحديد وترعي المحارم وتحسن بقراءة حركة الكواكب ،معرفة أوقات المطر والفيضانات والكسوف والخسوف ؟! كيف وأخوته البيض غير الملعونين ظلوا في بيات طويل يقاس بآلاف السنين ؟! التمسوا في المتاحف إبداعات حضارة كوش والنوبة في صناعة الخزف والزجاج الملون بأزهي الألوان وفي حلي الذهب وكيف صهرت الحديد في البجراوية فيما عرف ببيرنغهام القديمة ولا زالت الدهشة علي وجوه علماء الحفريات وهم يكتشفون من العجائب تحت اهرامات نوري كل يوم الجديد البهيج والمثير . قالوا إن مؤرخ الإغريق هيرودوت قد لاحظ هذا الرقي والتميز في السلوك الإنساني حين بلغ تخوم بلاد النوبة فقال كلاماً في معانيه الإنبهار :هؤلاء أولياء الله وأحباؤه !
وقال المستشرق الالماني السفير بيرنر إن المنطقة بين الخرطوم وأسوان هي مهد الحضارات، فيها تم استئناس الماشية ومن علي رباها انتشرت اللغات السامية والسودانية. قال البريطاني مارتن بيرنال في اثينا السوداء إن الإغريق اعترفوا في التاريخ الذي كتبوه بأنفسهم أنهم تعلموا الهندسة والحساب في مصر وأن مصر تشمل وادي النيل لذلك جاء عنوان المجلدات الثلاثة الضخمة يحمل العنوان أثينا السوداء Black Athena وأن موجة العنصرية التي اجتاحت ألمانيا في القرن ١٨ هي التي أنكرت ذلك وأعادت كتابة التاريخ وفقاً لأهواء العنصريين المفتونين ببياض الأبشار .واستمرت حضارة كوش التي امتدت إلي فلسطين لتحرير الارض المقدسة من دنس عبدة النار المجوس علي يد تهراقا العظيم كما جاء في التوراة ثم أصابها الضمور والانحلال الذي يصيب كل الحضارات.
بلوّر الإغريق ما تعلموه من الحضارة السوداء في وادي النيل ووضعوا أسسا عقلية للحضارة ومحاولات لإرساء نظم ديمقراطية سرعان ما تهاوت مع أطماع التسلط فجاء الاسكندر المقدوني ثم الإمبراطورية الرومانية وجاءت المسيحية وغلواء التسلط والهيمنة ظل مسيطرا ثم جاء الإسلام في أرض العرب وجاء بشعارات إنسانية لم تألفها البشرية بالمساواة التامة بين البشر في الخلق ” كلكم لآدم وآدم من تراب” ، ” متي استعبدت الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا!”
والرق الذي أزري بالسود لم يبدأ بهم بل كان ضحاياه علي الأكثرية من شرق أوروبا خاصة من الصقالبة حتي قيل إن كلمة slave مشتقة من Slavs والمنهزمون في الحروب وقارات النهب والسلب والسرقة .لم تكن الجزيرة العربية غريبة عن قارة إفريقيا لا جغرافيا ولا ثقافياً حتي قبل الإسلام فقد سميت أو جزء منها علي ملك يماني يدعي إفريقش هو الذي غزاها وضمها لملكه وقال المستشرق برنارد لويس إن العرب كانوا يجلون الحبشة ويعظمون قدرها ويرونها أكثر تحضرا وقد أوصي النبي صلي الله عليه وسلم أصحابه باللجؤ اليها لأن بها ملك لا يظلم عنده أحد. وقد قالوا في تفسير معلقة طرفة بن العبد من قوله:
عدولية أو من سفين بن يامن
يجور بها الملاح طورا ويهتدي
أن ابن يامن هذا كان ثريا من أثريا الحبشة له حدائق من النخل في مناطق الحسا وسفائن عظام في بحر الخليج. وأحصي بروف حسن الشايقي خمسين صحابيا ينحدرون من أصول إفريقية،
ثم استأسدت علي الدنا سلطنات وإمبراطوريات ناصعة البياض دهورا طويلة فظنت الأجيال اللاحقة أن الحضارة بياض من صنع البيضان ضربة لازب ! وللغرابة ظن المتأخرين من العرب أن شدة البياض التي اكتسبها بعضهم بمخالطة الفرس والروم علي التخوم هي معيار النسبة للنقاء العربي رغم أن الذين فسروا قول النبي، بعثت إلي الأحمر والأسود أنه عني بالأسود العربي وقيل إن كلمة عربي في التركية أو في بعض لهجاتها معناها الأسود ونسب لعقيل ابن أبي طالب قوله:

‏وأَنا الأَخْضَرُ من يَعْرِفْني
‏أَخْضَرُ الجِلْدَةِ في بيتِ العَرَبْ
‏يقول: أَنا خالص لأَن أَلوان العرب السمرة؛ التهذيب: في هذا البيت قولان : أَحدهما أَنه أَراد أَسود الجلدة؛ قال: قاله أَبو طالب النحوي، وقيل: أَراد أَنه من خالص العرب وصميمهم لأَن الغالب على أَلوان العرب الأُدْمَةُ.
