ماذا يحدث في قطاع الزراعة بولاية نهر النيل؟

بخاري بشير
ولاية نهر النيل ظلت ولا زالت من الولايات التي لها دور بارز في دعم الأمن الغذائي السوداني، وهي الولاية التي زادت من اهتماماتها الزراعية برغم أنها موئل الذهب وارض التعدين، لكنها لم تهمل مطلقا ثقافتها الرئيسية والتي قام عليها تأريخها في الماضي والحاضر وهي ثقافة الزراعة والاهتمام بها وبالإنتاج الحيواني. كانت أيضا من الولايات الاولى التي دخلت مجال المشروعات الحكومية الزراعية، وتم تكوين مجالس إدارات لهذه المشاريع بالإضافة إلى جمعيات المزارعين التي بلغت حتى الآن 600 جمعية، واخيرا شكلت حكومة الولاية لجنة عليا وتم اعتمادها للموسم الشتوي (2025-2026م) برئاسة السيد الوالي، وعضوية وزراء حكومة الولاية والمدراء التنفيذيين بالمحليات ومدير بنك السودان وبعض الشركات العاملة بالقطاع الزراعي بالولاية وآخرين. قطاع الزراعة وحده استطاع تحقيق الأمن الغذائي في ولاية نهر النيل، وجعلها ولاية جاذبة للاستثمارات، الامر أسهم في رفد خزينة الدولة بالعملات الصعبة. ونجد مثلا أن شركة مثل (شركة زادنا) تقوم منذ العام 2007 بادارة وتشغيل عدد (8 ) مشاريع زراعية حكومي بولاية نهر النيل ، تساوي مساحتها 52 %من اجمالى المشاريع الحكومية. هذه المشاريع يبلغ اسهام منتجاتها السنوية في الناتج المحلى ما يفوق المليار دولار. ذكرت هذه المقدمة بعد الحديث المتداول حول (فشل الموسم الزراعي في مشروع قندتو) – وهل صحيح أن هذا الموسم فشل في المشروع؟ تقول الشائعات أن مشروع قندتو فشل بسبب العطش، وهو ما لم يحدث، بإجابة بسيطة وهي ان الموسم نفسه لم يبدأ بعد، فكيف يفشل موسم زراعي قبل أن يبدأ؟. هناك استعدادات كبيرة تجري للتجهيز لهذا للموسم الشتوي تقوم بها إدارة المشروع وشركة زادنا ووزارة الزراعة بولاية نهر النيل، وأولها الاهتمام بالري ومضخاته وآلياته، وأعمال الصيانة. ما حدث في قندتو بحسب إفادة وزارة الزراعة هو مجرد اعمال صيانة تتطلب ايقاف المياه لمدة أسبوع على الأقل في مساحة محدودة لا تتجاوز 450 فدان من جملة 4000 الف فدان استمرت فيها عمليات الري بلا انقطاع، ولا يعقل أن يوصف توقف ري هذه المساحة المحدودة وفي المدة الزمنية الصغيرة (7-10) ايام بأن الموسم الشتوي فاشل، وهو اصلا لم يبدأ بعد. توقعات الموسم الشتوي في نهر النيل واعدة بالنسبة للمزارعين والحكومة الولاية والدولة السودانية، ولا ننسى أن ولاية نهر النيل من الولايات التي استقبلت أعداد كبيرة من الوافدين ابان أزمة الحرب ولا زال كثير منهم مقيمين في الولاية برغم تحسن الأحوال في عدد من ولاياتهم، لكنهم آثروا البقاء، لا لشئ إلا أنهم وجدوا في الولاية ما يشجعهم على الاستقرار، وهو ذلك النشاط الاستثماري الكبير في كافة القطاعات خاصة قطاعي التعدين والزراعة. ولاية نهر النيل تكاملت فيها الجهود من قيادة حكيمة ممثلة في الوالي د. محمد عبدالماجد ابوقرون، وكذلك وجود شركة زادنا العالمية بالولاية وتركيزها في إنجاح الكثير من المشروعات، إضافة لإنسان الولاية الذي بدوره كان له سهم في ترسيخ ثقافة الاستقرار بالاهتمام الزراعي. قامت شركة زادنا بأعمال كبيرة على مستوى الولاية، لن نتحدث عن مشروعاتها الرئيسية زادي 1، وزادي 2- لكننا نتحدث عن اشراف شركة زادنا العالمية الكامل بعدد من المشروعات الحكومية وتعاونها مع إدارات تلك المشاريع وبتنسيق محكم مع وزارة الزراعة لنهضة هذه المشاريع ودعم المزارع البسيط لتكون قبلة لأهل السودان. في نهر النيل وحدها تشرف زادنا على 8 مشاريع، وضعت لها خطة تأهيل كبيرة استعدادا لموسم 2025 ، وجاء تركيز الشركة على المشاريع الأعلى تكثيفا زراعيا مثل مشروع الأمن الغذائي الدامر ومشروع قندتو وذلك بإضافة كرين ثابت فى بياراتها على النيل تعمل به الآن فرق أجنبية من الهند ويكتمل خلال أسبوعين ، والآن تم الاعداد لتركيب كرين ثابت فى مشروع الكمير وقريبا في مشروع كلي الزراعي غرب شندي. هذه الأنشطة الكثيفة والمشرفة لشركة زادنا كان لابد أن تواجه بحملات تشويه واسعة تقودها وتزكي نارها جهات لا تريد النهضة للسودان، خاصة في جانب المشاريع الزراعية التي هي صمام أمان كل العهود، وتمثل أفضل الطرق التنموية الصديقة للبيئة، ويظل السودان صاحب أفضل الفرص في المستقبل بما يملكه من مقومات، و بفضل حصافة انسانه، وقيادته استطاع أن يفوت الفرصة على أعداء النجاح.



