مسؤولة أممية: وحشية الصراع في السودان لا تعرف حدودا

الأحداث – متابعات
قالت مديرة قسم العمليات والمناصرة بمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) إديم وسورنو إن “وحشية الصراع في السودان لا تعرف حدودا”، مشيرة إلى بروز ولايات كردفان بوصفها مركزا جديدا للعنف والمعاناة، حيث تسببت الهجمات في سقوط قتلى وجرحى ودمار، وقيدت بشدة وصول المساعدات الإنسانية.
وأضافت في إحاطتها أمام مجلس الأمن الدولي “خلال العام الماضي، شهدنا المزيد من الفظائع وتفاقما أكبر للإفلات من العقاب الذي يغذيها”.
وقدمت أرقاما عن حصيلة القتلى بين صفوف المدنيين هذا الشهر، وتداعيات التصعيد على العمل الإنساني، مشيرة إلى عدم تمكن فريق مشترك بين الوكالات بقيادة منسقة الشؤون الإنسانية – والذي كان من المقرر وصوله إلى كادقلي في 15 ديسمبر – من المضي قدما بسبب الوضع المتدهور وغير المستقر، والتحديات الأمنية الخطيرة التي واجهتها قافلة تابعة للأمم المتحدة وصلت إلى الدلنج وكادقلي في أكتوبر.
وقالت وسورنو: “كانت الغارة على شاحنة تابعة لبرنامج الأغذية العالمي في شمال كردفان في 5 ديسمبر، والتي أصيب فيها سائق بجروح خطيرة، دليلا آخر على المخاطر الجسيمة التي يواجهها العاملون في المجال الإنساني في معظم أنحاء السودان”.
وأوضحت المسؤولة الأممية أن “الاحتياجات الإنسانية لا تزال هائلة في جميع أنحاء دارفور. وتتواصل الجهود للوصول الآمن إلى الفاشر، مع استمرار المناقشات بشأن نشر فريق لتقييم الوضع الأمني”.
وأشارت إلى أن الأمم المتحدة مازالت تتلقى تقارير جديدة عن انتهاكات جسيمة للقانون الدولي الإنساني ارتُكبت أثناء وبعد سيطرة مليشيا الدعم السريع على الفاشر، بما في ذلك عمليات قتل جماعي وعنف جنسي.
وقالت وسورنو: “يواجه العاملون في المجال الإنساني في طويلة والدبة ومناطق أخرى صعوبة في تلبية احتياجات الوافدين الجدد من الفاشر بشكل كامل، حيث تعاني الموارد والقدرات من ضغط شديد”.
وجددت الدعوة للعمل على ثلاثة مسارات، ودعت في هذا الصدد مجلس الأمن إلى أن يوجه رسالة قوية، لا لبس فيها، مفادها أن الهجمات الموجهة ضد المدنيين، والهجمات العشوائية، والعنف الجنسي، والانتهاكات الصارخة الأخرى لأبسط مبادئ القانون الدولي الإنساني لن يتم التسامح معها.
وطالبت بتمكين العاملين في المجال الإنساني، بمن فيهم الشركاء المحليون الذين لا يزالون في طليعة الجهود الجماعية، من القيام بعملهم بأمان ودون تدخل.
وقالت وسورنو في هذا السياق: “مع اقتراب معلم آخر قاتم في هذه الحرب الكابوسية (مرور ألف يوم على الحرب) هناك حاجة الآن أكثر من أي وقت مضى إلى جهود متجددة لوقف القتال، ووقف تدفقات الأسلحة التي تغذي الصراع، ودفع الأطراف نحو وقف إطلاق نار شامل ودائم على مستوى البلاد، تشتد الحاجة إليه”.