ويبدو أن القارة الغنية بالزرع والضرع لم تفكر في غزو الآخرين ولقد سماها بروف علي المزروعي ب ( جنة عدن) قال هناك عبارة أسطورية في شرقها المطير تحدثك عن خصوبة أرضها تقول : إنك لو غرست إصبعك في تربتها لنبت ظفرك! وقال إن أوروبا عرفت اللباس وبناء الدور ليس التماسا للستر والحشمة بل لضرورات الصقيع في البلاد الباردة . وقال لئن كانت الحاجة هي أم الاختراع فإن الوفرة هي أم اللافعل!
إذن لم تشخص القارة خارج حدودها لغزو إلا لرسالة تؤمن بها فقد قاد تهراقا الجيوش لتطهير بيت المقدس من الغزاة عبدة النار وبعدها بقرون وفي القرن الرابع غزت الحبشة اليمن لترسيخ الديانة المسيحية آخر ديانات السماء للبشرية قبل ظهور الإسلام. وفعل ذلك أبوبكر الثاني او موسي مانسا ملك مالي الذي اكتشف امريكا قبل كولمبس بمائة عام.
والثورة الصناعية كانت وبالاً علي افريقيا وإنسانها فالتنافس بين القوي الكبري في أوروبا ورواج سلعتي السكر والنسيج كمطيتين للثراء الفاحش والغني ،أفضي إلي انتشار تجارة الرقيق عبر الأطلسي إلي العالم الجديد فهُجر الأفارقة قسرا إلي هناك كعمالة مجانية وحتي يتم خداع الضمير اعتبروهم أقل بشرية من البيضان لتبرير المعاملة الوحشية التي كانوا يلقونها وترسخت في عوالم الأدب في الشعر والنثر تلك الصورة النمطية للأسود فهو المجرم والسارق والمغتصب والفرح المبتهج علي الدوام وبلا سبب .
لاحظ مالكولم اكس أن كلمة أسود في القواميس ألصقت بها كل نقيصة.
ونقلت الثقافة الغربية هذه الصورة للعالم بأسره إذ قال رئيس وزراء اليابان الأسبق في عام من الأعوام إن تدني ترتيب أمريكا في قائمة الدول المتميزة في علم الرياضيات هو معدلات السود فيها. وللأسف نسي العرب والمسلمون ارثهم النبيل في وحدة أصل الإنسان فأصبح بعضهم يلتمس البياض في الأصباغ والكريمات وإزدراء السود.
وسكان أرض كوش القديمة في وادي النيل هم من قبيل السودان كما كانوا أول مرة غشيتهم من شمال الوادي دماء ومن الأمازيغ بين القبائل الليبية ومن عرب أرغموا علي الهجرة جنوبا هجرات لم تحجب دماء إفريقيا من سحناتهم وإن عدلت شكل أنوفهم وشعر رؤوسهم أحيانا. لكنهم تمرسوا علي الصعاب فصنعوا الساقية والشادوف وزرعوا الكرم والذرة والقمح والنخيل. وجد ذلك أبو سليم الأسواني عندما جاءهم زائرا في عام تسعمائة ونيف للميلاد.
لقد ظلوا أوفياء لمعتقداتهم وفارقوا الوثنية والتعدد عندما ظهر فيهم توت عنخ آمون ووحدوا الخالق فوجدت المسيحية فيهم حقلا خصبا ثم الإسلام. وعندما انفتح السودان علي العصر تعلموا فبذوا شعوبا أخري في مهارات عديدة ، أطباء ومهندسون ومعلمون وصناع مهرة واحتفظوا بخصائص حميدة هي النبل والكرامة وإباء الضيم.
حتي إذا خرجوا إلي المهاجر استعجب الناس وجود الخصال الحميدة فيهم أي في أقوام سود البشرة كأن مدار الخير أصبح لا يلحق بالسواد. إذا أعاد الفقير المعدم مالا لم يصل إليه بوجه مشروع وكان ملكاً لغيره عقدت الدهشة الألسن وإذا تحركت إنسانية احدهم فأنقذ غريقا تعجب الناس وإذا رأوهم في قراهم الفقيرة يعترضون مركبات الصائمين في رمضان بالطعام والشراب استكثروا ذلك وإذا زاروا جل قراهم (وبنادرهم )افتقدوا وجود مراكز للشرطة وتعجبوا حين علموا أنهم لا يحتاجونها . وبقيت العربية فيهم نقية صافية تشبه بعض الذي كان في الجاهلية في الوعورة والبداوة فصاغتها شعرا رصينا ونثرا أخاذاً بينما ضعفت في عواصم كانت حواضر لممالك وسلطنات أعتزت بالإسلام ! ألم أقل أنهم بذوا كل الأنام؟! قال أحمد شوقي علي لسان ضرغام وهو يمدح عنترة ذلك الكوشي الأسود ويأنف أن يقتل رجلا يتميز بالمكارم :
إذا قال بذ القائلين حديثه
وما بذه في أيكة البيد قائل
أافتل من يحي العفاة بماله
ويأوي اليتامي ظله والأرامل ؟
والدهشة والاستغراب من هذا الصنيع تحمل مضامين من سؤ الظن جارحة ومسيئة تستكثر الفضائل علي هؤلاء السمر الجعاد الذين شذوا في زمان المكاره والخزايا وتفوقوا علي من سواهم بما لا ينبغي أن يثير الدهشة والاستغراب لأنه من مكارم الأخلاق التي بعث المصطفي لاتمامها علي البشرية جمعاء والتي كان ينبغي أن تكون هي المعتاد من السلوك الإنساني وبخاصة لدي المسلمين حيث لا يقيم الاسلام للألوان وزناً فالخيرية عنده بصالح الأعمال واستقامة السلوك.
والآن وقد بلغ السيل الزبي وتجاوز حد الاستهداف حز الرقاب بالمدي إلي إرسال المسيرات الإنتحارية الفتاكة ترسلها بلاد حسبناها شقيقة فإذا بها شقية والغة في الشر كان أخلقها اكرامنا ورد جمائل لنا عليها وتذكر أياد سبقت وعرفان. لكن هذا البلد المتميز ظل يتصدي لغوائل الغزو والعدوان منذ جحافل قمبيز والإغريق وعيزانا ومحمد علي باشا تكسرت النصال وبقي السودان بذات الشموخ والإباء وظلت خصال الخير فيه باقية لم تستحيل إلي كراهية ورغبة في الانتقام بل ظل مواطنه هين تستخفه بسمة الطفل قوي يصارع الأجيال.
شكوت مرة في بحر التسعينات للمثقف الجزائري بشير بومعزة وهو مجاهد ووزير سابق للثقافة مما يتعرض له السودان وجيوش ثلاث دول مجاورة تتربص به وتوشك أن تخترق حدوده وهو واقف كالطود الأشم وحده كاليوم بلا نصير له في العرب ولا غيرهم فقال: أنا لا أخشي علي السودان واليمن والعراق فهذه محاضن حضارات عريقة سرعان ما تنتصب وتقف بعد كبواتها. ذلك يتطلب أن يعتبر كل منا في هذه الظروف أنه السوداني الذي عناه غناء العطبراوي بلا رتوش أخري وأن الصراعات علي السياسات لم يحن وقتها بعد والبلاد تنقص وتنتقص من أطرافها. أوان ذلك سيحين إذا أدي كل منا دوره للحفاظ عليها بحمل السلاح وحمل القلم وجمع الكلمة وعند الصباح يحمد القوم السري!
والمأمول بعد أن تزول الغمة ويبقي الوطن أن نستشعر ثقل الأمانة الملقاة علي عواتقنا ، أهل السودان، فنحفظ ونحافظ علي إرث طويل ممتد ضارب في أعماق التأريخ ظللنا به دوما من رواد الإنسانية بنائين للمباني والمعاني الخيرة معاً .صرفتنا الصوارف عن مواصلة البناء الحضاري في بعده المادي الذي لا غني للحياة عنه اليوم فقد أصبح اليوم لازمة لبقاء الإنسان حراً علي أرض وطنه بصناعة أدوات الدفاع واقتحام عالم التقانة الرقمية من أجل البقاء والتمتع بالحياة كسائر البشر حتي لا نسقط مجددا ضحايا سهلة للغزو والاستدمار تستخفنا شعارات الإخاء الكاذبة فما حك جلدك مثل ظفرك لكننا مع ذلك نستمسك برعاية المعاني والقيم التي يستقيم بها عالم المباني وتميزنا بها دون سائر الناس أمانة مودعة لدينا.
خيارنا ألا نستسلم وان نبقي شوامخ علي أرضنا وكما قال شاب أسمر قبل حين ( نحن ما دام روحنا فينا ما في زول بقدر علينا) والفينة مشهودة ! وسننتصر بحول الله وقوته و عندما تنفض شجرة الحرية خبثها ممن كانوا أدوات وأعوان علي أهلهم وذويهم من أبناء جلدتنا ،سيكون ذلك يوم العيد الأكبر. لن نفش فيه الغبائن ونسترجع الضغائن لنعمد كالثور في مستودع الخزف لتصفية الحسابات بل سنسموا مجددا فوق الجراح، نسد فجاج الخلل في حياتنا ونغلق الثقوب التي من خلالها تسلل العدو ونعقد موازين القسط والعدل لعقاب من قتل وسحل ودل علينا و اغتصب . ونجعل الحارس علي أرضنا بعد الخالق الأعظم شبابنا وشاباتنا يمتشقون السلاح في البر والبحر والجو بعيون ساهرة لا تنام!
وبذلك يصبح ذلك الذي شذ بإحتضان الفضائل حين تركها وتنكر لها الكافة من الناس ، هو هذا الشعب الأبي في المدينة المتلألئة هناك فوق التل منارة للإنسان وقدوة تحتذي يعيد سيرة أولئك الذين وصفوا في القديم بأنهم ” أناس يتطهرون”، هو إذن قد بذ القوم وفاز كما كان على الدوام!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى